مقالات

غادة الترابي تكتب : هي فوضى


والإعلام الذي ينبغي أن يعلم كان آخر من يعلم وآخر من يسمع وآخر من يتحرك وآخر من يتكلم وقد تجسدت كل هذه الأشياء والبعثات الرسمية التي تزور جناح السودان إكسبو دبي هذه الأيام يصطحبون معهم اعلاميين بمسميات مختلفة لكن الإعلامي يأتي للأسف بلا معلومات مسبقة بل ان كثيرا منهم يأتي إلى الجناح وهو يظن أنه سيجد (العرديب والنبق والكركدى) مفروشة على ارض المعرض في قلب دبي ولست عاتبة عليه في هذا الاعتقاد فهو اساسا لم يكلف نفسه عناء البحث عن معنى كلمة معرض رقمي واكسبو بطبيعة الحال هو النموذج للمشاركة الرقمية التي يجهلها كثير من الاعلاميين عن قصد وربما عن جهل.
فما هو المعرض الرقمي ؟ الإجابة ببساطة هو تقديم الفرص الاستثمارية في بلادك عن طريق شاشات العرض فقط لذا حزنت حد الوجع وإحدى الزميلات قادمة من السودان وهي في كامل هندامها واناقتها حتى ظننت ان معرفتها المسبقة ومعلوماتها ستكون بمستوى اناقتها ونسيت ان بعض الظن اثم فلقد احبطني (لايف) على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لتلك الزميلة وهي توزع الجهل يمينا وشمالا على متابعي ( اللايف ) دون أن تدري ان الجهل في عرف أهل القانون ليس بعذر.
تابعت ( اللايف) حتى نهايته وادهشني سؤال الزميلة عن المبالغ المالية قيمة المشاركة والجناح على حد قولها (مافيه شيء ) ولست ادري ماهو(الشيء ) الذي توقعت زميلتنا ان يكون في استقبالها بجناح السودان اكسبو دبي ٢٠٢٠ ؟.
اخترت عنوان هي فوضى لهذا المقال كي لا تكون بعثاتنا الرسمية خصما على مشاركاتنا وكي نساهم معا في العودة بالقييم الاعلامية إلى المستوى الذي يجعلنا نبني لا نهدم ونقدم افكارا تساهم في جعل الرسالة الإعلامية شريكا أصيلا في تقييم الإيجابيات كي نتجنب السلبيات مستقبلا.
الجناح الذي يتكون من ثلاثة طوابق وشاشات عرض كبيرة ودلالات رمزية بالصور للجلابية والثوب اللذين يميزان إنسان السودان والمساحة المقدرة لعرض الابتكارات للمبدعين والمبتكرين السودانيين في نظر تلك الزميلة الزائرة للجناح بوفد ضم وزير الثروة الحيوانية وآخرين عبارة عن غرفة وصالة هكذا وصفت كل ما رأته في الجناح بأنه غرفة وصالة واذكر وقبل سنوات حين لاعب منتخب الجزائر منتخب مصر في مباراة مصيرية للصعود لكأس العالم واختار المصريون ارض السودان لتكون ملعب المباراة وجاء أكثر من عشرة آلاف من المشجعين المصريين بينهم اعلاميون وممثلون وفنانون وعندما انهزم المنتخب المصري ما كان امام احدى الممثلات المصريات وهي تقريبا هالة صدقي الا انتقاد الاتحاد المصري لكرة القدم في اختياره السودان وقالت بالصوت العالي (هي البلد دي فيها ايه عشان يتم اختيارها ده حتى مطارهم عبارة عن غرفة وصالة) لتأتي الزميلة السودانية بت البلد اليوم لتصف جناح السودان في إكسبو دبي بأنه غرفة وصالة ايضا فهل تقرأ الزميلة السودانية من نفس كتاب الممثلة المصرية ام ان ذلك مجرد صدفة.
اتفرادات متفرقة:
كرة القدم السودانية كانت لديها فرصة لتقديم نفسها عبر القمة هلال مريخ في البطولة الافريقية ولكن لاننا اعتدنا أن تكون مشاركة فريقين من السودان وبالا علينا لذلك وبالمعطيات الحالية فإن الهلال والمريخ خارج المنافسة واقعيا الا اذا حدثت معجزة ورغم بقاء الهلال في نقطة واحدة ورغم حصول المريخ على أربع نقاط الا ان مسألة خروجهما معا بنسبة عالية تجعلنا نقول ( لا ) رغم يقيننا المؤلم ان الأرجح ( نعم ) .
على الهلال والمريخ ان يعاندا القدر ولا يستسلمان للاحباط ويلعبان على الصعود وكسب جميع مبارياتهما داخل الدولة أو خارجها.
رغم اني ضد الحكم على المدرب بصورة متعجلة الا ان إعطاء مدرب الهلال الحالي فترة اختبار تمتد لسنوات ليست الا تأجيل أحلام الجماهير بالبطولات لاعوام أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى