مقالات

مصعب مضوي يكتب : صراحة الوزير وسوءالتدبير


كُتب على الشعب السوداني أن يعيش في الأزمات ونقص الخدمات على مدار تاريخه الطويل وتعاقب الحكومات وحتى بعد أن ثار الشعب في ثورة عظيمة وجاءت حكومة الكفاءات وكأن شئ لم يكن وشكل نقص الخدمات أكبر عائق ظل يعاني منه المواطن وأثر على معظم القطاعات الصناعية والزراعية والسكنية وظل قطاع الطاقة الكهربائية والذي هو عصب كل المشاريع التنموية يقبع في أزمة تلو أخرى والخطير أن تعتمد البلاد في هذه الطاقة المهمة على دول الجوار مثل مشروع الربط الكهربائي مع مصر ومد إثيوبيا للسودان بالكهرباء في اتفاقيات موقعة بين السودان والدولتين، هل نسلم عصب الطاقة في البلاد لدول جارة ممكن أن تقطع عنا الكهرباء متى ما ساءت العلاقة ونكون تحت رحمتهم؟ هذه نظرة قصيرة ونقطة ضعف قد تستخدمها اي من الدولتين ضدنا متي ما توفرت الأسباب…
قال وزير الطاقة والتعدين في معرض حديثة بالأمس حول قطوعات الكهرباء أن أحد الأسباب في قطوعات الكهرباء ترجع إلى غياب المهندسين الأجانب بسبب جائحة كورونا وعدم قدرتهم على العودة إلى البلاد لأسباب قفل الأجواء وإيقاف السفر، السؤال الكبير هنا أين المهندسين السودانيين ألا يوجد أسطاف وطني هندسي طوال سنوات عمل المهندسين الأجانب في محطات الطاقة المختلفة ألم تتعاقد الوزارة مع أي من الشركات الأجنبية لتدريب وتأهيل مهندسين سودانيين لإدارة محطات الطاقة أو تبعث الوزارة مهندسين إلى الخارج للتدريب ليحلوا محل المهندسين الأجانب الذين أصبح غيابهم احد أسباب نقص الطاقة؟ رغم صراحة الوزير واعتزاره يبقى أمر تسليم صيانة وإدارة محطات الطاقة لاجانب أمر مخزي ومخجل أن يقول ذلك دون أن يعلم أن من مسؤليته كوزير تأهيل مهندسين وطنيين حتي لا نكون تحت رحمة ظروف الأجانب وحضورهم أو غيابهم..
ليس بعيد علينا تهديد الشركات التركية المشغلة لكهرباء ولايات في دارفور تهديدها بقطع الكهرباء عن الولاية حال لم تدفع الحكومة التزامها الدولاري للشركة وعللت الحكومة عدم الدفع بشح الدولار في خزائن البنك المركزي، إلى متى نظل في هذا الوضع وكيف لنا أن نحلم بقيام مشاريع زراعية ومدن صناعية ومصادر طاقتنا وتشغيلها في أيدي الشركات الأجنبية والدول الصديقة هل علينا الانتظار لثلاثين سنة أخرى لتأسيس الدولة السودانية التي تمتلك مصادر طاقتها وتزرع قوتها وتملك قرارها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى