بلا تردد

حسام حيدر يكتب : إسقاط الانقلاب و الإسلاميين

و لتأكيد أن هذه البلاغات وضعت تعسفاً رفض القاضي تجديد الحبس لكل المعتقلين السياسيين تعسفياً من لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 وإسترداد الأموال العامة وعلى رأسهم عضو مجلس السيادة الإنتقالي السابق والرئيس المناوب للجنة محمد الفكي سليمان، و لماذا رفض القاضي طلب النيابة؟
لأن الرفض نابع من عدم وجود بينة مبدئية تحمل على تجديد الحبس أو توجيه تهمة ما يعني حقاً براءتهم و أن يتم شطب البلاغ و أن يطلق سراحهم فوراً أو بالضمانة العادية لحين إكتمال طلب الشطب.
وهذا الوضع وحتى لا يكون مقارنةً بمنسوبي نظام المؤتمر الوطني المحلول و المشروع الإسلامي الذين تم القبض عليهم بتهم الإرهاب و تقويض النظام الدستوري، اولاً اعترف عليهم أحد عضوية تنظيمهم الإرهابي وكانت هيئة دفاعهم تقدم الطلب تلو الطلب وصولاً إلى قاضي محكمة الإستئناف لشطب التهمة وكانت المحكمة ترفض لوجود بينات ضدهم و إعتراف قضائي، و نصحتهم النيابة و المحكمة بضرورة السير في الإجراءات لان كثرة الاستئنافات تمنع نظر الملف عند المحكمة.

المقارنة هنا معدومة واستغل (الكيزان) تلك القضية سياسياً لإبتزاز الحرية والتغيير والحكومة الإنتقالية و لجنة تفكيك نظام 30 يونيو 1989 وإسترداد الأموال العامة و إبتزاز الثورة، ووضع الشرفاء الانقياء في مقارنة مع القتلة و المجرمين و الفاسدين و الذين لا يخجلون وليس في وجههم مذعة لحم ٍ و هم يتحدثون عن الحرية و السلام و العدالة، اي عدالة و نظامهم وحزبه و مشروعهم الإسلامي لفق التهم و البلاغات الجنائية لكل معارض ولم يستثني طالباً ولا موظفاً ولاسياسياً و لا رئيس حزب، و إعتقالات و محاكم صورية ويأتي( الكيزان) للحديث عن قضية غندور و اخرين ومقارنتها بالذين اسقطوا نظامهم؟

يجب أن يفهم الإسلاميون بكل تياراتهم ألا مصالحة ولا تسوية ولا مساومة معهم ولا اي تفاهمات سوى مضي درب الثورة لتفكيك نظامهم و تفكيكه، و هذا الانقلاب ما قام إلا لأن تفكيك نظامهم وصل العمق و يؤكد ذلك عودتهم بإذن العسكر و إتفاقهم معه.

رسالة في بريد أولئك المزايداين ممن خدموا (الكيزان) و الثورة المضادة و يطالبون قوى إعلان الحرية والتغيير والحكومة الإنتقالية بالإعتذار و النقد الذاتي، طيلة عامين ونصف هل طالبتم الإسلاميين بالإعتذار وهل استجابوا لكم؟ لا طبعاً بل ذهبتم لتنظيم وقفاتٍ إحتجاجية معهم و فعاليات ضِرار أمام النيابة العامة لإطلاق سراحهم و هم متهمون إتهامات ٍ جنائية شرحت أعلاه _ ولجهلكم بالقانون طعنتم ثورة ديسمبر المجيدة و اخذتكم العزة بالنفس مكابرين ضد رفاقكم واثرتم على العدالة بتلك الفعاليات الضرار.

ولكن بعد الانقلاب ما كان موقف الإسلاميين منكم و أعني هنا من زايدوا على الحرية والتغيير و الحكومة الإنتقالية؟ لقد سخروا من ثورة ديسمبر المجيدة و سخروا من الثورة و مواكبها السلمية ومن شهدائها و من معتقليها و اسموها الثورة الملونة و المدفوعة الأجر و عملاء السفارات و كانوا اكثر فرحةً بالانقلاب فلا تضامنوا مع معتقل ولا ترحموا على شهيد ولا رفضوا ما يحدث والنماذج كثيرة، و الاغرب من ذلك تتفقون معهم ضد القوى السياسية الديمقراطية و المدنية.

انقلاب 25 أكتوبر 2021 كان إنقلاباً إسلامياً بقيادة رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبدالفتاح البرهان، و كان مناسباً و مواتياً ان يكون فرصة عظيمة لفرز المواقف و تبيان الحقائق، إن المعركة مع نظام المؤتمر الوطني المحلول و العسكريين و إخراجهم من العملية السياسية تماماً هي مواجهة محتومة و مستمرة حتى تفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن و بناء دولة مدنية حديثة و ديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى