القصة ومافيها

النور عادل يكتب : الناس الطيبين ما بباروا الكيزان

لفظة الإسلاميين أصبحت ملتبسة جدا في الجدل العام المحتد هذه الأيام ، لذا انا هنا عاوز أتكلم أكتر عن جماهير السلفية والصوفية والسواد الأعظم من المسلمين العاديين وافرزهم بمقالي عن الالتباس القائم في لفظ الاسلاميين وحمولته شديدة الوطأة في الجدل.
عشان كده اسمح لي اناديهم بالناس الطيبين على اعتبار أنهم لا سرقوا لا قتلوا لا خانوا الله ورسوله مع الفصيل المسمى زورا بالاسلاميين اللي وسخوا خالص طهارة الإسم. وديل تحديدا الان هم جماعة المؤتمر الوطني وواجهاته الأميبية (يعني الود تقول كنت شاطر في حصة الأحياء زمان).

الناس الطيبين ديل ما عندهم مشكلة كبيرة في مفهوم مدنية الحكم إذا راعى لثقافتهم الغالبة وهي الثقافة الإسلامية طبعا بجميع مذاهبها وطرقها ودعاتها، الطيبين ديل غالبيتهم مرقوا مواكب ديسمبر الأسبوعية قبل سقوط البشير، وبعضهم استشهد والآخر اعتقل وعذب بأيدي “الاسلاميين” أتباع جهاز دولة الوطني المنحل. أطلق سراحه وصبر ورجع تاني واصل المواكب لغاية ما بعد فض الاعتصام. أغلبهم كانوا مع الثورة وشعارها الواضح حرية سلام وعدالة، وكانوا ولا زالت حتى صفحاتهم تحمل الهاشتاق #تسقط_بس .

التحول الحصل ما حصل فجأة ولا اعتباطا، الطيبين ديل قلنا هم أصحاب ثقافة إسلامية غالبة، لما مرقوا المواكب كانوا مدركين تمام الادراك أنهم بشاركوا الثورة ضد الطغيان مع آخرين مختلفين عنهم فكرا ومنهجا وبالفعل كانوا وقتها في قمة الوعي والسمو الفكري وطبقوا بالقول والعمل (أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة).

الحصل باختصار بعد النجاح الجزئي لانتفاضة ديسمبر وازاحة الصف الاول والثاني بتاع الإنقاذ وهروب البعض وتخفيهم وتحولهم للعمل السري والتخريبي، الحدث الابرز كان فض الاعتصام الدموي والصادم جدا واللي اعقبه بشوية تشكيل حكومة شراكة من تحالف #قوىالحريةوالتغيير واللجنة الأمنية للمخلوع، ولغاية بدايات حمدوك كان في ناس من الطيبين مع المدنية ومع اعطاء الفرصة لحكومة تحالف قوى الحرية.. لغاية ما شيئا فشيئا بدت الحكومة دي وهي لسة ما شبت عن الطوق وما اشتد عودها بدأت تصدر وجه قبيح كالح لتيار الصقور داخلها، فكان التعيين الكارثي للقراي في المناهج ومحمد الأمين للتربية وتكوين لجنة تعديل قانون الاحوال الشخصية للمسلمين من مجموعة ناشطين وناشطات اكتر واحد فيهم دينا خلااااااص عنده دين يعني كانت صفحته فيها كفريات مش تخرجك من الملة، لا لا الملة ذاتها قريبة ممكن ترجع لها لو تهت يعني، تخرجك من كل الملل والنحل وتختك براك نموذج جديد لنج لنوع جديد من الكفر بالله ما أنزل الله به من سلطان؛ وسميت بلجنة حنان والقصة اياها، والتقط الكيزان الحفارين القفاز وكالوا للحكومة كيل شديد عبر اكتر من 200‪ موقع اخباري وصفحة وقناة وحسابات وهمية، من هنا الناس الطيبين أغلبهم انصدم واستسلم وعاد للاعتصام بجذوره الفكرية طالما الجدد ابرزوا جذورهم كمان وماف زول احسن من زول. وللامانة والتاريخ لا القراي ولا الرشيد سعيد كانوا هم الناطق الرسمي بإسم حكومة الدكتور #حمدوك ، وقتها كان وزير اعلامها فيصل وهو رجل عروبي ابن حلال وما بتاع مناهدة، لكن الجوز “ريا وسكينة” كانوا الأعلى حلقوما، والسياسة في السودان والوطن العربي عامة قائمة على “الحلقمة” والعسكر اللي بدا وعيهم السياسي يتفتح ابعد من تمام الصباح والثكنات ما قصروا طبعا ومشوا سوق الحلاقيم واشتروا من طرف والباعوا كتار طبعا وده ما وقتهم ولسة البيع شغال.
الناس الطيبين ما كان قدامهم غير اما يلذوا بالصمت أمام وقاحة #القراي اللي ما خلى منبر ما مرق كيل ليهم ولثقافتهم وما بشرهم بالبل، بل اظنه فترة احتل منبر #سونا بدل مكتب #بختالرضا، الرشيد سعيد ولقمان في التلفزيون تموا الناقصة واوقفوا بعض البرامج الاسلامية دون خطابات رسمية شغل فهلوة يعني. الشيوعيين طبعا يعجبوك ما بقصروا ناس جذر حقيقيين ومارقين للفكرة اكتر من مارقين للوطن، بدوا الردم أولا من رقبتهم والمنشقين عنهم، ما خلوا للشفيع والحاج وراق شاردة ولا واردة، وما خلوا لحمدوك بتاع الامبريالية جنبة، وما خلوا لقوى الحرية والتغيير جنبة، واغلب الظن عملوا اجتماع مع نفسهم وجابوا مرايا كبيرة ونهاية الاجتماع تفوا لنفسهم وكسروا المرايا واي واحد مشى بشارع براه شايت كولن! فهنا الناس الطيبين لقوا نفسهم مدفوعين دفع للمباينة فخلاص “ليبيا فتحت والمولد بدأ” ، لغاية ما وصلوا للعن #ديسمبر ومرق الهاشتاق الثاكل المعبر عن منتهى الخيبة واليأس #خرابديسمبر

اخيرا وآسف للاطالة، الطيبين كانوا عاوزين مقاربة سياسية تقربهم لمدنية الدولة من واقع الممارسة السياسية في السنتين اللي حكمت فيها قوى الحرية والتغيير. وللأسف مالقوا المقاربة دي.
بعضهم اعتزل كليا، بعضهم ما زال يناصر الثورة ويلعن قحت تخصيصا، بعضهم انساق وراء دعايات مطابخ الوطني المحمومة وبات يردد انا وابن عمي على الغريب، والبعض منهم مسك حلة المحشي رسمي والدنيا طبعا واقفة الان عدا سوق الدهب ومجموعة زادنا!

الناس الطيبين للأسف الفاعلين منهم رضوا ضمنا من المؤتمر الوطني الان وعده بالشعار مجرد من أي مضمون وهم اعجز من أن يفرضوا على الوطني تطبيق مضمون لم يطبقه طوال 30 عام حسوما، بل حتى شيخهم الترابي ما قدر يحملهم على التطبيق إنما بهدلوه حتى مات كمدا وصبرا رحمه الله. الناس الطيبين الان لسان حالهم الحكمة اللا حكيمة (من خدعنا بلا إله إلا الله انخدعنا له)
وشكرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى