سياسة محلية

بيان من العاملين المفصولين بقناة وإذاعة طيبة وشركة الأندلس

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى في محكم تنزيله : (“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”. )

بتاريخ 7/1/2021م يكون قد مر عام على مصادرة قناة وإذاعة طيبة الفضائية وشركة الأندلس من قِبل لجنة إزالة التمكين والفساد. وقد حجزت القوات التي داهمت مباني القناة والشركة مساءً على كل ما بداخل هذه المباني من أصول وأجهزة ومستندات . وعدت اللجنة العاملين بعدم التضرر من مصادرة القناة البتة، وأكدت على أنها حريصة كل الحرص على عدم تضررهم، وعينت السيد ماهر أبو الجوخ مفوضاً إدارياً ومالياً لها. وظل العاملون ينتظرون أن يجتمع بهم ليوضح لهم مآلات الأوضاع وموقفهم من إيقاف عمل القناة والإذاعة والشركة باعتبار أن ذلك ما يحتمه عليه موقعه الإداري والإنساني غير أنه ظل يكتفي بمخاطبة العاملين عبر رسائل منقولة على الواتساب حتى كتابة هذا البيان . عمد السيد أبو الجوخ على اعتماد لجنة لحصر أصول القناة والإذاعة والشركة وحساباتها المالية مؤكداً أن صرف كافة مستحقات العاملين سيكون بعد فراغ اللجنة من مهمتها. وقد فرغت اللجنة من ذلك في فترة وجيزة جداً غير أن شيئأ من وعد المفوض لم يكن! ظل العاملون يعانون من عدم صرف رواتبهم، في وقتٍ تتزايد فيه ضغوطات الحياة يوماً بعد يوم منذ مصادرة القناة، فمنهم من طُرد من منزله لعدم قدرته على تسديد الإيجار، ومنهم من يعول والديه المريضين وأسرته، ومنهم من يعاني من أمراض مزمنة تستلزم علاجاً دائماً كان يوفره له التأمين الصحي، وغير ذلك. وفي مطلع شهر أغسطس من العام الماضي أصدر المفوض خطاباً فصل بموجبه العاملين عن العمل بانتهاء شهر أغسطس وكرر وعده بتسليمهم مستحقاتهم في غضون أيام قلائل. ولكن مسلسل المماطلة لا يزال مستمراً حتى هذه اللحظة لتتواصل معاناة العاملين بؤسهم لعام كامل . نفذ العاملون في الأشهر الأولى وقفةً احتجاجيةً أمام وزارة العدل مطالبين بحقوقهم ومؤكدين على أنهم مهنيين لا سياسيين، يعملون بموجب ما تقتضيه رسالة الإعلامي المحايد، وقد شهد لهم ميدان الاعتصام الذي تم نقل العديد من البرامج والفعاليات منه مباشرةً قبل سقوط نظام الإنقاذ وبعده.

كما قام العاملون أيضاً بتنظيم وقفةٍ احتجاجيةٍ أخرى أمام مبنى قناة وإذاعة طيبة، ووقفتين احتجاجيتين أيضاً أمام مقر لجنة إزالة التمكين. وخلال ذلك كله لم يجد العاملون اهتماماً من اللجنة يذكر غير بعض الردود الخجولة والباهتة التي كان مفادها أن الأمر بيد إدارة الأموال والأصول المستردة بوزارة المالية وأنه على العاملين مطالبة حقوقهم منها. وعند اتصالنا بالوزارة تأكد لنا عدم وجود إدارة بهذا الاسم أصلاً !! وعلينا مطالبة حقوقنا من لجنة إزالة التمكين. فلماذا اللعب بعقول العاملين إذن؟!!
تمتلك قناة وإذاعة طيبة وشركة الأندلس من الأصول التي إذا تم تسييلها وبيعها يمكن للجنة التمكين تغطية مستحقات العاملين ، ولكن اللجنة أهدت العديد منها لجهات لا علاقة لها بالعاملين حيث أهدت لتلفزيون السودان عدداً من السيارات. دون الوضع في الحسبان مستحقات ما يقرب على المئة والخمسين عاملاً هُضمت حقوقهم، ويعانون الأمرين في ظل وضع اقتصادي صعب للغاية وتراجع لقيمة هذه المستحقات أمام متطلبات الحياة يوماً بعد يوم.
عام كامل من المعاناة ظللنا نلهث وراء حق مستحق دون جدوى ، وسنظل نطالب بحقوقنا بكافة الوسائل المشروعة. مستعينين بالله عبر بوابة القانون والإعلام والسياسة. وسنخاطب كل الجهات ذات الصلة بقضيتنا داخلياً وخارجياً دون كلٍّ أو مل حتى ننال حقوقنا كاملة دون نقصان .
والله المستعان والموفق

ع. العاملون المفصولون بقناة وإذاعة طيبة وشركة الأندلس.
٨ .يناير. ٢٠٢١م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى