مقالات

ايمن كبوش يكتب : حضور اجباري..

اجبرني.. بل حضني.. والحض اقل حدة من الإجبار الضار..وربما نسى صاحبي ان الكتابة عشق.. او قولوا هي حب لا يُسقط منا فرضية الادهاش.. او الدخول عمدا الى غرفة الانعاش بثمة ارتعاش وخدر لذيذ.. هي ضد الرتابة.. والكآبة وطيور اليأس التي (تعسكر) في الجوار… !! ولكن..

هل هذا التعريف يكفي.. ؟ ابدا.. قال احد الشعراء الراحلين العرب: (ليس من فرط النارجيلا وحدها تنتابني الذبحة الصدرية.. ان علتي الحقيقية هي عدم قدرتي على التفكير فيما سيحدث غدا.. لا املك تصور معين عن المستقبل).

من السهل ان تكتب يوميا باعتبارها وظيفتك.. ولكن من الصعب عليك ان تبدع وتنتج ذلك الفعل الذي يدهش ويأسر ويؤثر بذلك القدر الذي يحقق لك الرضاء الوظيفي.. والرضاء المهني في بلد لا تعرف الا الشقاء والتظاهر عند قطع الكهرباء.. !! من اين لنا ببلد تبدو فيها الحياة سهلة وميسورة والمعاناة فيها في حكم (العدم)..!!

لا نطالب بحياة مترفة وخرافية… ولكن نريدها عادية.. مثل عادية ان تحلم بنومة طويلة تحت ظل نيمة.. او ان تمدد رجلين على قيفة وكأنك تغازل رمال الشطآن.. تلك الحياة التي يعيشها عامة الناس على ضفاف النهر.. يحبووووون.. يكرهوووون.. يتزوجون.. يطلّقوون.. ينجبون الاطفال ويمدون حبال الآمال لغد ارحب.. هذه هي الكتابة التي تغدو احيانا كثيرة (سهلا ممتنعاً) او لحناً مموسقاً يسري، سريان الدم في بهاء الخلايا اللؤلؤ.. او سريان النيل منبعاً ومصبا.

اليوم تمارس الحروف هروباً متعمداً.. وكأنها تدعونا لكي نتوقف لبرهة عند رحيل عزيز.. او نأخذ سندة وعظ خاصة وارشاد.. !! هذا الجرح يمسك بالخاصرة.. الحزن يدفع رسم اقامته الدائمة في دواخلنا المستباحة بالشجن الاليم.. ما كان لنا ان نحزن من تلك المآلات التي نتوقعها.. فقد كنت اقول لاغلب المتفائلين بان القطار سيقف مجبرا في المحطة القادمة… لان وقوده لا يسمح له برحلة بعيدة.

اعود واقول ان الحصول على البطولات الكبيرة.. ايها الاخوة الكرام.. لا يتم بالامنيات والدعوات الصادقات.. الصعود الى المنصات قد يحدث بالصدفة.. ولكن بعيدا عن الصدفة فإن الامر يحتاج لارادة غلابة.. وثقة بالنفس وروح وثابة.. نحتاج فقط لحبة تركيز.. وقبل ذلك ايمان ويقين بقدراتنا.. و… كل حزن وانتم بخير..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى