مقالات

ايمن كبوش يكتب : ارحموا الكرة السودانية

بينما كان منتخب الفراعنة، بكل الشجاعة والبسالة والرجولة، يرفع العلم المصري في اعلى سارية في الاراضي الكاميرونية، كما تمنينا وتوقعنا، واعلان صعوده الى نهائي الكان الافريقي، مازال قومنا هنا، في (غفلتهم ومنغلتهم وتخلفهم) الذي يحشدون لاجله كل ادوات الصراع.. كانوا بالامس يختلفون في تفسير الخطاب الذي بعثت به محكمة التحكيم الرياضية فيبدأ (الغلاط ما بين الشاذلي يحضر الجمعية ام لا يحضرها) وكأن شاذلي هذا، هو مبعوث العناية الالهية لمعالجة امراض الكرة المصرية.. شاذلي هذا ايها السادة مجرد (جوكي) قذفت به الايام مثله وكثيرين ذهبوا الى النسيان..

قلت له: الكرة المصرية ليس فيها (طه فكي) ولا (برهان) ولا (حميدتي) لذلك تمضي الى الامام عبر الاجيال والانجازات هي الانجازات.. اما الكرة السودانية فقد مكثت كثيرا خارج الملعب.. ابعدت بفعل فاعل عن المستطيل السندسي الاخضر الجميل حين اختار لها البعض ان تغادر محطة التسعين دقيقة.. وان تظل على الدوام في حالة صراع طوييييل.. قبل سنوات عديدة اراد لها البعض خيار التجميد بدلا من الاتفاق لكي ينفض السامر.. ويتفرق الجمع بين المشاغل.. ثم يتفرغوا للغياب.. ما بين الانجاب والانخاب.. هذه الساحرة المستديرة.. عصف بعافيتها بعض الرجال وللاسف هم من يمثلون ذات الوجوه التي تبحث عن ذواتها فقط.. وهاهم الان يتقاتلون في عمليات حرب المكاتب بين جيش النهضة وجيش التغيير.. والحرب دائما وحتى في حالتي الانتصار والانكسار تُفقدنا الارواح.. وتفقدنا الاحساس بما يبهج ويسعد في الحياة.. كذلك هي الصراعات والخلافات والمشاكل الكثيرة.. افقدتنا مكاسب عديدة.. وفصلت عنّا جيل كامل من الشباب فما عادوا يحفلون بما تفعله الكرة السودانية لانهم غارقون في محبة ميسي وفي حالة تلبس بحب كريستيانو رونالدو.. هؤلاء لن تعيدهم ميشاكوس ولا ابوجا تو ولا نيفاشا ولا الدوحة القطرية ولا اتفاقية جوبا.. بل تعيدهم الكرة الحقيقية التي يمكن ان تبعث مجددا بالتخطيط السليم والرؤية الواضحة ووحدة الهدف.. ولكن.. غارقون نحن في الصراع.. غارقون في الفوضى.. غارقون في انتاج شخصيات لا يمكن ان تقدم شيئا للصالح العام بل تخصم منه وتقودنا الى ما نحن فيه الان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى