مقالات

ايمن كبوش يكتب : من صفحات التاريخ.. جمعية الطاهر والفاضل.. !

قلت له: اريد ان اكتب بعض النقاط القصيرة عن الجمعية العمومية التي اجريت امس بقاعة الصداقة.. بحضور نوعي من الاعضاء كانت الغلبة فيه لانصار اجازة النظام الاساسي وانتخاب اللجان العدلية.. باغلبية ساحقة، ولكن لم يكن هناك منتصر في هذه المعركة غير الهلال… بينما كسب انصار الديمقراطية الكثير من الاحترام وشرف المواقف… خاصة فتية (الالتراس) الذين قادهم الحماس الى تسجيل موقف وما دروا بان القانون يعترف الا بالاغلبية فقط.. وان القضايا مهما كانت جوهرية لا تؤخذ بالهتاف… ولكن ما يسجله التاريخ وتحفظه الايام… ان الاهلة مهما تباينت مواقفهم واختلفت اتجاهاتهم… فانهم يؤمنون بالممارسة الديمقراطية.. ويبحثون دائما عند الحد الاعلى في المطالب.

اجتهدت لجنة التسيير الهلالية في اخراج هذا اليوم التاريخي في ثوب قشيب… ورغم الهنات التي لا تستحق التوقف عندها… فان اليوم قد مر مرور الكرام… وعضوية الهلال توقع بشكل نهائي على وثيقة اندماجنا الرسمي مع المنظومة الدولية… دون اخلال بالمبادئ الوطنية او سيادة الدولة السودانية..

حضرت العضوية منذ وقت مبكر… وغالطت كل التوقعات في حضورها النوعي الذي زاد بهاءً على بهاء حضور صالة برستيج، ولكن كان النظام عاليا ودقيقاً والتأمين في كامل زينته متمثلا في زي قوات الشرطة السودانية التي اجتهدت وكان تقديرها للمواقف ممتازا لدرجة ان قادة الشرطة الذين تواجدوا داخل الصالة، كانوا جزءا اصيلا في اداء مهام لجنة الاشراف… دون تفريط او افراط في تقديم النصح والارشاد وتهدئة الخواطر.

لقطة الجمعية التي لم يشهدها احدا غيري او هكذا ازعم، التقطتها عينيّ بعدسة الاعجاب كله والغبطة حينما تلاقى (الطاهر يونس والفاضل التوم) في صالة ال(في آي بي) وكأني بحالهما يقول: (تمد الايد ونتسالم.. كأنك ما جفيتني زمان.. ولا الزول القبيل خاصم).. تسالم الرجلان سلام السودانيين الشجعان… وهما بهذا الفعل المحترم قد طويا صفحة كالحة من تاريخهما… دون حاجة لوساطة من (ود لبات الموريتاني) او (آبي احمد) او الجنرال (سلفاكير ميارديت).. صفقة كبيرة لهما.

لم يستغرق النظام الاساسي وقتا طويلا الى ان تمت الاجازة… واغلب الحاضرين لم يكترثوا لذلك باعتبار ان المسودة قد قتلت بحثا… واخذت من النقاش ما يستوجب اجازته بعد عشرين دقيقة او نصف ساعة من انطلاق الاجراءات، اما تكوين اللجان فقد رأينا فيها عجبى من فنون التكالب وحب الذات والانقلابات المفاجئة… من حالة التأييد الكامل والموالاة للجنة التسيير… الى مرحلة لعنها وشتمها ووصمها بكل ما هو قبيح.

اعود واقول ان الجمعية العمومية، على علاتها وعماها البائن، استطاعت اجازة النظام الاساسي.. ولا ينبغي ان يكون هناك ادنى خط رجعة الى الوراء… يجب ان تمضي لجنة التسيير في تنفيذ البند الثاني من المطلوبات.. وهو اقامة الجمعية العمومية.. خاصة بعد ان حظي الاخ (هشام السوباط) امس… بشبه اجماع يؤكد انه رجل المرحلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى