سياسة محلية

وزيرالثقافة والإعلام ينعي دكتور الكوباني

ينعي وزير الثقافة والإعلام والعاملون بالوزارة ووحداتها بمزيد من الحزن والأسى الشاعر والكاتب الكبير استشاري الطب الشرعي والعدلي، الراحل المغفور له بإذن الله:
الدكتور علي محمد السيد الكوباني الذي رحل عن دنيانا، صباح اليوم بدولة الإمارت العربية المتحدة، بعد صراع طويل مع المرض.
يعد الراحل أحد أشهر استشاريي الطب الشرعي والعدلي، تتلمذ وتدرب على يديه جيل ممتد من الأطباء الشرعيين، وتدرج حتى أصبح مديرا لمشرحة الخرطوم، ومن ثم انتقل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة رئيسا لقسم الطب الشرعي بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة حتى وفاته.
برحيله فقدت البلاد شاعرا مجيدا كتب الكثير من الأشعار التي تغنى كبار بها المطربين.
كما فقدت البلاد كاتبا صادحا برأيه وقلما منافحا داعما للثورة والتغيير والتحول الديموقراطي والانتقال.
رحمه الله رحمة واسعة ببركة هذا الشهر الفضيل وأحسن الله عزاء أسرته وزملائه ومحبيه، وأصدقائه وتلامذته وعارفي فضله وألزمهم الصبر وحسن العزاء.

——————

رسالة لطلابي من منسوبي قوات الشرطة والقوات العسكرية والأمنية والأجهزة العدلية..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أوجه لكم هذه الرسالة وأنا على سرير المرض في معركة ضد مرض السرطان وأسأل المولى الرحيم اللطف والشفاء التام.. ولكن أجزم بأن معركتي سهلة مقارنة بالمعركة الشريفة المشرفة والشرسة لبنات وأبناء السودان وهم يخوضونها بكل الجسارة ضد سرطان استشرى لمدة 30 عام ونخر جسد بلدنا النبيل.. فبتروا جزء عزيز منه ونهبوا كل مقدراته وشردوا أهله.. غول القهر والذل والفساد والانكأ سرقة مستقبل ثلاثة أجيال نشأت وهي ترى الوطن يدمر ويداس تحت أحذية تجار الدين الذين استغلوا عاطفة أهلنا الاسلامية السمحة وصبرهم فساموهم العذاب والجوع والهوان والإمتهان..

طلابي الأعزاء..رسالتي ليست سياسية ولا أدعى ولا أنا مؤهل كناصح او مرشد سياسي وقسما بالله العظيم لا أنتمي لأي تنظيم سياسي أو غيره .. بل أنتمي فقط بكل الفخر مثلكم لسودان العزة والكرامة..

لكن هذا تذكير أخلاقي متواضع لكم ولجميع المكلفين بأعمال الشرطة والأمن والعدالة في بلادي..

ولو تتذكرون في محاضراتي لكم في الطب الشرعي..حكمة أن هناك شيئين لا يرجعان أبداً إن أطلقتهما.. (الكلمة.. والرصاصة) ..

وان لا تحاولوا إطلاق النار الا على شخص يهدد حياتكم بسلاح مميت أو كان يقتل في العُزل ويهدد حياة المواطنين الامنين..

(وقلتها لكم بالدارجي الفصيح.. بمثل لييه تضرب رصاص على ولد كان متلبس مع بنت في حالة خلوة غير شرعية.. وقاموا جاريين.. ؟ وهل هروبهما كان من جريمة عقوبتها الإعدام..؟ وهل الأمر شرعاً وقانوناً يستحق طلق ناري..وهدر دم إنسان.. ؟

ما تتهوروا بالإندفاع والغضب اللحظي وبوهج السلطة.. وبعدين الندم بشقيكم وأرواحكم بتتعذب في الدنيا قبل الآخرة..ولات ساعة مندم )

والان طلابي من أخوتي وأبنائي وبناتي في قوات الشرطة والقوات الامنية الأخرى والأجهزة العدلية المختلفة..وأنتم أبناء هذا الشعب الكريم والذين مْنحتم شرف السلطة والسلاح بعد إجتهاد وتأهيل ومثابرة وأديتم اليمين..

هؤلاء المتظاهرين الأنقياء العزل والشباب الثائر من أجلنا هم جميعاً من أهلنا وعزوتنا.. خرجوا لإسترداد الوطن المسلوب ومن أجل حق العيش الكريم للكل.. من أجل وطن معافى خالي من الفساد ويسع الجميع بدون لون أو جنس أو قبيلة.. وأنتم تعلمون ما وصل إليه حال بلدنا من دمار وخراب يصعب على العدو قبل الصديق..

بالله عليكم.. لا تأمروا بإطلاق أو تطلقوا النار على أخواتكم وإخوانكم وأبائكم وأمهاتكم وأبنائكم وبناتكم وشعبكم الأبي الكريم وهم ينادون سلمية.. سلمية ضد الحرامية..وكفاية..كفاية.. السودان هو الغاية..

وحتى لو قذفكم شاب صغير أو طفل بحجر او غيره بإنفعال الثوار.. لا تطلقوا عليهم النار فالسلاح خائن وانت مقتدر بالسلطة.. فلنتذكر جميعا قدرة الخالق الجبار علينا..

تذكروا أنكم أقسمتم بالله على حماية الدستور وحماية الوطن والمواطن.. ولا طاعة شرعية في أي أمر بقتل العزل الأبرياء مهما كان الآمر..أنتم العين الساهرة على المواطن لا جلاديه.. أنتم حراسه لا قاتليه.. واذا كان هناك من يطلق النار على الابرياء بأسمكم عرّوهم واكشفوهم للجميع..فأنتم من رحم هذا البلد وليسوا بمرتزقة..

أفخر دوما.. وسأظل ما حييت بتدريسي لطلاب وسعادة ضباط الشرطة في الكلية والمعاهد بنفس درجة فخري بطلابي في الطب ..كما أفخر بتدريسي لمعالي القضاة ووكلاء النيابات والمحامين وكل القانونيين في القوات المسلحة.. حبوتكم جات يا أضلاع العدالة.. وشعبكم لاينشد غير العدالة..

والله من وراء القصد..

أخوكم د. علي الكوباني

استشاري الطب الشرعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى