مقالات

محمد محمد صالح يكتب : الحزب العجوز

و كأن ما يدور في شرق السودان مشادة بين عابرة في كوكب آخر ..
هشاشة في الوضع و انفلات أمني و قتال لا يعرف فيه القاتل علام قَتل و لا المقتول فيما قُتل بينما يتسكع في الشوارع من يثير الفتنة و لا ترمش عين له و الدماء تزهق من أجل مصلحة حفنة من السياسيين و العنصريين الذين تفتح أحزاب سياسية أبوابها لبعضهم كما يفعل الحزب العجوز الباحث عن عقد اجتماعي يضحي فيه بالمجتمع يقدمه قربانا و لا يستنكر حتى على سبيل النفاق سفك الدماء بينما يصغي لأحيمر و زمرته في ليلة بكائية يرثي فيها حاله و يسعى لتعريف نفسه في الشرق الذي يعرف الأحزاب لاسيما حزب ( الأمة ) ليلة للمتاجرة اهتمام و حفاوة حول هندسة تمزيق الوطن هذا هو حزب الأمة الذي لطالما ظن الناس فيه خيرا من باب عراقته في المشهد السياسي السوداني يمر اليوم بأقسى لحظاته بلا موطئ قدم في زمان ما بعد شقه صف قوى الحرية و انخراطه في قوى الجاهلية .. ربح البيع و زهق الباطل و ذهب البأس عن قوى الثورة
و لابد من إشارة لبيان خجول بثه المؤتمر الشعبي حول أحداث البحر الأحمر سارع فيه لتحميل الحكومة نتيجة ما حدث و لكن و ان اتفق البعض معه في الرأي يبقى الثعلب ماكرا و كما يقول الشاعر ( مخطئ من ظن يوما أن الثعلب دينا ) فالحزب لا يحتاج أن نكشف ما بدا من سوءاته على الأقل منذ انشطاره عن توأمه المغضوب عليه من الشعب
الشعب الذي تسرق أحلامه بالاستقرار و التعايش السلمي و الوحدة من بين يديه من الكيزان و أذيالهم و حتى من لصوص المرحلة فهل ينتبه النوبة و البني عامر الذين يرصف طريق سرقة الثورة بدمائهم و يحترقون هم ليضحك أنصاف الساسة و الشذاذ من العنصريين
في وطن كلما أخمدت فيه نار أشعل أبنائه جسده مرة أخرى و كل منهم يرى أنه أولى به و بالدفاع عنه كما يحمي الجيش منافذ شارع القيادة من موكب قد يسير عبرها و لكنه يعجز عن سد أفواه المحرضين على الفتنة التي هي أشد من القتل و يعجز عن بسط الأمن الذي يعصم دماء الشعب .. يعجز أو لا يريد

محمد محمد صالح
معلم بالمعاش كسلا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى