مقالات

نادر عطا يكتب : سارينا الجاكومي وحال المساكين الغلابة!!!

  • في مطار جاكرتا تفاجأ جموع المواطنين بالرئيس الإندونيسي وحرمه في الصفوف، الرئيس قليل الظهور في أجهزة الإعلام، عول على ذلك في تجاوز مطب المعرفة ولكن ذلك الظن بدأ يتبدّد رويدا رويدا بنظرات الجميع ومعرفتهم العميقة بشخصه، حاول قدر الإمكان أن يتجاهل كل النظرات التي باتت تصوب إليه ما بين التعجُّب والاستغراب وحُب الاستطلاع.
  • لم يعر الرئيس الأمر أدنى اهتمام، بل واصل الوقوف في صف الانتظار، وكانت المُفاجأة أن الرئيس يقف في صف الدرجات السياحية “زهيدة الثمن”، وانتظر واقفاً حتى ظفر بطلبه استعداداً لوجهته التي كانت لحضور مناسبة تخريج تخص ابنه في إحدى الدول المجاورة.
  • لم يكن لدى المراسم أي علم بوجهة الرئيس أو بتلك المناسبة، خصوصاً وأن أيام السفر كانت عُطلة استغلها الرئيس في الاستعداد والسفر مع حرمه لحضور المناسبة الأسرية التي تجرّد الرئيس فيها من كل ألقابه وتشريفاته ليكون أباً لابنه الذي نجح بامتياز في الجامعة.
  • سافر الرئيس مع أسرته الصغيرة ليعيش طعم السرور والفرح الأسري الخالص، تنبّه المراسم لسفر الرئيس المفاجئ جعلتهم يعيدون برمجة رحلته لتتخللها رسمياً لقاءات الإخوة وبحث العلاقات الثنائية وتعزيز فرص التعاون والاستثمار بين الموائد الفخمة وطاولات الحوار.
  • تلك الحادثة جعلت الرئيس يُحظى بالاحترام والشعبية المتزايدة، فقد فصل بين عباءة الرئيس والأب، أجاد الدور تماماً في التفريق بين العباءتين، كان بإمكانه أن يستغل منصبه كسباً للوقت وتأكيداً للسلطة أمام أسرته وابنه، لكنه آثر أن يقف مع مَن يصطفون، وأن يُحظى بالتذاكر على قدر واقعه وراتبه وأن يعيش الفرح مع ابنه وأسرته بعيداً عن تقييد المراسم ورهق البروتوكول.
  • حادثة الرئيس الإندونيسي جعلتني أعيد البصر كَرّتين في واقعنا، واقعنا المرير وهنالك مئات النماذج لمُراهقين سياسيين وفاقد تربوي يدّعون أنّهم رجال دولة وهم في الحقيقة يُعانون مُركّب نقص يعشقون المناصب حتى الثمالة!!!
  • الجاكومي نموذجٌ حيٌّ، فهذا المدعو ورغم فقره الفكري وتواضع قدراته، تسير عربته “لاندكروزر حكومي” في بلدنا الفقير بموكب و”سارينا” وحرس، وإذا شاهدته أصابتك الدهشة وتحسّرت على حال البلد الجياع أهلها!!!
  • هذا النبت الشيطاني يستغل السلطة ونفوذها في تكملة ذلك “النقص” الذي يُعانيه، لذلك دائماً ما تجده يتباهى بالمسدس الذي يحمله ويخرجه في أي زمان ومكان، لا أحدٌ يسأله ويُحاسبه، كيف لا وهو يزعم بأنّه الدولة نفسها.
  • السودان فعلاً بلد العجائب والغرائب، وأمثال هذا الجاغومي رغم افتقاده فقه التفريق بين العام والخاص يُسيطر و”يتجدع” بأموال الشعب السوداني، والمتميزون في كافة المجالات يصنعون الحدث خارج البلاد، بعد أن غادروا سودانهم مُجبرين!!!
    *مَن يعلم جاهل زمانه الفقه، حتى لا يكون المنصب “حركات مسلحة” مغرياً في إظهار سلطته واستغلال النفوذ، والغُبن الذي بات يعتري واقعنا بات مترادفاً مع ذلك النقص في إظهار الشهوة والنفوذ.. فبات عسيراً مع ذلك الوضع، التفريق بين الخاص والعام، وتلك هي “الفوضى” في استغلال السلطة، تحتاج لحسم عاجل لفض ذلك الاشتباك والنقص.
    *تبقى حكاية الجاكومي الذي “جبّص” لآلاف المُشجِّعين بيده تُروى قصصاً وعبرةً، ويبقى نموذجاً مُهدّداً بفعل الواقع الحالي، الذي أحال مثاليتها إلى انقشاع بفعل المُمارسات الصبيانية التي ترى في إظهار السلطة واستغلال النفوذ مرادفاً.
  • توقّعوا أي شيء من هذا الجاهل، فهو يسرح ويمرح، لغياب الوازع والمُحاسبة الكافية التي تجعل من المنصب في حكم التكليف وليس التزين والتشريف!!!
    *لم نسمع رداً بالنفي فيما يخص مساحة الذهب التي خُصِّصت لفاقد تربوي وسعرها أكثر من “500” ألف دولار، مال الشعب الجعان يوزع لأصحاب الحلاقيم الكبيرة.
    *أخيراً.. جاهل وراكب آخر موديل، حرس وحاشية وسارينا لأي زول ويا حليل السودان وقلبي معكم إخوتي الفقراء الذين يُعانون لإيجاد قُوت يوم.. ونواصل..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى