مقالات

ايمن كبوش يكتب : نطوي الصفحة المؤلمة

قلت له: يجب ان نغلق هذا الباب ونفتح صفحة جديدة مثلما اغلقنا الكثير من الصفحات غير المشرفة التي علقت كبقعة سوداء على ثوب الهلال الابيض.

لا اريد ان اقلل من الفاجعة.. او اسفه حجمها.. لكنني اريد ان اقول للناس ان القطار لن يقف كثيرا في هذه المحطة، نحن والحمد لله من قوم تربوا على تحذيرات صارمة وواضحة تقول لنا: (لا تجروا خلف المرأة.. كذلك لا تجروا خلف البص لان الآخر سيأتي).. بهذه الفرضية ينبغي ان نمضي الى محطة اخرى.. ونأخذ مما حدث العظة والعبرة والدروس.. لا اتوقع مطلقا ان تنتهي مثل هذه الحالات التي لن تتوقف عند (الفاضل التوم والطاهر يونس).. لان هذه الحالات غير المشرفة على سبيل التخصيص.. لم تكن وليدة اليوم.. ولكن رغم ذلك لم يحكم التاريخ على احد بالاعدام ولم يسق اي معتد الى المشنقة او (الدروة) لمجرد انه اتى بفعل لا يقبله الوجدان السليم.. الاعتداء فعل قبيح بلا شك ومرفوض.. ولكن تاريخ الهلال فيه ماهو افظع من الاعتداء الجسدي او اللفظي.. ورغم ذلك الحياة لم تتوقف.. هذه رسالة لاصحاب (المزايدة والمتاجرة) من حملة شموع الفكر النائم.. فقد سمعنا باحداث مماثلة لحادثة (خيار الدم) اصبحت الان في شتات الذكريات، يستدعيها البعض احيانل لاستدرار الضحك والتندر والسخرية من المجني عليهم بجانب تقديم الجاني كبطل.. هذه هي ثقافتنا السودانية الجمعية التي مازالت تقلل من قيمة عضو مجلس ادارة نادي الهلال المحترم (هاشم ملاح) لانه تعرض ل(بونية) من زميله في الهلال (الامين البرير) في حضور رئيس نادي الهلال الاعظم الراحل (الطيب عبد الله) عليه رحمة الله، وما يؤسف له حقا ان (ملاحا) هذا قد اخذ (الخطافية) ولم يجد من يطيب خاطره او يسعفه وهذا عكس ما حدث للمهندس (الطاهر يونس) الذي قام تجاهه الاخ نزار عوض مالك بالواجب واسعفه اوليا بايقاف النزيف بادوات بلدية وكذلك يشكر سعادة الفريق (السر احمد عمر) الذي جلب (البن) والذي منه.

(خطافية) البرير في جسد (هاشم ملاح) لم تنته الا وقد انطلقت (خطافية) اخرى في جسد عضو المجلس المسالم جدا (عماد حسين) الذي طاح في الارض.. وبدلا من اسعافه والاطمئنان عليه، تبارى رواد النادي الكرام، وقتها، في السخرية منه لدرجة العد (واحد.. اتنين.. تلاتة.. اربعة) على طريقة حكام (المصارعة الحرة) وقيل ان الرجل لم ينهض حتى تجاوز الرقم العشرين ثم بحث اخيرا عن (طاقيته) ثم باب الخروج من نادي الهلال.

هؤلاء كانوا اعضاء في مجلس الادارة.. والرجل المحترم عبد الله احمد الله كان مديرا للاستاد، وقد حدث معه ما حدث.. ونحن اذ ننسى فلن ننسى، بطبيعة الحال، الاعتداء الذي تعرض له المهندس المحترم (احمد ادم عافية)، حارس الهلال وعضو مجلس البرير الذي حاصره رواد النادي بالقرب من مسجد الهلال الحالي وضربوه دون ادنى احترام لتاريخه النضير.. ولولا تدخل مولانا (ماجد اسماعيل) و(فهد مبارك) لقاموا بحرقه حيا في الغرفة التي احتمى بها.

اعود واقول ان حالات الاعتداء في الهلال كثيرة بعدد الحصى واوراق الشجر.. من بينها قصصا لا تحكى.. ولكننا نرفق ما نكتبه اليوم هنا، على سبيل المثال لا الحصر، كثيرة هي القصص التي كان اطرافها اعضاء من مجلس الادارة وفي حضور رئيس الهلال.. وكذلك هناك اعضاء مجلس ادارة ورموز اعتدوا ايضا على مشجعين او صحفيين.. مثالا لذلك اعتداء (عبد العزيز برجاس) على الصحفي المحترم (خالد ابو شيبة) في القاهرة قبل مباراة الزمالك الشهيرة عام 2007 حيث طرحه ارضا وكان الاستفزاز هو ذات الاستفزاز الحالي.. فكاد (برجاس) ان يتسبب لابي شيبة بعاهة مستديمة بعد ان كسر له يده فتم حمله الى المستشفى بتعليمات مباشرة من الاخ (الامين البرير) الذي تكفل بكل نفقات العلاج.. هذا قليل من كثير.. لذلك لا تحدثونا على تلك الفكرة المثالية او المدينة الافلاطونية الان.. (لموا الدور) بعيدا عن هذا (الردحي) واطرحوا فكرة الاصلاح بين الاخوين يا حميدتي.. بدلا من صب المزيد من الزيت على نار الخلاف.. الا قد بلغت.. اللهم فأشهد.

فيء اخير

قلت له: (حميدتي ده لا عارف الكورة دي مدورة ولا مربعة.. عشان كده لو طلع هلالابي ولا مريخابي لن يغير من المشهد شيئا.. المدينة الرياضية التي فشل نظام كامل بقيادة رئيس رياضي في نادي كوبر في اكمالها.. لن تكتمل في ظل نظام ما عارف راسو من رجليه).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى