مقالات

ايمن كبوش يكتب : والي الخرطوم يبحث عن الدولار الحار لتسيير الهلال.. !!

عندما كانت هناك حكومة.. وهناك مؤسسات قائمة بكل امكاناتها لتُعني بتصريف امور الدولة، كنت اكتب هذا الذي اكتبه اليوم تأسيا لعقد مقارنة موضوعية تنقلني الى كيفية صناعة القرار ما بين اليوم والامس، ولكن قبل ذلك لابد من الاعتراف بان العهد السابق، كان ممسكا بمعظم خيوط اللعبة، لانه يملك القدرة على (سواقة الناس بالخلا) وكان النظام كذلك يقوده سياسيون، بينما تركت الدولة الغائبة الان قيادها ل(شوية موظفين) كانوا طوال 30 عاما من عمر الكساح في (قراّش) الاهمال والتجاهل لانهم ضعفاء بالضرورة، ومرتبكين في كل خطواتهم، ولكم ان تقيسوا ذلك بما صدر من مفوضية هيئات الشباب والرياضة بولاية الخرطوم، ومفوضها محمد صديق خوجلي الذي جعل والي الخرطوم الطيب الشيخ يهرول في كل الاتجاهات الان، لكي يوفر الدولار الحار لتسيير نادي الهلال.

في العاشر من مايو من العام 2017 كتبت تحت عنوان: (تقديرات الدولة مع الكاردينال) فقلت الاتي: (مع كامل تقديرنا… وتأييدنا.. للممارسة الديمقراطية.. الراشدة.. التي عُهد بها وتصدى لها.. نفر عزيز.. كريم.. من ابناء الهلال العظيم.. لابعاد اشرف الكاردينال من رئاسة النادي الكبير.. الا ان التجارب علمتنا… بأن ما يجري من حراك قانوني محترم… لن يفضي الا الى الدرب الذي لا يؤدي الا اليك.. حيث المزيد من التمكين للكاردينال الذي صار هو الخيار الموضوعي والمنطقي في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ بلادنا المهزومة في حربها المقدسة مع القطط السمان والدولار والدواء والمحروقات والماء وغضب السماء.. ليس من المنطق ان ننخرط جميعا ونجيّش انفسنا لازاحة الكاردينال دون ان نوفر البديل الجاهز القادر على تغيير المعالم واعادة الهلال الى جادة الطريق… تجربتنا السابقة في معارضة عهد البرير علمتنا هذه الحكمة واهدتنا الكثير من عيوبنا المقيمة التي نلخصها في اننا نستخدم نفس الوسائل الفاشلة في اختيار الشخوص والرموز.. وننتظر نتائج مختلفة… اذا اردنا ان نناقش الازمة الحالية فلابد ان نفكر خارج الصندوق ونستصحب ما كان يردده والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين غزلا ومدحا في الكاردينال بدلا من الوقوف كثيرا وطويلا في محطة الدكتور الفاتح حسين.. مفوض جهالتنا الرياضية الذي نحسبه مجرد موظف.. جاء به الطريق الى الساحة وهو لا يملك حول ولا قوة في مناهضة ما تطلبه الجهات العليا.. والجهات العليا ايها السادة يكفيها الذي فيها من حرائق ومصائب وابتلاءات وازمات.. يكفيها اعتصام الوقود.. يكفيها انتحار الجنيه السوداني.. يكفيها الحصار الاقتصادي الداخلي وثورة الجياع المرتقبة.. يكفيها.. ويفيض.. لذلك ترى هذه الجهات ما لا نراه نحن بمبدأ سد الثغرات.. وهي.. اي الجهات العليا.. ليست في حاجة لاي مناصحة من احد.. طالما ان هذا الاحد لا يقدم حلولا آنية تمشي على الارض.. ليست هناك خيارات لو تعلمون.. والسفينة الآن تغرق.. ليس امامنا غير الانضمام لجيش الذين هجروا.. او فيالق الذين هاجروا.. او كشوفات اولئك الذين اعلنوا اعتزال الرياضة.. وهو قدر اخف من قدر اعتزال الحياة.. سيبقى الكاردينال لان السيد طه علي البشير اكتفى بالتجارب السابقة.. وسيبقى الكاردينال لان صلاح ادريس لم يعد هو صلاح ادريس.. اقدل يا اخي الكاردينال ولا تلتفت لمهرجانات الكلام ولا تتوقف عند من يقول لك كذباً ان حواء الهلال (ولووود)… هي لن تنجب رئيسا جديدا بالمواصفات الهلالية ولو عاد والي الدين حيا.)

انتهى ما كتبته في ذلك التاريخ وامام حكومة ولاية الخرطوم (المفترضة) خياران لا ثالث لهما.. اما الموافقة على مخاطرة المفوض والبحث عن لجنة تسيير جديدة مع توفير المكون المالي بصورة عاجلة .. او الغاء القرار من اجل المصلحة العامة، وهي ذات المصلحة العامة التي طالبنا بها في حالة الاخ اشرف الكاردينال.

الى الان لم يصل قرار المفوض محمد صديق خوجلي لنادي الهلال وكذلك الحال بالنسبة للاتحاد السوداني لكرة القدم.. يبدو ان محمد صديق ووزيرته حنان حاكم (ما عندهم موترجي سيرك) او ان (موتر) زميلنا عادل سليمان (ما فيه بنزين).. (اهو شغل موظفين تعبانين).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى