مقالات

سامي الجاك يكتب : الموقف السوداني و الوقوف على الحياد من الازمة الاوكرانية…

معظم السودانيين يرون الموقف الحالي للعمليات العسكرية الروسية ضد اوكرانيا يجب ان يكون هو موقف الحياد، و ان ذلك هو الموقف البرغماتي التي يجب ان تتبناه الدولة فهي حرب لا تعنينا في شئ، ربما الحرب لا تعنيينا بشكل حرفي لكن تأثيرها سوف يطالنا من زيادة اسعار الطاقة لاسعار القمح، و لكن و الاهم الموقف الاستراتيجي للدولة السودانية، اوكرانيا دولة ذات سيادة و معترف بها في الامم المتحدة و استقلت باستفتاء شعبي من الاتحاد السوفيتي سنة ١٩٩١، الخرق الحقيقي لجمهورية روسيا هو انتهاك استقلالية دولة مجاورة باي دواعي ما بالك بدواعي مبهمة، ربما يدعي الجانب الروسي انها دواعي امن قومي.

الدولة السودانية حاليا في اضعف حالاتها تم انهاك الجيش القومي لدرجة التفكك الحقيقي، الان تعتبر مليشيات الدعم السريع هي الجهة المسيطرة او التي تقوم بمقام الجيش ، لكنها لا ترتقي لمستويات الجيوش لضعف التدريب و الولاء القبلي و غيرها ، نحن الان بين فكي دول مجاورة يفوق تعدادها السكاني ١٠٠ مليون ، مصر و إثيوبيا دولتين بمستوى قوى اقليمية و يتنافسون في مياه النيل و بل يفكرون في زيادة اراضيهم الخصبة. اثيوبيا بحوجة لمنفذ بحري ، اما مصر بحاجة لتوسع في الاراضي الخصبة و ايقاف الضغط السكاني المتنامي ، و كلاهما ينطلقون من أهداف استراتيجية في جميع مستويات علاقاتهم الدولية.

وقوفنا في الحياد او عدم تصويتنا في اروقة الامم المتحدة لادانة الغزو الروسي على اوكرانيا و الخرق الروسي الكبير للمواثيق الدولية ، هو اعتراف ضمني بتصالحنا مع اختراق المواثيق الدولية و عدم احترامنا لها، اولا ذلك ضد مبدأ التحكيم الدولي في قضية حلايب و احترامنا لتلك القوانيين الدولية ثانيا اعتراف بقانون القوة فما الذي يمنع دخول مصر للاراضي السودانية حماية لامنها القومي و حماية حركة التجارة التي تم ايقافها بسبب التروس بالولايات الشمالية و هل جيشنا الان يستطيع الدفاع عن هذه الاراضي؟ هنا يذكرني المثل اكلت يوم اكل الثور الابيض ، اضافة وقوفنا في الحياد هي رسالة ان الامر لا يعنينا او اننا منحازين للطرف المعتدي، و ذاك ما سوف يعمق عزلتنا الدولية ، رغم تطور علاقتنا مع المجتمع الدولي خلال السنتين السابقتين الان نحن ندمر كل علاقتنا بايدينا، نحن بحوجة لتلك العلاقات في قضايا كبرى و مساعدات ضخمة بدءا من اموال دمج المليشيات المسلحة لحدي المساعدات الدولية لتجنب كارثة اقتصادية كبرى.

اخيرا ارى ان علينا الوقوف مع المواثيق الدولية و اقامة تحالفات مع المجتمع الدولي اقتصادية و سياسية لبناء اقتصاد قوي و جيش مهني محترف و تحييد كلا القوتين الاقليمتين بقيام علاقات تجارية متوازنة و الاستفادة من علاقة الجوار بدلا من التنازع لجعل التكامل التجاري ممكنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى