مقالات

ايمن كبوش يكتب : من كواليس اجازة ملعب الهلال.. التحية لصنّاع الانجاز وشركاء النجاح.. !!

بداية لابد من تحية اجلال واكبار الى مؤسساتنا الوطنية التي كان لها (سبق وعرق) في معركة اجازة ملعب الهلال، فكانت هي (الذراع الطويلة) التي اعانت لجنة التطبيع على تذليل الممكن وتبسيط المستحيل الى ان استجاب الكاف، الريس هشام.. الطاهر يونس.. محمد ابراهيم العليقي.. السر احمد عمر.. الفاضل التوم.. امين عبد المنعم.. راشد صالح.. اسماعيل عثمان.. نزار عوض مالك.. رامي كمال.. خالد هداية الله.. عبد الله العاقب.. وهناك من غابوا عن (يوم الشكر) هذا، مع ان ادوارهم كانت مفتاحية وكبيرة في (تفتيت) كل (المغاليق) التي وضعها الكاف.. مؤسسات كبيرة وعريقة وشخوص كانوا ومازالوا على قدر كلمتهم ووعودهم وحضورهم البهي.. ذات يوم كتبت عن احد الرجال الذين يقدمون ما يفيد العمل العام ويلوذون بالصمت.. تحديدا في الحادي والعشرين من فبراير من العام 2020 حيث كانت ترقيته جديدة والاحتفاء به واجب تمليه علينا هلاليتنا، وقبل ذلك معرفتنا الحقة بما يفعله في تذليل الصعاب.. يومها كتبت: (يغني المغني فينا.. ان اجمل الايام هي التي لم نعشها بعد.. وأن انضر سنين العمر ما كان غيبا.. ثم يمضي ماضي الحكايات فينا.. ليؤكد بأن الأمس هو الزمن الجميل الاوحد، وأن الغد الارحب سيكون وهما مسفوحا على اقداح واكواب من “موية الرهاب الما ملت كباية”.. في نادي الهلال العظيم.. هناك حكايات لطيفة، مليحة.. وموحية.. لم نعشها.. ولم نلحق بركب شخوصها الفاعلين فيها، لأننا في ذلك الوقت والزمان النضيرين، لم نكن “شيئا مذكورا”.. لا في الحضور ولا في الظهور، الا ان ثقافتنا السودانية الشفاهية.. وضعتنا في الصورة، خصوصا ونحن في الأصل “عقاب كتلة” تموت في المشافهة والشمار الحار.. إلا أن كل الحكايات التي تُروى وتُحكى عن هلال “مابعد البابا وانت جاي” كانت تتحدث عن بعض الشخوص الذين يصعب تخطيهم وإسقاطهم من ذاكرة العمل الجماعي والعطاء الفردي بنادي الهلال.. العمل في صمت، الابتعاد عن الأضواء، نكران الذات، التواضع، وإنجاز الملفات التي تحتاج لتركيبة معينة من البشر.. كلها كانت علامات مضيئة تشير لهذا وتُحدث عن ذاك، دون أن تتخطى اسم هذا الرجل الذي لا يذكر الا وتذكر الجدية والصرامة التي تسكنها الابتسامة والروح السودانية المريحة.. جاء في زمان مضى كان فيه “السر” عصي على الجهر.. والعكس صحيح، وقتها لم يكن التفاخر بالإنجاز فلاحة تتصدر المجالس وقعدات الونسة والتسريبات لقروبات الواتساب.. ولا الحديث عن الانتصارات كان هو ال”قرين كارد” الذي يعرف بمن كان وراء الإنجاز.. وقتها كانت غرفة التسجيلات مثل غرفة العمليات التي لا تحتمل الأخطاء أو التلاعب.. بين الكثيرين من “الكوماندوز” الهلالي.. كان هذا الرجل، محل زاويتنا اليوم وتداعينا، يقف على رأس الخلية المكلفة بالمهام الخاصة، هكذا حدثونا عنه، وهو نادر ما يتحدث عن نفسه، قليلون فقط يحفظون نبرة صوته الخفيض.. وقليلون فقط كانوا يعرفون إذ ما كان انتماؤه للمؤسسة العسكرية الأم.. ام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، سابقا، ولكن ما ان تأتي سيرة “العميد” في أي حديث هلالي في بداية الألفية الجديدة.. فتأكد تماما أن هذا “العميد” هو الفريق أول ركن ميرغني إدريس.. امين عام نادي الهلال الأسبق، مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية في السودان.. رجل من قلة نادرة تمنحك الاحساس بأن الهلال مازال بخير.. وان مشروع الإصلاح والوفاق والتغيير إلى الأفضل يمكن أن يكون متاحا وأن يبدأ من خلاله كوجه مقبول لدرجة الإجماع السكوتي.. الإجماع السكوتي مرحلة مستحيلة في وسط يمور بالخلافات والصراعات.. ولكن رغم ذلك استطيع ان أؤكد بأن “ميرغني إدريس” استطاع أن يجمع المتناقضات في يد واحدة.. فهو ابن البابا الذي تجده في صف مجيد، رحمة الله عليهما، وقريب طه على البشير الذي يرافق صلاح ادريس ثم يوجد معادلة تقارب مع أشرف سيد أحمد الكاردينال، رجل مثل هذا.. “كبير عنده الهلال”.. صغير عنده الاختلاف.. نحن فخورون وسعيدون بوجوده في وسطنا الرياضي وبترقيه إلى الرتبة الاعلى.. مبروك سعادة الفريق أول، مازلنا نراك في عبق “العميد” الذي يمسك سبحة العيلة والقبيلة ويجمع الناس دون أن يتحدث عن نسب ولا منصب ولا سلطان.)

انتهى ما كتبته عن سعادة الفريق اول ميرغني ادريس، ونعيده اليوم بمناسبة الدور الكبير الذي لعبه في عملية اجازة ملعب الهلال واستحق منا الشكر الجزيل، فقد بذل وقدم وما استبق شيئا، بداية من معركة (الاجلاس) من شركة (ساريا) حيث دفع الهلال 50 مليارا لاكثر من 25 الف كرسي كانت مساهمة الفريق فيها 50% من اجمالي الاسعار الكلية، وهنا يبرز دور مؤسساتنا الوطنية الفتية وعلى رأسها (ساريا) التي لم تتأخر عن دعم الخطوات الهلالية، وذلك بتوجيهات مباشرة من سعادة الفريق اول.. ثم يمتد الشكر لشركة (الراية الخضراء) للطيران التي نقلت المضمار والاجلاس الفاخر ودكة البدلاء والنجيل الصناعي بتخفيض كبير جدا.. حيث دفع الهلال مبلغ 40 الف دولار امريكي فقط من جملة الفاتورة البالغة 70 الف دولار وكل ذلك تم بتدخل مباشر من سعادة الفريق اول ميرغني ادريس، ثم يأتي دور هيئة الجمارك السودانية ومديرها سعادة الفريق شرطة بشير الطاهر الذي وقف بنفسه على عملية تذليل الاجراءات، خدمة للوطن وللهلال الذي يسابق الزمن لاكمال نواقص الملعب.. لابد في ختام ما نكتبه هنا من تقديم صوت شكر لهذه المؤسسات الوطنية الرائدة التي انجزت، في ايام قليلة، ما يحتاج لشهور عديدة.. لولا تدخل ميرغني ادريس وبشير الطاهر وساريا والراية الخضراء، لذهب كل الذي اجتهدت فيه لجنة التطبيع او لجنة التسيير، ادراج الرياح.

فيء اخير

في غمرة اهتمامنا الكبير بمواكب الشكر والتكريم والتقدير، لابد ان نشكر كذلك اخوة اعزاء كان لهم (ذات العرق) الذي سُكب على قارعة الطريق الى الانجاز.. الدكتور حسام محجوب المدير العام/ السيد ياسر قرشي مدير مصنع البلاستيك/ عبدالغفار محمد سعيد مدير التسويق والمبيعات/ والاخ معتز محمود ومحمد سليمان والاخ نميري، هؤلاء كلهم.. كلهم.. كان لهم حضور جميل ونبيل، ولكنهم تواروا.. لكي تتحدث عنهم اعمالهم.. لهم منا جزيل الشكر.

غدا باذن الله، اعود الى ما قاله الاخ هشام السوباط عن منجزات الفترة الماضية، والايام القليلة القادمة وما طرحه من بشريات على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى