حوارات سياسية

والي ولاية جنوب كردفان حامد البشير لـ( السودان اليوم Sudan2day) : السلام هو الضامن الوحيد لمستقبل الاجيال القادمة وعبد العزيز الحلو مكون مهم، ولهذه الأسباب تأخرت في الخرطوم

سنطور قطاع التعدين و لن نسمح بإستثمار يهدد حياة الناس

عبدالعزيز الحلو مكون مهم في عملية السلام ، تأخرت في الخرطوم لهذة الأسباب .

الخرطوم : إيليا روماني وليم .
كثيرون قد لا يعرفونك حدثنا عن نفسك قليلاً السيد والي ولاية جنوب كُردفان ؟

انا حامد البشير إبراهيم ولدت وعشت وتلقيت تعليمي الأساسي بولاية جنوب كُردفان بوسط الولاية تحديداً قرية أم حيطان، ثم أكملت تعليمي شمال الولاية مسقط رأسي قرية الحاجز درست في الدلنج الريفية ثم خور طقت وأيضاً التعليم الجامعي بجامعة الخُرطوم ثم الدراسات العليا بالولايات المتحدة الأمريكية وكان عنوان بحثي عن التنمية الزراعية والتطور السياسي بجبال النوبة، عملت أستاذ بجامعة الخُرطوم وعملت خبير غير متفرغ بعدد من المنظمات الدولية قبل أن التحق بصورة دائمة بالأمم المتحدة من العام 1996م وتنقلت منذ حينها بين إحدى عشر دولة بافريقيا وأوروبا وآسيا، وكنت كبير المستشارين لليونسيف ومع حدوث التغيير عملت مع رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك مستشاراً لشؤون السلام المجتمعي والقاعدي لحين تكليفي بإدارة ولاية جنوب كُردفان وقبلته رغم التحديات لرد الجميع لوطني وأهل ولايتي ولدافعي الضرائب الذين كانت مراحل تعليمنا قديماً منهُم، أيضاً السودان الأن أكثر حوجة لوقوف أبنائة ومؤازرتهِم ومساعدتهم بفهم معقول لقضايا البلاد لنُساهم في حلها، أيضاً لم أبتعد عن العمل الفكري والثقافي في العشرية الأخيرة نشرت كتابين .
من الموارد في الولاية التعدين ، واغلبه اهلي ولطالما اشتكى السكان من إستخدام مواد سامة مثل السيانيد والزئبق مالذي يمكن فعله من قبلكم لتقنين وضبط هذا القطاع ؟

حقيقة أعتقد أن هذا سؤال مهم وذكي وموضوع التعدين هو موضوع جديد علي الواقع الإقتصادي والاجتماعي في المنطقة نحن نتحدث عن عشر سنوات أو أكثر قليلاً قبل أن أتحدث عن الأثر البيئي هنالك مشكلة أخرى نحن في جنوب كُردفان يمكن لشخص أن يعطي أرضه الخاصه للتعدين ويمكن للشيخ أن يصدق بأرض وأيضاً الناظر يعطي والمحلية والوزارة والولاية هؤلاء جميعاً يتداخلون في أمر التعدين دون تنسيق مما خلق ربكة كبيرة، في الماضي كانت هذة الأراضي تُستغل في الزراعة والرعي تحكمها أعراف وقوانين محلية ترتبها، علي النقيض بالنسبة للتعدين جميع هذة الجهات تصدق بأراضي دون تنسيق ودون معرفة لأنماط الملكية وشُركاء الأرض وأن ملكية الأرض خاصة في الريف السوداني معقد جداً وأثرها لا يقل عن الأثر البيئي وحياة الإنسان هناك، أيضاً رأينا قلناه بصراحة فيما يخص السيانيد والزئبق، نحن لسنا مع أي استثمار تكون نتيجتة فقدان أرواح، بمعني إذا كان التعدين يَدُر أموالاً علي خزينة الدولة ومقابل ذلك موت الناس بالسيانيد والزئبق فهذا غير مقبول أخلاقياً وإستراتيجياً، نحن مع التعدين النظيف والصديق للبيئة والذي يحترم إنسانية الإنسان ويحافظ علي حياته ورفاهه، التعدين الأهلي يستعمل الزئبق وأصبح مُنتشراً سنُراجع القوانين الخاصه به وكيفية دخوله للبلاد وضوابط استعماله لخطورته، خصوصاً أن مجتمعاتنا رعوية وزراعية وذو أثر كبير علي الطبيعة والحيوان والإنسان، التعدين الحديث هو الذي يستعمل السيانيد وهو الان قائم علي مخلفات التعدين الأهلي أو ما يسمى ” بالكرتة ” وهي بدورها بها زئبق ثم يتم إستعمال السيانيد ووفق علمي أن معالجته بطريقة صحيحة يمكن تلافي أثره ليكون ضعيفاً للغاية يكمُن الخلل الان في عدم معرفتنا ان كانت المصانع العاملة الان تعمل بمعايير مقبولة عالمياً أم لا ؟
لذلك نحن اقترحنا كولاية مع الشركة السودانية للموارد المعدنية ووزارة التعدين وأصحاب العمل والمهمومين بقضايا البيئة ومعامل محلية وإقليمية لنخرُج بطرح علمي يطور لقانون ، ليكون الجميع مستفيد رجل الأعمال مستفيد والمواطن مستفيد هذة هي التنمية الحقيقية التي يستفيد منها جميع الناس.


ما هي رؤيتكم وخطتكم لإدارة الولاية في الفترة المقبلة ؟
ماهي خطتك للتعامل مع بعض القضايا الطارئة كألاحداث المؤسفة بمنطقة ” خور الورل ” ؟

قبل أن أدخل الى الخطة ولايتنا هذه متأثرة بالحرب منذ 1985م بها فترة سلام محدودة جداً ست سنوات من الاتفاقية 2005م حتي 2011م ثم مرة أخرى إنتكست الأمور كل ذلك أحدث أثار عميقة جداً في البنية الإقتصادية والاجتماعية لسكان الولاية ويلاحظ ذلك مع الانحدار بالأداء الإقتصادي كانت من الولايات المنتجة للقطن المطري الان توقف ذلك بسبب الحرب ، وقبل تتمدد الحرب في بداية الثمانينات كانت المساحة المزروعة حوالي 5 مليون فدان الآن لا تتجاوز ربع مليون، وخمد النشاط الإقتصادي وخمدت حيوية المشاريع الجاذبة للولاية، نحن نعتقد أن نسبة الفقر الأن بين سكان الولاية أعلى من 80% وارتفعت معدلات الوفاة والتسرب من المدارس ارتفع لدينا مستوى التسرب من المدارس للأسف من كل مائة طفل يدخل المدرسة و من يُكملِون تعليمهُم 12٪ فقط هذا يعكس الي حد كبير مدى الانهيار الذي حدث ، ما خلف جيوش من الفاقد التربوي نتيجة لأن الدولة قللت الصرف علي التعليم بشكل واضح ، وسوء التغذية والعنف بصورة عامة من الأسباب والحرب سبب مباشر لكل هذه الصورة القاتمة وتضاؤل وضمور الأمن وهيبة الدولة، وضعف الادارة الأهلية.

الولاية تواجه تحديات كبيرة نفهمها ونستوعبها جيداً وضعنا علي أساسها خطة إسعافية أهم أولوياتنا هي إعادة الأمن للولاية مرة أخرى عبر إعادة بناء المؤسسات بقوة وكفاءة بالدعم والتدريب وضبط التفلتات والإنتشار غير المقنن للسلاح فجنوب كردفان مستودع كبير للسلاح غير المقنن جميعها هي همومنا نتطلع مع ذلك لإصلاح العلاقات بين القبائل والمجموعات السكانية، في السابق كان لدينا مجتمع متساكن تحكمه أعراف وتقاليد داعمة للسلم الإجتماعي، ولكن بسبب الحرب والقطيعة التي حدثت بين الأجيال تسبب في وهن وضعف هذه الأصول الإجتماعية التي كانت تحكم حياة الناس خططنا لا تسيير في خطوط مستقيمة لأن الواقع في الحياة متداخِل ، لا يمكن أن ندعم السلام الاجتماعي دون دعم الخدمات، التعليم على سبيل المثال عبر إستقرار الأطفال في التعليم نحن حالياً على وضع تصور وبرنامج متكامل و وجدنا إشارات واضحة وجيدة جداً من وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي بدعم الوجبة المدرسية بكل الولاية والذي بدوره يُعد إستثماراً حقيقياً بالسلام .

أيضاً سنعمل على دعم الخدمات الصحية الأساسية للأمومة والطفولة وكافحة الأوبئة المعروفة بالمنطقة كالملاريا والإسهالات وتأمين الموسم الزراعي ومسارات الرعاة لأن اقتصادنا قائم علي هاتين الركيزتين ، وواضح ان الأخطاء تنموية حدثت في تخطيط الأنشطة الإقتصادية لذلك يحدث نزاع متكرر بين الرعاة والمزارعين وبالتالي نحن نسعي لإعادة تخطيط يكون بصورة سليمة تضمن لنا تناغم وإنسجام عمل النشاطات المختلفة .

من أوائل أنشطتنا إقامة مؤتمر لفض النزاع بين الرعاة والمزارعين حتي لا تتكر الظاهرة التي حدثت في ” خور الورل ” لنصل لتوافق حول تداخل النشاطين خصوصاً وأن الرعي يخترق مناطق كثيرة جداً جزء منها مناطق تحتلُها الحركة الشعبية لتحرير السودان / شمال وبالضرورة أن نصل معهم لتفاهُمات حتي لا يتكرر ما حدث ونخلق فرصة جديدة تُنظم العلاقة بين النشاطين بمُعادلة كسبية، نعمل أن يكون ذلك قبل عودة البدو أصحاب المواشي من رحلة الشمال الي المناطق الباردة في بداية أكتوبر ونرحب بالحركة الشعبية لمُشاركتنا في المؤتمر ووضع الحلول
بالطبع القضايا السياسية لها إطار مختلف عن الإطار الحياتي اليومي لمعايش الناس .
الولاية تدخل ضمن مفاوضات السلام وفي 2011 كانت ضمن ما عرف بقضية المنطقتين ماهي رؤيتك المستقبلية وقراءتك للأوضاع ؟

يسعدنا أن يتحقق السلام السياسي بالولاية لأن مواطيننا هم أصحاب مصلحة ونعتقد أن هذه المسارات يجب أن تستمر صحيح الحكومة الان تفاوض في فصيل بجوبا ولكن أيضاً يجب الإسراع في الحوار مع الفصيل الآخر الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو فهو مهم بذات القدر وهو مكون أصيل من مكونات جنوب كردفان وأن نعمل على طي أزمنة الحرب التي اقعدتنا وكلفتنا فواتير ندفعها من المستقبل، إذن السلام هو الضامن الوحيد لمستقبل أطفالنا ووطنا والاجيال القادمة .

لماذا تأخرت في العاصمة ولم تستلم مهامك مباشرةً رغم مضي أكثر من أسبوعين علي التكليف ؟ ماذا فعل فيها د. حامد البشير طيلة هذة المدة ؟

شكراً جزيلاً، سؤال وجيه جداً، حقيقة هناك سببين أساسيين، السبب الأول هو الحصول علي تمويل كافي من الحكومة الانتقالية للخطة الاسعافية لأن الولاية في أمس الحاجة لتدخلات عاجلة لا نريد أن نذهب ثم نسارع بالعودة للحصول علي الموارد ، الحمد لله والشكر لله لوزارة المالية والوزارات الأخرى إستطعنا الحصول علي تمويل جيد لكثير من بنود الخطة الاسعافية سواء كانت لدعم النشاط المُفضي الي بناء السلام وبهمة عالية لبناء السلام المجتمعي، كما حصلنا علي تمويل للنشاط التعليمي والصحي والاعلامى والثقافي، وبناء قدرات معتبر لمؤسسات الولاية الخدمية، حتي نهاية العام ومع تنفيذ الخطة الاسعافية نستطيع أن نري انفسنا في وضع مريح وأفضل.

السبب الثاني أننا نُريد قبل ذهابنا أن نحقق السلام في أهم رقعة بولاية جنوب كُردفان والمنطقة الأكثر تعقيداً ألا وهي منطقة كادوقلي الكبرى الأسبوع الماضي الجمعة إجتمعنا مع وفد من 12 من زعماء القبائل استطاع أن يعمل علي صلح بين القبائل يوقع بالاحرف الأولى وكنا قد فقدنا في هذة المنطقة 80 روحاً سوادنية غالية ، وفي الخرطوم إلتئم إجتماع بحضور النائب الاول لمجلس السيادة ورئيس مجلس الوزراء أعتقد أن هذا أمر جيد أن نذهب الي هناك في ظل توافق .
ماذا تقول في رفض بعض الأصوات اختيارك والياً لجنوب كردفان ، أيضاً بالمقابل هناك أصوات مُرحبة ، ماذا يريد أن يرسل الوالي في بريد الجميع ؟

من حق الجميع أن يختاروا خيارتهم بالتأييد او الرفض لكن ليس من العدل أن يحكم بحيثيات كاذبة، الحديث الذي كتبه حاكم الإقليم عن الحركة الشعبية أو اي أخوة عن أني قمت بإصدار بيان في صراع دار نعيلة وقبيلة الانشوة في أكتوبر 2019م انا في الحقيقة لم اسمع به حتي، ولا يشبهني ولا يشبه تاريخي، في الحقيقة أنا لستُ إنساناً قبلياً، إنتمائي للإنسانية يسبِق إنتمائي للوطن .

وكتبت كثيراً مُناصراً لقضايا الإقليم وقضايا جبال النوبة أصبحت الآن مراجع، لكنه الكيد السياسي والكذب الصارخ وأساليب شيطنة، مع ذلك نحن ملتزمون أمام وطنا الصغير والكبير ولن نتوقف في المحطات الصغيرة بل سننظر لما ينفع البلد والناس ، أيضاً نستقبل بأريحية النقد الهادف والبناء ومن المفارقات أننا قبل أن نبدأ حتي بدأ الإنتقاد وليس من العقل إنتقاد الشخص لحزبه أو لقبيلته أو دينه وينافي وثيقة حقوق الإنسان الأساسية لذلك لم أهتم لهذا الأمر وبعض هذه المجموعات تأتي وتعتذر فقط أقول ” أحكموا علينا بأعمالنا “.

أقول للجميع أن قبولي لهذا التكليف هو تسديد لضريبة الوطن وبمنتهي الصدق سأكون علي مسافة واحدة من الجميع حزبي هو السودان وجنوب كردفان أولويات الوطن فوق رؤوسنا وأولويات جنوب كُردفان نصب أعيننا وسيعكس تشكيل حكومة الولاية الى حد كبير التنوع متراضين فيما بيننا وسبيلنا في الحكم الشفافية والعدل بين الناس وتقبل النقد جئنا خُداماً لا حُكاماً .
ما هي رؤية والي ولاية جنوب كُردفان لتفكيك دولة التمكين ؟

نحن ملتزمون بتوجهات الثورة وهذا من ضمن الاستراتيجية المهمة وسنعمل بِجِد لتفكيك دولة التمكين بكل اوجُهِها السياسية والإقتصادية والإجتماعية إنصافاً للضحايا والشُهداء والذي عانوا من التجاوز والتمييز، بالتالي سنعمل بجدفي لجنة تفكيك التمكين بالولاية بالتعاون مع الحاضنة السياسية قوي إعلان الحُرية والتغيير ولجان المقاومة والشباب وجميع التكوينات الداعمة للثورة وللوثيقة الدستورية وللفترة الانتقالية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى