مقالات

ايمن كبوش يكتب : موفق (هيثم سيدا بس)

الكتابة عن قيثارة الكرة السودانية (هيثم مصطفى).. تشبه لحد بعيد الحديث عن الثوابت الوطنية، النيل العظيم.. وصقر الجديان والكلية الحربية والقصر الجمهوري وخزان سنار وخزان الروصيرص وحلايب وشلاتين والفشقة ومشروع الجزيرة والمجلس الوطني وقاعة الصداقة والهلال والمريخ والموردة وقبة الامام ومقابر حمد النيل ودار الرياضة ام درمان ومستشفى الدايات وكباري الحديد والزعيم اسماعيل الازهري ومحمد احمد المحجوب.. هذه هي الكتابة الصعبة التي توقعك مباشرة في (كمين) الذكريات واجترارات الشاعر النابه هاشم صديق.. وعاشق ام درمان محمد محمد خير.. من الصعوبة بمكان ان تكتب عن (هيثم مصطفى) دون ان تتوقف عند ذلك الشعور الذي يتمثل بتلك الاهزوجة التي تتحدث عن (الغصة التي تطعن في الحلق).. ولكن.. اسعدني لدرجة بعيدة، خبر اختيار الكابتن (هيثم) ضمن المحللين بقناة (بي ان) القطرية لكاس العرب المرتقب بالدوحة.. ومنبع سعادتي اني قد تمنيت هذا الحضور منذ سنوات طويلة تليت مفارقة رجله الذهبية لهذا المستطيل الاخضر.. كنت اقول لنفسي انه ليس اقل قامة من النجوم ابو تريكة ووائل جمعة وحاتم الطرابلسي وتلك المجموعة من النجوم الكبار الذين يجمّلون مساءات استديوهات القناة القطرية ذائعة الصيت والسطوة (بي ان).

يستحق الكابتن (هيثم مصطفى) ان يكون هناك.. مثلما كان هو العنوان البارز على صفحات الصحف واعمدتها.. المينشيت.. والمبتدأ والخبر في احاديث الناس وتفاصيلهم اليومية.. لانه كان «البريمو» و«البرنجي» وسط جيله من اهل الصنعة الكروية.. ركضا داخل المستطيل الاخضر.. وحضورا باذخا على مدى عقدين من الزمان الذي مضى.

كثيرون مضوا.. جاءوا معه او قبله.. او بعده حتى.. ولم يستطيعوا ان يتركوا بصمة واضحة.. فغادروا «جامعة الهلال» وخلعوا شعار المنتخب.. دون ان يحس بهم احد.. فيما كان هناك نجوم في ذات المكانة وذات الفريق ولهم القدرة على البقاء في خانة الفاعل الا انهم لم يجدوا ربع ما وجده (هيثم مصطفى) لان «القبول من الله».. والمحبة هبة ربانية يمنحها الله لمن يشاء من عباده.. لذا ظل البرنس.. الذي جاء الى الهلال نجما كبيرا رغم سنواته الغضة التي تجاوزت الـ«18» ربيعا بقليل.. في احاديثنا اليومية.. و«ونستنا» الحياتية ليس لمجرد انه كان نجما كبيرا يحسن مداعبة الكرة والركض بها.. لا.. البرنس استثناء… واذكر تماما ان استاذي الكبير (الرشيد بدوي عبيد) متعه الله بالصحة والعافية.. في مجمل تعليقه على اداء (هيثم مصطفى) ابان مشاركته الاولى في بطولة سيكافا للاندية بيوغندا او بورندي لا اذكر.. قال ان الهلال لم يخرج بمكاسب فنية كبيرة من البطولة… ولكنه كسب نجما سيكون له شأن كبير في سفر الكرة السودانية ومستقبلها.. وقد صدق الاستاذ الكبير الرشيد بدوي الذي لم نعتد منه رؤية خائبة.

اعود واقول ان اختيار هيثم ضمن المحللين العرب، خطوة ممتازة على الصعيد الشخصي.. فقد آن لهيثم ان يفكر في مشروعه الكروي بشكل مختلف يقفز به الى المراقي التي يستحقها.. وعليه ان يعض على هذه الفرصة بذات (الحرفنة) التي خطف بها قلوب الملايين من عشاق المستديرة، ومن جانبنا نتمنى له التوفيق كسفير سوداني اسمر في تلك الديار البيضاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى