سألني سؤالا ذا اجابة مكررة عن المعسكرات التي يقيمها الهلال، عادة، بالعاصمة المصرية القاهرة.. ! من هو نجم المعسكر.. ؟ الح عليّ للخروج باجابة واضحة.. فقلت له: انا لا اقتنع بنجومية التدريبات.. ولا بذلك التألق غير المؤكد بقاعدة مهمة اسمها الاحتكاك.. ولكن.. !! مما شاهدته وتابعته.. واكاد ان اكون قد لمسته بيديّ، استطيع ان اقول لك ان معسكر الهلال الحالي، علا كثيرا من قيمة النجومية الجماعية التي لا يمكن ان تصادرها الاعين وسط كل القطاعات.. الحارسان المتميزان ابوجا وكديابا يتدربان بحماس كبير رغم قسوة تمرينات مدرب الحراس البرازيلي (نيلسون) الذي ظل على الدوام ينطق بكلمة (ممتاز) بعربية مكسرة ومحببة عند اي التقاط او ابعاد لتسديدة مؤثرة.. وهناك عبد اللطيف بوي ومحمد واتارا وموفق صديق وعمر المصري والطيب عبد الرازق، هذه هي العناصر الدفاعية المتوفرة في المعسكر وقد شكل وجودها في التحضيرات الساخنة، ترسانة قوية متسلحة بالخبرة والحماس واندفاع الشباب.. وفي وسط الملعب تحس بقوة العلاقة والانسجام ما بين جيرالد ونزار حامد ومجاهد وحسن متوكل وحسين النور وتحس كذلك بان هنالك لغة مشتركة منسابة مع المهاجمين بقيادة وليد الشعلة وابراهيما وعثمان مختار واباذر ميسي والتنزاني ديفيد ريتشارد ومبارك بركتا وعيد مقدم.. كلهم.. كلهم.. يشكلون منظومة واحدة بامكانها ان تقدم عملا جماعيا يشبه لحد كبير عمل الاوركسترا… الايام المقبلة ستشهد تنافسا كبيرا ومثيرا بين العائدين من المنتخب، والقادمين من المعسكر التحضيري، اتوقع كذلك ان تتسع الخيارات امام الطاقم الفني بقيادة (جواو موتا) الذي مازال ينتظره عمل كبير لصناعة ذلك الفريق الذي لا يقهر.. ولكن هذا لن يتوفر له الا بوجود منظومة متكاملة تؤمن باهمية العمل الجماعي والتفاني ونكران الذات.
اخيرا اقول ان الانضباط الذي يعيشه معسكر الهلال يبشرنا بحضور مختلف في الموسم الجديد.. وهنا لابد ان نحيي الاخ (الفاضل حسين) نائب مدير الكرة.. ورئيس البعثة.. كما تمتد التحية للطاقم الطبي بقيادة الاخ الدكتور (عوض الجعلي) و(احمد العابد)، الاثنان يقومان بعمل كبير ومقدر ويبذلا جهدا ملحوظا طوال الايام الفائتة بالمعسكر، كما لا ننسى ان نحيي الاخوة في المعدات عبد الله وعوض حمدي.. هؤلاء الجنود المجهولين.. جميعهم يشكلون حضورا مهما في المعسكر، فكانوا نجوما تضيئ عتمة الطريق وتشارك بجهد واجتهاد في هذا النجاح.
