مقالات

بدر الدين أحمد يكتب : الماكوك وخيبة عدوك

▪︎ حقق الهلال انتصار عريض على الوافد الجديد للدوري بعد غياب طويل فريق توتي ،ولم يجد الهلال أي معاناة في تحقيق الخماسية ، وكان بالامكان ان تتضاعف هذه النتيجة .
▪︎ مدرب فريق توتي لم يحترم الهلال ولا تاريخه ولا امكانيات لاعبيه وخبرتهم فحاول مجاراة الهلال منذ البداية ولعب بشكل مفتوح دون فرض رقابة على مفاتيح اللعب في الهلال ، ولا ضغط على حامل الكرة ، وترك مساحات كبيرة في ملعبه جعلت لاعبي الهلال لا يجدوا أدنى صعوبة في نقل الكرة ،وضرب الباص المريح بكل سهولة ، والاختراق والتصويب .
▪︎ مدرب توتي لم يضع أي حساب لقوة الهلال ولم يبني استراتيجيته على شكل الهلال ،وهذا ما جعل فرقة توتي وجبة عشاء دسمه في سهرة تحت أنغام الموسيقار الماكوك نزار والعازف النشوان الغربال ..
▪︎ الهلال نوع من ألعابه عن طريق العمق والجناحين ولم يجد أدنى صعوبة بل ظلت فرقة توتي هي التي تعاني من المعكوسات عبر الظهيرين فارس وميسي من جهة وسموأل تارة وعيد مقدم تارة أخرى على ضفة نيل توتي الشمالية اليمنى للهلال.
▪︎ لم يفطن مدرب توتي للخلل الواضح في عمق دفاعه ، وكلف فريقه ثلاثه أهداف بضرب العمق بلمسات سحرية الأولى من السموأل خلف لاعبي العمق وضعت الغربال في مواجهة الحارس حافظ ليبصم بهدف جميل ، ليعود الماكوك نزار هذه المرة ويضرب العمق الدفاعي لتوتي بباص وخطأ ساذج للمدافع العمق تقدم أباذر ميسي ووضع الكرة بيسراه فوق الحارس حافظ ، ليعيد نزار ذات المشهد ببصاص بيني يضرب به عمق الدفاع يتوغل الغربال ويضرب بقوة في شباك توتي ..
▪︎ما يحمد لفرقة توتي خلال هذه المباراة أنهم لعبوا على الكرة فقط ولم يجنحوا للعنف والركل والضرب كما نشاهده من الفرق الأخرى وكأنها تعليمات مدربين ..

وقفة أولى :

▪︎ الماكوك نزار حامد هذه الأيام يتوهج ويقدم مردود فني وبدني كبير جدًا داخل المستطيل كرد عملي على الهتيفة الذين ظلوا على الدوام يترصدون نزار ويهاجموا هذا الفتى الأبنوسي النحيف الحريف ،ويتصيدوا هفواته ثم يهجموا عليه وقت انتكاساته ..
▪︎ الماكوك من أحرف لاعبي كرة القدم يداعب الكرة بفن ولطف وعشق سحري متناهي ويجعلها تتراقص بين أقدامه كما يشتهي وكما تشتهي المستديرة .
▪︎في مباراة الأمس قدم نزار همسة بالملي للشباب أباذر ثم عاد وقدم اللمسة للغربال بذكاء كبير ، ولم يجهل نفسه وحلونياته عندما استقبل كرة الغربال مهد ثم جمع بالمين وطرح بالشمال وصوب بمهارة عالية محرزًا هدف الهلال الثالث.

وقفة أخيرة :

▪︎حفلت الأسافير ومواقع الميديا ليلة الأمس وهي تحتفي بالانتصار العريض والباهر لهم على فرقة توتي دون استصغار ،وهي تتغزل في المستوى الفني والبدني والعرض البرازيلي الذي قدمه الهلال..!!
▪︎نعم عرض برازيلي في نظر هواة النتائج الكبيرة ولم يتوقف أحد في المستوى الحقيقي وهل هو مختلف عن شكل الهلال السابق أو هو نفسه ولكن هناك عوامل وأولها مدرب توتي الذي ترك الملعب للاعبي الهلال ،ما جعل حتى السموأل الذي عهدناه متمترس دفاعيًا يتقدم للهجوم ليصنع بينيه للغربال في الهدف الأول قبل أن يعود بصاروخية الهدف الثاني على رأس خط 18.
▪︎ لم يتحدث أحد عن الأخطاء في التمرير حدثت في مباراة الأمس، ولم يفطن أحد للكرات العالية والباصات القصيرة الحرجة ،لم يتحدث أحد عن ضياع الفرص السهلة ، ولم يتوقف أحد في تبديلات المدرب وغيره فقط لأن الهلال انتصر بخماسية وبالتالي كل الأسافير تتحدث عن جمالية أداء وعن بصمة مدرب مع أن الواقع يقول هو نفس المستوى وذات العناصر ..
▪︎علينا أن نقتنع أن علة الكرة السودانية ليست في المدربين بل في عقليتنا الهشة ونظرتنا القاصرة ،وعاطفتنا السمجة ،ومزاجيتنا التي تجعلنا نتمترس على مواقف ونكون رأي واحد دون أن نستند للحقيقة والواقع والتعمق في عالم كرة القدم.

*وأخيرًا جدًا :

يكفي أن قوات الدفاع في الجسم
كريات بيضاء..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى