مقالات

ايمن كبوش يكتب : حملات الدفتردار الانتقامية.. مرة اخرى !

في الثامن عشر من يناير.. بدايات هذا العام الذي لم ينتصف بعد، تنبأت بهذا الذي يجري الان ولن تكون نهايته بمعاقبة الاخ حسن محمد عبد الله برقو بالايقاف عن ممارسة العمل الرياضي لمدة خمسة سنوات بواسطة لجنة الانضباط وهي التي تقوم مقام محاكم التفتيش او حملات الدفتردار الانتقامية بأمر من الاخوة في الجناب العالي الذين لن نستثنى منهم احد الا الرئيس المهذب الدكتور معتصم جعفر..

اعود واقول انني يومها كتبت هذا: (قلت له.. كنت اقول دائما ان خلافات الرياضيين المقيمين في مضمار كرة القدم وملاعبها المختلفة، عادة ما تزول مع زوال مؤثراتها الانتخابية، او انتصاراتها التي تحدث داخل الملعب، بعدها يخرجون الى الشارع متشابكين ومتحابين، لان لعبتهم هذي، تدعو للمحبة والتنافس الشريف رغم ما فيها من تحدي، الى ان جاءنا العهد الذي نستطيع فيه ان نقصي المعارضين لنا، نهائيا من ممارسة النشاط الرياضي.. كنا والى وقت قريب، افضل حالا من اهلنا في (ساس يسوس) لان اختلافاتنا لا نحتاج فيها لحمل السلاح، ولا حتى اقامة مفاوضات في الخارج وسط استجداء الوسطاء، كان الفرقاء هنا افضل حالا لانهم يعرفون بعضهم بعضا بروابط الاسرة الرياضية، تلك الاسرة التي لا تعرف التنمر ولا سياسة القطيع ولا سياسة اخلاء الملعب من المنافسين ولكن… بتنا الان (كلنا في التشفي شرق) فتحول الملعب الرياضي، الى ساحة جاذبة لممارسة التنكيل وفرض العقوبات، تلك سياسة وضع لبناتها الاولى البروفيسور كمال شداد، وهاهم تلامذته يقرّونها باعتبارهم الورثة الاصيلين.. لذلك يسيرون على نهجه.. ومن شابه استاذه ما ظلم.. ما يجري في ساحة تنظيم (النهضة) الخاسر للانتخابات الماضية، والاتحاد الجديد، مؤسف بكل المقاييس، هذا يذكرني بعدة مواقف مازالت في البال، قبل الانتخابات التي اجريت بعد التجميد، وجاءت باتحاد شداد.. كانت المواقف، ليست هي ذات المواقف الان، بالامكان ان نعرض لبعضها من ارشيف الذاكرة، لنبيّن ان الرياضة السودانية، وكرة القدم تحديدا، اصبحت مثل السياسة، لعبة قذرة تستحق ان نستدعي لها صاحب كتاب (كيف سرقوا اللعبة).. و… للصحفي البريطاني الكبير الشهير (ديفيد يالوب)… كتاب شهير بعنوان «كيف سرقوا اللعبة؟»…صدر في السنوات القليلة الماضية… اعادت طباعته ونشره اكثر من دار نشر عالمية ذائعة.. تناول الكتاب سيطرة الرعاة… وشركات الدعاية على إمبراطورية الفيفا، وبيّن للناس كيف يختار هؤلاء الاباطرة الجدد مواعيد المباريات… وهم كذلك الذين يختارون أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا، وأحيانا كثيرة يمددون عمليات السطو المقننة فيتلاعبون فى نتائج المباريات.. هناك فى المكتبة الامريكية… العشرات من الكتب الموثقة والعلمية حول الأموال القذرة التى تستثمر فى اللعبة الشعبية الأولى فى العالم.. كرة القدم.. ولعل أحد أسباب ظهور مجموعات الألتراس في المدرجات… جاء من رفض هذه المجموعات لتلك الظاهرة الرأسمالية.. وهي محاولة من اولئك الشباب لإعادة كرة القدم إلى متعتها وبراءتها وطهرها القديم.. لو اطلع الكاتب البريطاني (يالوب) صاحب كتاب (كيف سرقوا اللعبة) على واقعنا الرياضي المأزوم… عطفا على واقعنا السياسي والاقتصادي اليائس البائس لعدّل كثيرا من نسخته الماضية (كيف سرقوا اللعبة).. ولكفاه هذا الواقع السقيم عن كتابة سنوات.. فقط عليه ان يعايش تداعيات الازمات المتفجرة حاليا بين الاتحاد الجديد.. والنهضة… وعمليات الضرب تحت الحزام التي تشبه لحد كبير عملية (دق القراف) لا اكثر ولا اقل.. سيجتهد الاتحاد العام الجديد في تصفية الحسابات مع معارضية وسينجح في ذلك.. وفي ذات الوقت سيفشل نفس الاتحاد في تسيير النشاط بصورة مثالية، كما كان يحدث في السابق.. سيكرر السيد طارق عطا رغم خبرته اخطاء الفاتح باني في لجنة المسابقات، وسيكون الاصطفاف في مواكب الفشل هو الواحد الصحيح في مسيرة اتحاد معتصم جعفر واسامة عطا المنان.. عندها سيخرج حسن برقو لسانه لمن صوتوا لغيره، لنقول نحن في حزن.. آن للسلطان ان يمد رجيله.).

انتهى ما كتبته في بدايات السنة.. والحزن اكبر من جميع الامكنة.. فقولوا لي بربكم وكل عزيز لديكم.. ماذا تحقق مما تنبأت به والى اي مدى ستمضي الكرة السودانية في هذه الحرب العبثية ؟! ستخسر الكرة حسن برقو وغير حسن برقو وسنظل الى الابد (لافييييين صينية).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى