تقارير سياسية

ياسر العطا .. خبراتٍ عسكرية بدون إنتماء للنظام البائد جعلته هدفاً لحملاتٍ مستمرة من أنصار النظام البائد

المحارب القديم ..

ياسر العطا يملك خبراتٍ عسكرية بدون إنتماء للنظام البائد جعلته هدفاً لحملاتٍ مستمرة من أنصار النظام البائد

مواقفه مساندة لتفكيك نظام 30 يونيو … ولم يقبل التنازل عن الفشقة لأنها أرض سودانية بالوثائق التأريخية

يُصنف عضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ياسر العطا من ضمن العسكريين الملتزمين بالجوانب المهنية والعسكرية داخل القوات المسلحة ، فالرجل الذي يُوصف من ضباطٍ سابقين واخرين زاملوه بـ ( المحارب القديم ) لم ينتمي إلى تنظيم الاخوان المسلمين والحركة الإسلامية داخل الجيش وهو يفسر هجوم المنتمين لحزب المؤتمر الوطني المحلول والإسلاميين له ، إضافةً لعدم ظهورهِ المكثف مثل غيره من أعضاء مجلس السيادة وإلتزامهِ فقط بواجباتهِ العسكرية وعدم جنوحهِ للخطاباتِ الجماهيرية كمثال .

ظهور العطا

أعلن عن إسم الفريق أول العطا ضمن المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى إبعاد البشير وإسقاط السودانيين وتجمع المهنيين السودانيين وقوى إعلان الحرية التغيير نظام الإنقاذ بفعلٍ مقاوم وعمل سياسي منظم طيلة شهورٍ وسنوات إنتهى بالإعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني في 6 أبريل 2019 وخضوع الجيش لرغبة الشعب في 11 أبريل من ذات السنة ، وبعد توقيع الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية في أغسطس 2019 وتشكيل مجلس السيادة الإنتقالي أعلن ضمن أعضائه .

من هو ياسر العطا ؟

ياسر العطا ينتمي لأسرةٍ معروفة بالإنتماء السياسي المتعدد والإرتباط بالمؤسسة العسكرية هو الضابط هاشم العطا الذي رحل ضمن أحدث 1971 ورغم ذلك تقدم للجيش ونال ثقةً المؤسسة العسكرية بقبوله وعدم ممانعة جعفر نميري الذي يعرف أسرته التي جاءت من وادي بشارة بوادي النيل إلى حوش العطا ببيت المال والتي جاورت العديد من الأسر في الحي الأمدرماني العريق ومنها أسرة الزعيم الوطني إسماعيل الأزهري ،إلتحق ياسر العطا بالدفعة 33 في الكلية الحربية ودار حوار بينه ونميري حول خياره بالإلتحاق بها وعن موقف أسرتهِ وفي النهاية لم يتم حرمانهِ من حقهِ لإستيفائه شروط القبول العسكري .

ولكونه بعيد عن مسار الإسلاميين داخل الجيش كان دائماً متواجداً في مناطق العمليات العسكرية ما جعله قريباً من الرتب الوسيطة وصغار الضباط وكذلك الجنود وهو من ضمن القادة العسكريين الذي قضوا فتراتٍ طويلة في المناطق العسكرية ولذلك نال العديد من الأوسمة والأنواط منها وسام الخدمة الطويلة الممتازة ووسام الإنجاز العسكري ونوط الواجب والجدارة ، وتنقل في عددٍ كبير من الوحدات العسكرية منها لواء القيادة العامة وقوات حماية مناطق البترول وكلية القادة والأركان وقوات الإستطلاع وعمل ملحقاً عسكرياً في جيبوتي ، كما أنه حاصل على ماجستير العلوم العسكرية من جامعة الدفاع للدراسات العسكرية في العراق وماجستير العلوم العسكرية في السودان وكان قائداً لقوات حرس الحدود

مواقف العطا

مع بداية تشكيل مجلس السيادة الإنتقالي في سبتمبر 2019 و تقسيم المهام بحسب موجهات الوثيقة الدستورية تم إختيار الفريق أول ياسر العطا رئيساً للجنة تفكيك نظام 30 يونيو 1989 والسيد محمد الفكي سليمان رئيساً مناوباً ، بدأت اللجنة أعمالها بعد صدور قانون التفكيك وتعديلاتهِ اللاحقة وفي ذلك قدم أداءً مهنياً أزعج بعض زملائهِ العسكريين وبعض السياسيين وتلقيهِ إنتقاداتٍ دفعته للتوقف عن العمل رغم نشاطهِ وحماسهِ تجاه العمل ضمن اللجنة ، وذكر ياسر العطا في إفاداتٍ لصحيفة السوداني في فبراير 2021 🙁 إن أسباب الاستقالة تقوم على أن عمل اللجنة تنفيذي، وقبلت به لهشاشة وضع الثورة، ولترسيخ الشراكة في ذلك الوقت
وأضاف: هنالك انتقاد مستمر من كافة مستويات الحكم ومعظم مكونات الحاضنة السياسية لقانون ونهج عمل اللجنة، فضلاً عن عدم مباشرة لجنة الاستئنافات عملها، ما عطّل عملنا وأعاق دورة العدالة، أيضاً من الأسباب التهاتر المستمر بيننا وبقية أجهزة ومؤسسات الدولة وفي وسائل الإعلام وإستقالتي ليست لها علاقة إطلاقاً بحل اللجنة وقال لم أطلب حل اللجنة، فقط ذكرت سابقاً، إذا كانت الحكومة بكل مستوياتها وبعض أحزاب الثورة تنتقد اللجنة وقانونيتها ونهجها، فأرى أن من الأفضل حلها، إن كان لا يعجبهم عملها أو نهجها ) وذلك يؤكد أنه لم يتوقف بالفعل كما ثبت لاحقاً بل إستمر متابعاً أعمال اللجنة وداعماً لها ويدل على ذلك شهاداته المستمرة بحق زملائها في اللجنة وعلى رأسهم الرئيس المناوب وعضو مجلس السيادة الإنتقالي السابق قبل الانقلاب محمد الفكي سليمان و عضو المقررية العليا ورئيس المكتب التنفيذي للتجمع الإتحادي بابكر فيصل ووزير رئاسة شؤون مجلس الوزراء السابق ومقرر اللجنة خالد عمر يوسف ومقرري اللجنة وجدي صالح وطه عثمان واخرين وأقر بنزاتهم ووطنيتهم في مناسباتٍ مختلفة وفي وسائل إعلام وصحافة على مدى شهور وفتراتٍ مختلفة .

إستهداف العطا

ظل منسوبو نظام المؤتمر الوطني المحلول يستهدفون الفريق أول ياسر العطا بحملاتٍ إعلامية مستمرة منذ توليه رئاسة لجنة تفكيك نظام 30 يونيو وتعرض لضغوطٍ سياسيةٍ وإعلامية بشكل شخصي وبشكل منظم طيلة سنتين ونصف اخرها الشهرين الماضيين نتيجة موقفه المنحاز بشكل واضح لموجهاتِ الوثيقة الدستورية في هذا الجانب بالإضافة لعمل الجنة الذي طال شركاتٍ ومؤسسات ترتبط بالمؤسسة العسكرية وتداخل ذلك مع حملات المنتمين للحركة الإسلامية داخل الجيش أيضاً .

بعد موقف العطا من قيادات لجنة تفكيك نظام 30 يونيو انطلقت حملات من منسوبي نظام المؤتمر الوطني المحلول وأشخاص لهم إرتباطات بالنظام المُباد حيث بدأت الحملة بإتهام ٍ له بملف فض الإعتصام وتحريض رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بإلقاء القبض عليه بناء على تصريحاتهِ التي أشار فيها لجريمة فض الإعتصام وضرورةِ إكمال التحقيق وصولاً للجناة ، كما شملت حملة إستهدافهِ عدداً من شيوخ الدين الذي حرضوا عليه بدعوى وجودِ صفقةٍ سياسية بينه وبين قيادات لجنة تفكيك نظام 30 يونيو 1989 بالإضافة لتصريحاتٍ للمستشار الإعلامي للفريق أول عبدالفتاح البرهان تحدث فيها بصورةٍ عامة عن الإتهامات الموجهة لقيادات اللجنة وعدم الخوض فيها لأنها أمام القضاء والنيابة وهو ما فسره مراقبون أنه موجه ناحيةَ الفريق أول ياسر العطا .

وبحسب متابعين للشأن السياسي فإن إستهداف العطا بهذهِ الحملات الإعلامية المستمرة من منسوبي النظام البائد وبعض حلفائه يؤكد عدم إنتمائه له بشكلٍ قاطع وأنه يدعم مسار الإنتقال الديقراطي بشكلٍ جدي وحقيقي .

الموقف من الفشقة

خلال أزمة التعدي الأثيوبي على مناطق الفشقة ولخلفيتهِ العسكرية المُجردة من أي إنتماءٍ سياسي وقف الفريق أول ياسر العطا مع الموقف الوطني تجاه قضية الفشقة أنها أراضي سوادنية ولاتنازل عنها وأن السودان لايريد حرباً مع الجارة الشقيقة وأن عليه أن تفهم حق السودان في سيادته على أراضيه ،وأكد هذا الموقف عندما خاطب ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة في قيادة الفرقة (19) بمروي في أبريل 2021 وأنها منحازة لخيارات الشعب السوداني ،مؤكداً على التمسك بالشراكة مع قوى إعلان الحرية والتغيير وفق الوثيقة الدستورية وما أكدته مواقفه لاحقاً ما بعد انقلاب 25 أكتوبر تجاه العملية السياسية وموقفه من لجنة تفكيك تفكيك نظام 30 يونيو وتأكيده المستمر أن منطقة الفشقة سودانية بالوثائق وأن أثيوبيا تعدت عليها في فترة نظام الإنقاذ بأسلوب غادر نسبة لسياسات ذلك النظام أثناء حكمه تجاه دول الجوار .

موقف الفريق أول ياسر العطا من العلاقة مع أثيوبيا وسدالنهضة يتسق مع كونه ضابط محترفاً لا يتبع إتجاهاً سياسياً حيث أكد مجدداً في حوارٍ مارس 2022 مع صحيفة الشروق المصرية أن الموقف الأثيوبي المتعنت بخصوص سد النهضة أمر متوقع وأن أديس أبابا مستمرة في ما تراه دون وضع إعتبار لحقوق الاخرين ويقصد السودان على وجه التحديد .ن

نقلا عن السوداني الدولية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى