مقالات

مصعب مضوي يكتب : المشهد الليبي

احتدام الصراع وتقاطع المصالح في ليبيا وصراع المحاور ليس بعيداً عن السودان ولسنا في مأمن من ما يجري هناك فقد نفذت دول محور الإمارات مصر والسعودية في ليبيا ماكانت تنوي تنفيذه في السودان بعد سقوط البشير ونظامه وبدأ بالفعل عند فض الاعتصام والذي كان مخطط له أن يكون بداية لنهاية الثورة السلمية العظيمة التي حدثت للاستيلاء على السلطة لتكرار ماحدث في مصر ويحدث الان في ليبيا لكن إرادة الشعب السوداني ووقوفه في وجه المخطط كانت اقوي من أن يتم تنفيذه…
ليبيا الان تنتصر فيها حكومة الوفاق المدعومة من تركيا على حفتر المدعوم من الإمارات ومصر بقوة والذي لم يستطع الدخول إلى العاصمة طرابلس رغم الدعم اللوجستي والمالي الكبير الذي يتلقاه الرجل من الإمارات ومصر ودخول تركيا في المشهد قلب الطاولة على حفتر لتفوق تركيا عسكرياً على الأرض خاصة بعد أن استخدمت طائراتها المسيرة الجديدة وكانت مصدر تفوق واضح لصالح حكومة الوفاق المعترف بها دولياً

العملية السياسية التي رفضها حفتر عدت مرات وهرب منها أصبح الآن يبحث عنها عن طريق الرئيس السيسي الذي هرع إليه مهرولاً بعد سلسلة الهزائم التي مني بها وفقد على إثرها معظم أراضيه التي كان يسيطر عليها، المبادرة التي أطلقها السيسي وقال فيها أن الحل السياسي هو الوحيد القادر على حل المشكلة الليبية هي بمثابة إنقاذ لحفتر للعودة إلى المشهد من جديد وتخفيف آثار الهزيمة التي مني بها والغريب أن السيسي الذي لا يعترف بحكومة الوفاق وظل يدعم الطرف المعادي لها لسنوات يريد أن يلعب دور الوسيط وهو مارفضته حكومة الوفاق جملة وتفصيلاً بل ذهبت إلى أكثر من ذلك ووعدت بتحرير كامل الأراضي ولن تجلس في مفاوضات مع حفتر مرة أخرى…

السودان من ناحية رسمية ابعد نفسه من الصراع في ليبيا وقال انه يدعم اي عملية سياسية تفضي إلى إيقاف القتال هناك إلا أنه ظل محل اتهام بمشاركة قوات سودانية في صفوف خليفة حفتر وهو ماظل ينفيه الجيش السوداني بأستمرار وليس ببعيد أن تشارك قوات سودانية في القتال في ليبيا لكن ليس بطريقة رسمية إنما قوات تتبع للحركات والجماعات المسلحة التي ليس لديها مانع في العمل لصالح حفتر المدعوم من الإمارات الشئ الذي يحتم على الحكومة ضرورة ضبط الحدود حتى لا تنتقل هذه القوات إلى الداخل السوداني عند هزيمة حفتر وقد تشكل خطر على الاستقرار في الشريط الحدودي بين البلدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى