سياسة محلية

التجمع الاتحادي : وداعا أيها الرمز

وداعا أيها الرمز

فقدت الأمة السودانية قائداً ملهماً، وسياسياً شجاعاً، ظل طوال عمره ديمقراطياً حقيقياً يسعى لتثبيت مبادئ الحرية، ومناهضاً صلباً ضد الأنظمة الديكتاتورية التي جثمت على وطننا أزمنة متطاولة عقب الاستقلال.
شهدت مسيرة الامام الصادق المهدي منذ ستينيات القرن المنصرم تبدلاً في المواقع السياسية والتنفيذية، فمن رئاسة الحكومة إلى غياهب السجن، وبُعد المنافي، ولكنه ظل محتفظاً بذات القيم في كل المواقف ، فلم يستخدم آلة الدولة لقمع المعارضين، كما لم يستجب للانقلابيين حينما دخل سجنوهم، ولم يقايض وطنه عندما سار منفياً طريداً، هذا ديدن السياسيين العظماء الثابتين على المبادئ، ويمثل الراحل امتداداً حقيقياً للرعيل الأول من قادة البلاد الزعيم إسماعيل الأزهري والأستاذ محمد أحمد المحجوب وبقية العقد الفريد من أبناء جيلهم الذين أنجزوا الاستقلال ووضعوا أول مداميك الدولة الوطنية.
زلزل رحيل الامام الصادق المهدي قلوب السودانيين كافة والبلاد في مرحلة انتقال حرج بعد نجاح ثورتها المجيدة ، وكان الراحل أحد الركائز الأساسية في صناعة القرار الوطني ، وسعى بحكمته المعهودة لإدارة الخلافات المتعددة في المشهد السياسي المعقد، وشهد الجميع للإمام الصادق سعة أفقه وسعيه الدؤوب للتوافق وبناء موقف وطني يقود البلاد إلى التحول الديموقراطي الكامل، وكان صبوراً ومرناً في التعامل الخلافات السياسية، وصاحب قدرة على اجتراح الحلول والتفاعل مع اراء المختلفين، وبفضل جهده استطاعت قوى الثورة عبور الكثير من المنعطفات الخطرة.
ألا رحم الله الامام الصادق المهدي سمح السجايا جميل الخصال، وحفظ الله البلاد والعباد من كل البلايا، و ألهم شعبه و مريديه و أسرته الصبر و السلوان. التجمع الاتحادي 26 نوفمبر 2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى