مقالات

طارق مضوي يكتب : التشكيل الوزاري القادم.


بنظرة تفاؤلية ينتظر الشعب السودانى التشكيل الوزاري الجديد بالرغم من تحفظنا على الدور والوعود التى يطلقها ابراهيم الشيخ. هذا التفاؤل مبعثه دخول الصراع النخبوي السودانى منعطفا مهما من خلال مشاركة طرفى الصراع الثقافى السودان( المركز والهامش) فى تحمل المسؤولية كاختبار عملى لتوصيفات تلك المدارس الثقافية. أيضا هذا التفاؤل نتاج عامين من ضعف مكونات الحرية والتغيير فى تحقيق الانتقال الديمقراطي فقد ثبت بما لايدع مجال للشك ضعف تلك المكونات والشخوص فى تحمل المسؤلية الوطنية. الرهان على الجبهة الثورية نظريا ينبع من نشأتها الثورية ومقارعتها للنظام السابق من خلال تبنى مظالم الهامش فالمتوقع انها تمتلك برامج و خطط لازالة تلك المظالم وان على راس اولوياتها تأسيس قيم العدالة، نصرة اهل الهامش فى كل بقاع السودان وبالاخص الموجودين بالمعسكرات.

حسب ما تسرب حتى الان ان الجبهة الثورية ستطلع بمهام ادارة وزارات الحكم الاتحادى، المالية، الثروة الحيوانية والتعدين، بالاضافة لوزارات التربية والتعليم، التنمية الاجتماعية ، والتنمية العمرانية. من وجهة نظر آنية ، هذه من اهم الوزارات التى تستطيع الدفع بالتحول الديمقراطى الى المسار الصحيح. الحكم الاتحادى هو من اهم تحديات الانتقال ، اذ انها الوزارة التى سوف تعمل على تحديد ما يصلح لان يستمر السودان بجغرافيته الحالية. ايضا هى الوزارة التى سوف تقوم بتشريح الحالة الفيدرالية وهو امر بالامس القريب كنت اطالب بان ينحى حوار النخب والشعب نحو هذا المسعى.
التحدى الأخر الذى اصاب الثورة بقليل من اليأس هو اداء وزارة المالية، فالوزارة صرحت بانه لا تمتلك الامر فى ٨٠٪؜ من الناتج الاجمالي وهو امر فى اعتقاد الكثيرين من المسببات الاساسية لتدهور الحالة الاقتصادية . ايضآ إرتباط فاقد ال ٨٠٪؜ بشركات مملوكة للمؤسسة العسكرية يجعل الجبهة الثورية الاقدر نظريًا لاسترداد المال الى خزينة ألدولة ، فى المقابل سيكون اختبار حقيقى لمزاعم ان الجبهة الثورية اقرب للعسكر من المدنيين ، اذ عليهم الان ان يكذبوا تلك المزاعم على ارض الواقع. كما ان توليهم مسؤولية وزارتى التعدين والثروة الحيوانية وهم روافد اساسية للاقتصاد و لوزارة المالية يمنحهم القدرة على ادارة عجلة الآقتصاد.
وليس باقل أهمية من الوزارت السابقة، هم وزارات التربية والتعليم، والتنمية الاجتماعية والعمرانية. فهم وزارات مطلعة بتربية النشء والاجيال القادمة، واصلاح الحالة الاجتماعية والعمرانية. فالشاهد ان عدم استمرار الطلاب فى مرحلتي الاساس والثانوى امر خطير على صحة الاطفال النفسية قبل التعليمية، وهو امر من المفترض ان يقدم على جدل المنهج. الحالة العمرانية والاجتماعية حدث ولا حرج فهما فى حالة انهيار شبه كامل. التحدي كبير وبالاخص للجبهة الثورية فى تنزيل رؤيتها للتغير على ارض الواقع ولا مجال للفشل. هذه وزارات ثورية فى المقام الاول ومكابر من يعتقد بعدم أهميتهم و على قول المثل الميدان يا حميدان.
اذا هو تفاؤل حذر اتمنى ان لا يعكر صفوه تلكؤ رئيس الوزراء بصلاحيته فى ادخال تعديلات ومحاولة ارضاء جميع الاطراف على حساب الوطن والمواطن. اذ ان الشعب السودانى تفاجأ فى ضعف حمدوك و تحديدا فى مسألة الدور القيادى المطلوب منه. اذ طمح الشعب من خلال تعينه ان يحصل على رئيس وزراء ذو خلفية ادارية تستطيع الزام ومطالبة الوزراء فى تقديم برنامج واضح وان يكون قادرا على التنسيق بينهم من اجل تحقيق الاهداف. فى كل الاحوال نتمنى ان تتضافر الجهود ويتحقق التحول المنشود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى