مقالات

خالد ماسا يكتب : نظام ( التفاهة)

  • انا أنصح أي صاحب صبر على القراءة بمطالعة كتاب للفيلسوف الكندي ( آلان دونو) والذي صدر تحت عنوان ( نظام التفاهة) ..
  • قراءتي لهذا الكتاب ظلت تعينني كثيراً على تفسير الكثير من الظواهر والتصرفات التي أصبحت تقابلنا يومياً في شأننا السياسي أو الرياضي أو الإجتماعي لأن منطق ( الفيلسوف) الذي حرر الكتاب يجعلك تمتلك من الأدوات ما يمكنك من عدم الإستغراب لأي ممارسة إنسانية وصفها الكتاب تحت مظلة العنوان المذكور للكتاب ..
  • ولذلك لم يرتفع ( حاجب) قلمي دهشة عند سماع ذاك ( التسجيل الصوتي) الذي يتحدث فيه صاحبة عن ( رشوة) قُدمت من إدارة  الهلال لحكم إحدى مبارياته لان ( نظام التفاهة) كما وصفه كاتب الكتاب يظل يُنتج ويقدم مثل هذه النماذج التي جعلت ( التفاهة) ذات لون وطعم ورائحة و … و ( وزن) ..
  • توفر اللغة العربية من الأوصاف القبيحة الكثير بما يليق ووصف القائل  في ( التسجيل الصوتي) الذي إشرنا اليه ونظل متفقين على قاعدة السلوك التي تقول بأن ( الساقطون لايسقطون) .
  • ماجاء في التسجيل الصوتي ومافيه من إشارات يؤكد بما لايدع مجالاً للشك بأنه ليس تصرفاً فردي لاحد ( عوالِم) المهنة أو هو ( وصله) رقص في ( كبارية) رخيص في أسفل المدينة بل هو جزء من ( نظام تفاهة) كامل بات مُسيطراً على كل شيء .
  • والدليل على أنه جزء من ( نظام تفاهة) كامل هو درجة ( التصالح) التي تم بها تلقي هذا المحتوى ( المُنحط) بل والإحتفال به في إطار ( الكيد) للهلال وتخفيف صدمة الخسارة الآخيرة .
  • تعامت بصيرتهم وكف بصرهم ولم يخرج من إطار هذا ( النظام) من يقول بعقل يجب ألا تقودنا حميّة الإنحياز للهلال والمريخ  الى درك ( نظام التفاهة) ..
  • لست انا هنا في مقام ومقال الدفاع عن نادي الهلال وإدارته وإنما المقام مقام الدفاع عن ( نظام) يجب ان نعيش فيه ونتدافع فيه بدون الإستجابة لفرضيات ( نظام التفاهة) ..
  • يسيطر ( تافهي) هذا النظام متى ما أظهرنا نحن نوعية ( التصالح) الذي أبداه مناصري ناشر المحتوى والمتفقين معه في ما ذهب اليه في لحظة إستجابة كاملة لمطلوبات ( نظام التفاهة) الذي يحط من قيمة التنافس بين الهلال والمريخ ..
  • لم يجد ( محترم) يصفع قلم و حبر ( التفاهة) ويقول له بأن هنالك إشتراطات تفرضها ( المهنة) وقيم تلزمنا بها ( التربية) تجعل من الواجب تحري ( الأخلاق) في صناعة أي محتوى قبل بذله للتداول عبر أي وسيط .
  • ( نظام التفاهة) أيها القاريء العزيز لاينزع عنك ( الأخلاق) فحسب لتقول مثل ما جاء في المحتوى الصوتي عن ( رشوة) حكم في مباراة كرة قدم كان طرفها الهلال والمريخ  بل ينزع أيضاً عنك ( الشجاعة) ويجردك منها فتتنكر لأي ساقط قول وفعل قمت به…
  • خسارة نتيجة مباراة بين الهلال والمريخ هذا امر مستمر ولن يتوقف بين الناديين وبالتالي ليست هنالك ضرورة مُلحّة لأن يهدم الواحد فيهم سقف الأخلاق بأكملة ..
  • لنسأل السؤال للصحافة الحمراء عن كيف يمكننا أن نتعامل بعد ذلك مع منتج المحتوى الصوتي او مع من تصالح معه باعتباره أداة فعالة لترميم الخسارة من الهلال على اساس أنه ( بالغ) و ( راشد) و ( مُكلّف) ؟
  • حقيقة شعرت بمنتهى ( الإشفاق) على عادل أبوجريشة وهو وبحدود ماهو متاح له من وعي أن يعرض نفسة في إحدى الشاشات المصرية كاحد النماذج التي ينتجها ( النظام ) ..
  • بالتاكيد لن يصعد الهلال أو يخرج من المنافسة لان هذه هي رغبات وامنيات ( ابوجريشة) فتلك لاتزِن المِثقال ونحن لانعتبر بأن عادل هذا ممثلاً شرعياً وناطقاً رسمياً باسم ( الوطنية) حتى نتحسر على العرض ( الهابط) الذي قدمه وأجاده ولكننا نتعامل معه كتحذير بسيطرة ( نظام التفاهة) وتفشي الظواهر المصاحبة له ..
  • القصة لن تتوقف في حدود ماجاء في ( التسجيل الصوتي)  أو مداخلة ابوجريشة  التي تصلح كمادة فعالة لأي عملية ( غسيل معدة) مستعجله بل ستتمدد وسنكتشف بان النظام الذي تحدث عنه ( آلان دونو) في كتابه بات فعلاً يسيطر على كل شيء ..
  • كمجتمع لسنا معفيين من هذه ( السقطات) لاننا جزء من مجتمع صار يقدم هذا كاداري وذاك كمهني وليس لدينا قانون ( أخلاقي) يجعل من الضبط بمثل هذه المحتويات حالة ( تلبُس) بفعل فاضح يستوجب ( الإستتابه) الأخلاقية أولاً ..
  • الموضوع ليس بالبسيط او السهل حتى نعتقد بان الحل في ( بلاغ) جنائي كما في حالة التسجيل الصوتي الذي يشير صراحة لتقديم ( الرشوة) أو تسجيل الادانة والطعن في ( الوطنية) في حالة المداخلة التي جاءت بحذاء ابوجريشة وليس لسانه ..
    نحن محتاجين لنظام بديل للنظام المسيطر الآن يأتي بقيم وأخلاق جديدة تحكم رياضتنا وسياستنا وصحافتنا وإدارتنا إذ لا يُعقل أن نتشدد في إجراءآت ومطلوبات منح ( رخصة القيادة) ونتمسك باكتمال ( الأهلية) لطالبها بينما نبدي كل هذا التساهل و ( السبهللية ) في منح رخصة قيادة العمل الرياضي  العام ..
  • الشيء الذي يجعل علاج مثل هذه الحالات صعباً أو شبه مستحيل هو ان المسؤولين منها يتوهمون دور ( البطولة) لمجرد أن بعض ( الغوغاء) تصفق لاي مشهد ( رخيص) في فيلم ( التفاهة) ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى