إلى القارئ الكريم

هشام عبد الملك يكتب : مرحبا بالكباشي مشيرا!!

حكمنا إبراهيم عبود (سنجك)، فأضاع كل تاريخ بلاد النوبة، ومعه حلفا دغيم، وحقوقنا في مياه النيل!! يعني (جابوهو فزعة، بقى وجعة).. وحكمنا جعفر نميري، دنقلاوي، فأضاع الدين، وأضاع معه كرامة الإنسان السوداني.. وحكمنا عمر حسن، وهو بديري دهمشي على جعلي، فطارت حلايب والفشقة والجنوب، وحول عاصمتنا إلى أقذر مدينة في التاريخ الإنساني، وجعلها مدينة بلا ملامح، وبلا شوارع وبلا حياة، فما الضير أن يحكمنا هذه المرة، شاب طموح من جبال النوبة، مثل شمس الدين الكباشي؟؟ دعونا نجرب، عسى ولعل أن يأتي إلينا بالهندي عز الدين، وزيرا للإعلام، فمن المؤكد أنه سوف يكون أفضل من فيصل محمد صالح، رغم أنه يقر بحبه لمصر، وينكر على إخوانه في الله إتهامه بالعمالة لها!!
الجيش لن يترك الحكم بأخوي وأخوك.. فقد إعتاد جنرالاته على حياة الراحة والدعة ودخلوا القصر الجمهوري، ولن يعودوا مرة أخرى إلى الكركون.. وأصبحوا وزراء وسفراء، فما الذي يضطرهم لمجابهة الموت أمام الجيش المصري القوي؟ إذا ضاعت حلايب، فأرض الله واسعة، والخير باسط، والحمد لله أن سرية المظلات المصرية لم تتقدم نحو بورتسودان، وإلا لضاع الميناء الوحيد، وخلونا نقعد في البيت من غير عدة، على رأي عادل إمام!!
صحيح أن هنالك تسريب صوتي، قيل إنه منسوب للكباشي، طلب فيه تنظيف منطقة الإعتصام، وعدم التحجج بوجود أقارب أو أهل فيها، واصفا الثوار بأنهم شيوعيون وكذا وكذا الخ.. وصحيح أيضا أنه أقر صراحة بأنهم قرروا فض الإعتصام، وحدس ما حدس (حدث ما حدث)، ولكن، حتى لو صحت كل تلك الأقوال، فهل هو أول من تورط في قتل المواطنين؟
عمر حسن حكم ثلاثين عاما، وأعترف صراحة بأنه قتل ثلاثين ألف نفس في دارفور.. يعني كل سنة بألف مواطن دارفوي..يا بلاش!!
عباس مدني، كان مديرا لشرطة السودان في عهد نميري ومارس كل أنواع القتل والتنكيل بالشعب السوداني، وولده الآن وزير يجلس وهو خالف رجل على رجل!! هذا في التاريخ الحديث فقط، ولن نذهب أبعد من ذلك.. ويا ما في الجراب يا حاوي!!
فلماذا سكتنا عن كل ذلك، ومسكنا في ذلة لسان السيد شمس الدين الكباشي؟؟
أنا شخصيا، لو خرج علينا الكباشي قائدا أعلى وأغلى، سوف أرحب به، فهو أرحم ألف مرة مما يخبئه لنا الشيوعيون، الذين لا يريدون أن يصدقوا أنهم لن يحكموا السودان، وعليهم فقط أن ينظروا إلى ما يصدر عن حسن فاروق، ليدركوا حجم الورطة التي تورطوا فيها!!
غير أن ثورة شباب ديسمبر أكبر بما لا يقبل المقارنة من كل الجنرالات، وكل الأحزاب، لأنها فعل السماء، وإرادة السماء، وهي بالغة أهدافها بفضل الله، ثم بعزيمة هؤلاء الشباب الذين قادوها وأشعلوا جذوتها التي لن تنطفئ أبدا إلى أن ينفخ في الصور!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى