مقالات

ايمن كبوش يكتب : جدوى المعسكر..

نكتب هذا الذي نكتبه قبولا او رفضا، ولا ننسى بان الحكم الفصل عند اهل مكة الذين هم ادرى بشعابها، مثل ذلك الخبّاز الذي نترك له العجين كاملا، ولا نخافه ان يلتهم نصف الخبز.. ذلك القائد الذي نسلمه اقدارنا ونحن بين طيات السحاب، ثم نغفو ونحن نرجو سلامة الوصول… لن نصل الى فهم مشترك للاشياء بعيدا عن النتائج التي نصل اليها في كل مرة نعيد فيها الكرّة بتشديد حرف الراء، ثم لا نعبأ ولا نمل من الاجترار والتكرار الذي يعلم الحمار… ولكن.

يسألني هذا السائل الحائر عن جدوى المعسكر الإعدادي المقام لفريق كرة القدم الاول بنادي الهلال بالقاهرة هذه الايام.. فاعيده الى مايو من هذا العام ثم اكتوبر نفسه، ما بين موفمبيك وتوليب، ثم حرس الحدود، فلا اجد الا ما كتبته عن المعسكر الاول.. (البعض يرى بأن المعسكر الداخلي هو الانفع، متناسين الأراضي الجرداء التي لم تعد تصلح لهذا النشاط… صحيح ان للمعسكر الخارجي ايجابيات حقيقية.. وكبيرة، في مقدمتها الجوانب النفسية للاعبين، والابتعاد عن الضجيج وشكاوي اللاعبين التي لا تنتهي، في ظل ظروف مختلفة يعيشها الانسان اثناء تواجده داخل السودان، واغلبها ظروف اجتماعية بالغة الحساسية، لا يمكن ان نتجاوزها او نعتذر عنها بالتواجد في معسكر لكرة القدم.. ولكن ان أردتم الحقيقة فإن مشاكل الهلال ليست في المعسكر.. سواء أن كان هذا المعسكر داخلياً او خارجياً.. ولكن المشكلة الحقيقية في البيئة الادارية السيئة التي جعلت الوضع برمته طارداً وخانقاً ومسموماً، لذلك من الخطل أن نحمل الاجهزة الفنية الاسباب التي ادت الى تراجع الهلال “الأفريقي” الذي نعرفه.. نحن الان في معية مدرب جديد، نتطلع بوجوده لواقع مختلف.. ونحلم.. وننسى بأن أسباب التراجع مازالت موجودة، سواء في الشكل الإداري القائم.. أو في نوعية اللاعبين الذين يمكن أن يحافظوا على تواجد الهلال في دوري المجموعات بمبدأ “يا صابت يا خابت”.. كثيرا ما يخيب الرمي ويكون الخروج الاسيف هو الخيار الجاذب، اما الحديث عن البطولة الأفريقية.. وإمكانية تحقيقها فهو شيء أقرب للمستحيل.. في بلد مازال أهله يتحدثون عن انقطاع المياه وانقطاع الكهرباء.. والتواصل 11 خ…)

مضى زوران ثم ريكاردو الى ذمة التاريخ.. ولم يتغير (البخت الازرق)، وهاهو جواو موتا يملأ رئتيه بالهواء والاشواق والامال والاشراق ويقول انه حدد أهدافه من معسكر القاهرة حيث جاء في الموقع الرسمي لنادي الهلال: (كشف البرتغالي جواو موتا المدير الفني للهلال، عن الأسباب التي دعته لطلب إقامة معسكر اعدادي، وذكر أنه يعمل لتجهيز الأزرق بأفضل مايكون قبل انطلاق الاستحقاقات المحلية في السودان، ومواجهات دور المجموعات بمسابقة أبطال أفريقيا، مشيرًا إلى أن توفر البيئة المثالية والأجواء المهيئة بالقاهرة هو الذي قاده لتفضيلها، مثمنًا استجابة لجنة التطبيع والقطاع الرياضي لرغباته.

ثم: (وبرر موتا، اقامة المعسكر دون تواجد الدوليين بقوله: “يوجد عدم تكافؤ في الجاهزية بين اللاعبين، فالعناصر الدولية تشارك باستمرار، من خلال تواجدها بشكل أساسي مع الهلال بجانب مشاركتها المستمرة مع المنتخب، فيما هناك عناصر لاتجد فرص سواء مع الفريق أو المنتخب، لذلك نسعى في هذه الفترة لتقريب هذا الفارق بين الفئتين، حتى تكون المنافسة على التشكيل الأساسي أكثر واقعية ومنطقية، بوصول العناصر المتواجدة في المعسكر إلى أقصى مراحل الجاهزية من خلال الحصص التدريبية التي نؤديها إضافة إلى المباريات سنبدأ في ادائها غدًا السبت”.

ما قاله موتا ممتاز ومحفز.. ولكنه مكرر ومعتاد وهو الكاس الذي نتجرعه في كل عام مثل سم زعاف ولكننا لم نمت، بل (نعافر على اطراف المقابر).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى