مزامير

متوكل الدسوقي يكتب : هل تدري يافضائيات

● جاء رمضان هذا العام مختلفا في كل شيء ، شكله ولونه وطعمه اختلف عما ألفناه فقد عقب تغيرات وانقلابات كثيرة في اوجه الحياة العامة وابرزها طاعون العصر الذي اجبر الكل على ملازمة المنزل بشكل مستمر لم يعهده احد ، لا دعوات ولا عزومات ولا افطارات جماعية ولا حتى زيارات لذلك كان لرمضان هذا العام وضعا استثنائيا جعل الكل يلازم منزله ويكتفي بمجالسة اهله ومشاهدة التلفاز .

اغلب المشاهدات التلفزيونية كانت تنحصر في القنوات السودانية خصوصا بعد الافطار مباشرة لوجود برامج الاغاني في كل القنوات السودانية التي تشابه بعضها كبيوت ( القشلاق ) اسوة ببرنامج اغاني واغاني الذي هجره اغلب الفنانين الذين كانوا يداومون على الظهور فيه هجروه لقنوات اخرى تقدم نفس القالب البرامجي ولكن بمسمى مختلف وهي مشكلة ازلية في القنوات السودانية تتمثل في غياب الابداع والافكار الجديدة وتكرر نفسها بطريقة مشوهة بما فيها التلفزيون القومي .

ذلك التشابه والتقليد صاحبه عدة هنات واشكاليات فنيه وقعت فيها تلك الفضائيات فقد غاب التجويد على الشاشة وكثرت الاخطاء وهذا دليل على الاستعجال وعدم الاستعداد الجيد لموسم رمضان ، فقد صاحب الاسبوع الاول عدد من الاخطاء الفنية لم تسلم منه اغلب القنوات ، وضح جليا ان البرامج المسجلة خصوصا البرامج الرئيسية منها لا تخضع لأي مراجعة او تكون لها لجنة مشاهدة قبل البث وقد رصدت بالصدفة بعض الاخطاء اثناء متابعتي .

● في قناة النيل الازرق وفي برنامج اغاني واغاني وتحديدا حلقة اليوم الثالث كانت بها كثير من الاخطاء كان يمكن تلافيها في المونتاج فقد اظهرت الكاميرا الفنانة مكارم وهي تتحدث بالاشارة للفنانة انصاف فتحي في الجانب المقابل لها اثناء حديث السر قدور مما احدث تشويشا للمشاهد بل تعدى الامر ذلك والكاميرا تصور احدى الفنانات في لقطة مقربة منفردة وهي تقوم بتعديل حمالة الصدر الخاصة بها بطريقة غريبة ولم تنتهي اللقطة الا بعد نهاية عملية التعديل . في نفس القناة استضاف برنامج ( ابيض ناصع) الفنانة منى مجدي وغنت اغنية ( انا السودان جمال اشراق وعيدية ) بطريقة ال ( play back) فجأة تداخل صوت رجالي في الاغنية ما جعل منى مجدي تستغرب وتلوح بيديها وهي ترفع كتفيها في استغراب

● اما قناة انغام والتي اعتقد انهم كانوا اكثر استعدادا من باقي القنوات لتنوع برامجهم رغم تشابه البعض منها مع اختلاف المسميات هناك برنامج كان يمكن ان يكون الاجمل على الاطلاق من حيث الفكرة ولكن التنفيذ كان يحمل كل السوء ، هو برنامج يحمل اسم ( حول الرق ) البرنامج فكرة و اعداد الاخ الصديق الموسيقار احمد المك وهو ايضا من وضع له الديكور وتقدم البرنامج سيدة الاعمال هديل المشرف ويستضيف عدد أربعة فنانين بقيادة ياسر تمتام وبعض الشباب اضافة الى باحث في مجال التراث والاغاني الشعبية استاذ عوض ، للأسف كان الاعداد لهذا البرنامج فطيرا ومشوها طمس الفكرة الاساسية ويبدو ان المحاور والمواضيع كانت وليدة اللحظة دائما فأحمد المك اقحم نفسه في عمل لا يعرف ابجدياته كان الافضل له ان يكتفي بالعزف والتلحين اما هديل المشرف فقد اثبتت فشلها كمذيعة بدرجة امتياز فقد حاولت تقليد السر قدور حتى في مصطلحاته ( هايل ابدعتو يا شباب … الخ ) وكان ينقصها فقط ضحكته المشهورة ، في حلقة يوم الأربعاء الماضي في ذات البرنامج ( حول الرق) ارادت المذيعة ان تنهي الحلقة فقالت:( نهاية الحلقة دي حا تغني لينا الفنانة رفيعة اغنية هل تدري يا نعسان ونلتقيكم في الحلقة القادمة) عندها قاطعها الضيف الباحث استاذ عوض قائلا ( دقيقة يا هديل ما تختمي الحلقة الاغنية دي عندها قصة عيدي الكلام تاني وقولي قبل ما نسمع الاغنية دي نسمع قصتها من استاذ عوض انا حا احكي القصة دي وبعديها نختم بالاغنية ) ، قالت المذيعة للمخرج ( خلاص يا جراهام نعيد الحتة دي ) بالفعل قامت باعادة الجملة واختتمت الحلقة بالاغنية والتي كان واضحا ان الفنانة لا تحفظها جيدا فقام ياسر تمتام بمساعدتها في اخراج الاغنية الى بر الامان ، حدث كل ذلك دون ان تتم اي معالجة فنية ( مونتاج ) .

● اما التلفزيون القومي فقد ابدع وامتع وهو يلفت الانظار محليا وخارجيا وهو يرفع النداء لصلاة المغرب قبل 10 دقائق كاملة وقرص الشمس لم يتوارى بعد ، في مثل هذه الظروف يعتمد الناس في افطارهم على اذان تلفزيون السودان خصوصا ان الاغلبية تركوا افطار الشارع والمساجد ومثل هذه الاخطاء تجعل الثقة بين المشاهد والجهاز القومي معدومة لانه اصبح مطالب بقضاء هذا اليوم الذي نقص من صيامه 10 دقائق .

مثل هذه الاخطاء التي حدثت في الاسبوع الاول فقط من الممكن ان تتكرر وتتضاعف اذا لم تجد المعالجات العاجلة والمحاسبة الفورية حتى ترتفع المعايير المهنية داخل المؤسسات الاعلامية .

■ مزمار اخير :

هل تدري يا نعسان
انا طرفي ساهر
جسمي اضمحل لي غرامك
وانت نافر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى