مقالات

أيمن كبوش يكتب : انطباعات عائد من بحردار الحبشية (1)

قلت له: تلك الاشياء التي نخافها، وتتمكن منا صعوبتها، احيانا كثيرة تكون هي اسهل الاشياء التي نتعامل معها في حياتنا.. وايسرها وابسطها.. ان لم تكن الاكثر توفيقا على الاطلاق..

كان هذا هو عنوان رحلتنا الموفقة والقاصدة لارض الحبشة السمراء ومدينة بحر دار الساحرة.. كانت رحلة موحية تخللتها الكثير من التفاصيل المهمة.. ما بين (سندة) اولى… ثم (سندة) ثانية.. في العاصمة اديس ابابا.. كان الطائر الازرق الميمون يحلق في السماء البيضاء بعدة اجنحة قبل نزال (فاسيل) في معركة التوجس والقلق والامطار، وهي المعركة التي اعد لها الهلال عدته من (مجامعيو) حيث الترتيب الاداري المحكم.. والتحضير المرتب.. مع مخاوف خاصة كانت تتملكني بسبب ضعف الاعداد الذي تحدثت عنه قبل يومين من السفر.

كان برق عدم الوصول الى بحر دار.. يلمع بشدة في رأسي ثم يُحيي فيّ رعودا صاخبة.. ولكن كل ذلك الذي ذكرته لم يستطع ان يصنع لدي ادنى مسحة ياس او احباط.. كان الهلال فينا اكبر من تلك العقبات المصنوعة التي تمنعنا من ان نكون هناك.. وسط الاقمار ووسط التحدي الذي رأيناه في عيون الطاقم الاداري.. اسماعيل عثمان ونزار مالك والجنرال رجل المهام الصعبة حسن محمد صالح وابراهيم سليمان والفاضل حسين.. ما لمسناه طائفا في عيون اللاعبين بقيادة عبد اللطيف بوي ومحمد عبد الرحمن ونصر الدين الشغيل كان دافعا للكثير من الاطمئنان الذي يصل الى درجة اليقين بان سماء بحردار المفتوحة لن تكون عاصما لشباك فاسيل من الاهتزاز تحت اقدام الغربال وياسر مزمل.. ولكن من ذا الذي يُسكت ذلك القلق الذي يصنعه ريكاردو… ؟!

نجح البرتغالي في وضع التشكيل المثالي لبداية المباراة.. ونجح لاعبوه كذلك في السيطرة على كل شبر من ارض الملعب.. والتقدم مرتين قبل ان تخذله الظروف الخارجة عن الارادة بتعرض محمد عبد الرحمن للاصابة التي لم تمكنه من اكمال المباراة، هنا اكدت الدقائق التي تلت اصابة الغربال.. عدم قدرة ريكاردو على القراءة الصحيحة لشوط المدربين.. فبان عريه وفضحته التبديلات التي خصمت الكثير من ثبات الفريق، كانت المباراة في دقائقها الاخيرة تحتاج لاصحاب الخبرات الافريقية وفي مقدمتهم عبد اللطيف بوي في الرواق الايسر… مع تقديم فارس عبد الله الى الوسط واشراك مؤيد عابدين امام سمؤال ميرغني والاحتفاظ بارتكازين هما نصر الدين الشغيل وبوغبا.. اذ لم يكن الشوط الثاني في حاجة للاعب تائه الخطى مثل صلاح عادل الذي كان له القدح المعلى في اهتزاز اداء ارنق واوتارا في منطقة متوسط الدفاع.. وكذلك كان المنطق يؤيد مشاركة نزار حامد في المنطقة التي كان ينشط فيها عبد الرؤوف يعقوب لكي يشكل ثنائية جيدة مع ياسر مزمل في المقدمة الهجومية فيصبح تشكيل الهلال في الحصة الثانية كالاتي: ابو عشرين في المرمى.. ارنق واوتارا وبوي وسمؤال في الدفاع.. بوغبا وشغيل ومؤيد عابدين وفارس ونزار حامد في الوسط بجانب ياسر مزمل في الهجوم.. ليعتمد الهلال على تنظيم 4/5/1 او 4/2/3/1 الا ان ريكاردو آثر ان يكرر التخبط الذي يمارسه في الدوري باقحام ثلاثة لاعبين لم تكن مجريات اللقاء تحتاجهم وهم وليد الشعلة وعيد مقدم وعثمان مختار.. علما بان الاخير تعرض لظلم كبير من مدربه الذي لم يحترم قلة تجربته ولم يراع لعدم وجود الغربال وعبد الرؤوف.. فماذا يفعل عثمان مختار امام قلة حيلة عيد واستسلام وليد.. ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى