السودانيون في العادة، يخافون من الاهتمام الزائد بالاشياء.. يرون في ذلك الاهتمام مدعاة لـ(الشراب).. و(الشراب) بفتح الحروف قبلي وبحري، كما في عاميتنا السودانية، يعني الانتقاص من الفأل القادم.. لدرجة تحويل الاتجاه و(ميلان البخت).. من الفرح الى الحزن.. من النجاح الى الفشل.. وما بين الترقب وانتظار المستحيل كل ذلك سيظل مجرد (زعم) يحكمه (المزاج السوداني العام) غير مثّبت بحقائق علمية.. ولكننا في العادة محكومين على الشيوع.. وندرك بأن (الفوبيا) هي وليدة الخوف الشديد.
الاهتمام الزائد.. الفرح الزائد.. الآمال الزائدة.. كل هذه اشياء لا غنى عنها في الحياة… ولكنها مثل ملح الطعام عندما يزيد عن حده.. او حتى (الحب) عندما (يفوت حدو).. بكل هذه المخاوف نذكر امتنا الهلالية بان المباراة المقبلة امام ريفرز هي مباراة خطيرة ومخيفة وتتطلب الكثير من الحذر… نحن المخاوف فينا متأصلة وقديمة.. والتبصير واحد من اهم واجبات الصحافة.. ولفت النظر لاي وجه من اوجه الحياة، من اهم مطلوبات العمل الصحفي.. لذلك علينا ان نعلم بان المحطة التي توقف عندها قطار الهلال في مدينة بورت هاركورت ستظل محطة عظيمة وجديرة بالاحتفاء.. ولكنها ليست المحطة النهائية في مسيرة الهلال وسدرة منتهي الاحلام.
عادت بعثة الهلال مساء امس الى العاصمة المصرية القاهرة، وحلت بفندق توليب قاردينيا بمصر الجديدة، حيث تأخذ (سندة) قصيرة وتغادر يوم الجمعة الى مدينة السويس التي سيجري بها الفريق تدريبين فقط استعدادا للحصة الثانية من النزال، وكل الظروف مهيأة الان لظهور مختلف.. يؤهل الهلال لخطف بطاقة الصعود الى دور المجموعات… اخوة عبد اللطيف بوي والغربال سيكونوا في الموعد.
