مقالات

مصعب مضوي يكتب : فتابرنو حلقة من مسلسل الدم المستمرة

بعد أن أستبشر أهل دارفور خيراً بثورة ديسمبر المجيدة وما أحدثته من تغيير مفاهيمي كبير في قضايا الهامش وتفاعل جميع أطراف السودان مع بعضها ومقولة (كل البلد دارفور) مثالاً لم يكن ذلك كافٍ ليتوقف مسلسل الدم المستمر في دارفور ولم تستطع حكومة الثورة حماية المدنيين من هجمات المسلحين التي تطالهم في قراهم ومزارعهم وحتى في معسكرات النزوح ظل الموت يلاحقهم أين ما ولّوا وجوههم،التقصير الأمني الكبير في تلك المناطق وأنتشار السلاح في أيدي كل من أراده سبب مباشر لعدم توقف القتل في دارفور، الشق العسكري في الفترة الانتقالية بعيد كل البعد من أداء واجبه في حماية المدنيين من التعرض للقتل وادئماً ما كانوا يقولون بأن مشاركتهم في الحكم في الفترة الانتقالية ضرورية لحماية الفترة الانتقالية والحفاظ على أمن البلاد والعباد، بمثل ما ينسب اي فشل للحكومة إلى الجانب المدني كذلك الجانب العسكري فيها فشل في مهمته الوحيدة وهي حماية المدنيين ولم يتوقف القتل في دارفور وقت زاد بنسبة كبيرة، عليهم تحمل المسئولية كاملة في ذلك وعلي السيد رئيس الوزراء محاسبة وزيري الدفاع والداخلية على التقصير الأمني الواضح في دارفور، أرجوا أن لا يكوّن السيد رئيس الوزراء اي لجنة تحقيق في أحداث (فتابرنو) فلم تأتي أيّ من لجانه السابقة التي كونت لأقراض مشابهة بنتيجة حتى الآن، الأمر واضح،إعتصام سلمي في منطقة (فتابرنو) بولاية شمال دارفور تعرض لهجوم مسلح من مليشيات مسلحة استشهد فيه ٩اشخاص في يومه الأول وعدد من الجرحى ونهب المواشي وحرق للسيارات كل ذلك حدث ببساطة تمتع فيها المهاجمين بثقة كبيرة في تنفيذ فعلتهم تلك وكأنهم بعرفون جيداً سهولة أفلاتهم من العقاب، القبض على الجناة في هذه الحالة وتقديمهم لمحاكمات سريعة هو الضامن الوحيد لأنصاف زوي الضحايا وثقة أهل دارفور في هذه الحكومة مستقبلاً اي حديث غير هذا يظل أستهلاك سياسي ولا يهم ولا يخدم قرض…
لم تعجبني طريقة تناول رئيس الوزراء لهذه المزبحة في تغريدته على وسائل التواصل الأجتماعي فقد تحدث عن الأمر وكأنه مشكلة بين قبيلتين لم يرتفع إلى مستوى الحدث وربط هدوء الأحوال الأمنية في دارفور بتوقيع السلام، السلام الذي مازال أطرافه في شد وجزب وبعد أن قدمت الدعوات إلى الأجهزة الإعلامية أمس لحضور توقيع طرفي التفاوض بالأحرف الأولى على النقاط الخلافية الست، فجأة تم تاجيل التوقيع من الجبهة الثورية قيل أنه لحسم ملف الترتيبات الأمنية الذي لم يُحسم بعد وسينتقل التوقيع إلى جوبا عاصمة السودان الجنوبي مقر المفاوضات….
لن يُوقف توقيع السلام هذه الممارسات المسلحة في دارفور كما يعتقد رئيس الوزراء فمن يحمل السلاح ليقتُل ويسرق لن يوقفه من ذلك سلام تم أو لم يتم، فرض هيبة الدولة ونزع السلاح (وليس جمعه) والقبض على هؤلاء القتلة هو الطريق الوحيد لإنهاء هذه المعاناة الرحمة والمغفرة لشهداء( فتابرنو) وعاجل الشفاء للجرحى….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى