مقالات

غادة الترابي تكتب : كسلا وحديث العارفين


حلقة مميزة من برنامج وجوه مشرقة على قناة النيل الازرق الثانية والذي اتشرف بإعداده مع الزملاء هاشم واحمد تحدث فيها دكتور محمد حسين كسلا حديث العارفين و شخص فيها ادواء الكرة السودانية وهي ليس بمعزل بطبيعة الحال عن الحالة العامة للسودان الذي يتراجع كل يوم إلى الوراء بسرعة الصاروخ.
استوقفتني عبارة قالها وهو الذي في اعتقادي احسن التوصيف حينما ردد بصوت خبرته(في السودان صعب تلقى الزول المناسب في مكانه المناسب ) وهذا اول داء عرفه السودان منذ الاستقلال وحتى الآن ان لا نساعد الشخص المناسب في الوصول للمكان الذي يجب أن يكون فيه لنستبدله باخر ساعدته ظروف مساعده وانتخابات مزورة وصعدت به على اكتاف شعب يتطلع بحسرة الى ماحققه العالم من تطور ومازلنا نحن نحتكم الى لعبة الكراسي والدستور المؤقت وصراع المصالح و ( تسعة طويلة ) في الحياة السياسية والرياضية .
دكتور كسلا تحدث واجاد حين أكد أن خبرته التي اكتسبها في الملاعب السودانية والخليجية والحياة العملية في أوربا والاحتكاك بالفرق العالمية من خلال نادي النصر دبي كان قد حملها على طبق من ذهب عندما أعلن اعتزاله كرة القدم وذهب بأحلام وردية ليقدمها للمسؤلين عن الرياضة في السودان ولكنه اصطدم بالحقيقة المجردة أن أصحاب الخبرات لا مكان لهم وسط أصحاب الاطماع والمصالح فعاد ادراجه إلى الغربة التي استقبلته بسخاء فكانت حياته العملية طبيبا للقوات المسلحة الاماراتية منذ زمن وحتى الآن.
في برنامج وجوه مشرقة عرفنا سودانيين تشرفت بهم المناصب في دول المهجر والإمارات نموذجا و التي استقبلتهم ورحبت بهم وصنعوا لها مجدا يدعو للفخر وبالمقابل كانت حسرتنا على ان الوطن كان يحتاج لهم ان كنا نعرف قيمتهم لكن والمثل القديم يطل ساخرا (لا كرامة لنبي في قومه ) وهي حقيقة نتعايش معها الان والتاريخ قديما يحدثنا عن ان ثمود اذت النبي صالح وان قريش اذت النبي محمد وان قوم ابراهيم اذوا النبي ابراهيم .
انفرادات متفرقة:
ادركت ان السودان لايحتاج فقط ثورة لتغيير الأنظمة بل يحتاج لبناء الإنسان السوداني من جديد وفق(سيستم ) متطور يضم كل ما تحتاجه بلدنا للنهوض والوقوف على سلم المجد بايدي ادركت ان الإخلاص في العمل لأجل الوطن مقدم على العمل لأجل المصالح الذاتية.
اعتقد ان الإجراءات التصحيحية التي ادعوا انها ضرورية لم تكن الا وردة اعتذار حمراء وسلم حمل أعضاء الحزب الحاكم السابق من السجون إلى القصور.
لذلك لا تحلموا بغد سعيد وخلف كل قيصر قيصر جديد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى