مقالات

ايمن كبوش يكتب: لجنة معينة افضل من مجالس منتخبة.. !!

قلت له: مازلت اكتم ضحكتي، كلما جاء الحديث عن المعايير التي ينبغي ان تحكم او تتحكم في اختيار اعضاء مجالس ادارات الاندية وعلى رأسها الهلال… !! وضحكتي المكتومة هذي، بكل تأكيد، نابعة من استغرابي لتطلع المتطلعين لمجالس مختلفة في التكوين، دون ان يستصحبوا التاريخ، او على الاقل السنوات القليلة الماضية التي اقتربوا فيها من الهلال ولو بمقدار (المشافهة) الهلالية التي كانت ومازالت ترسّخ للعلم النقلي وتقدمه على انه ثوابت ولكن..

كم وددت ان اقرأ لمن يدونون او يكتبون بارقام مجردة، لا انشائية او هوائية خالية من المعلومات المفيدة، وذلك بايجاد مقارنات حقيقية بين المجالس المختلفة، حتى يكون (المجلس الفلاني) هو الركيزة الذي نستند عليها في كل مطالبنا القادمة، وامنياتنا المشروعة في ان نرى المجلس (النموذجي) الذي يقنع الكل بمثاليته ابتداءً من رئيسه الى اصغر ما فيه من اعضاء، هذه ليست مهمة شاقة او مستحيلة، بل يمكن ان يتم القياس الموضوعي في هذا الشأن، خلال فترة ثلاثين عاما ماضية من عمر العطاء، وان تكون لجنة التطبيع او التسيير الحالية هي جزء اصيل في هذه الدراسة التي يمكن ان نحصرها فقط في (كشف الهيئة) والمقدرات الشخصية، ثم يأتي قياس العطا، وقتها سنصل الى نتيجة مدهشة، ولكنها ليست مفاجئة لمن يحترفون حديث الارقام والمعلومات، حيث تقول النتيجة ان لجنة التطبيع الحالية بمقاييس عديدة اهمها الشخوص والافراد، افضل بكثير من مجالس منتخبة (رهنت) نفسها في السابق للنظام (الرئاسي) مثلما حشدت عضويتها بشخصيات (لا تهش ولا تنش) الا بمقدار استمتاعها بالفرجة على مسرح الرجل الواحد الذي يمثله السيد الرئيس.

هذه المقدمة تعيدني الى ما كنت قد كتبت عنه في السابق، عن هذه اللجنة التي قدمت كتابها بيمينها امس من خلال مؤتمر صحفي محترم احسنت فيه الوداع، ان كان هناك وداع، وقالت كل ما يمكن ان يقال في هذه المناسبات العابرة.. في التاسع من يناير 2022 كتب بلا مواربة عن (نهاية سطوة مسرح الرجل الواحد) فقلت: (حدثته طويلا عن كواليس العمل الإداري بنادي الهلال، وقصصت عليه الكثير من “الحواديت” والنوادر المليحة التي جرت على السنة مختلفة من الشهود والجلساء.. وهي حكاوي يكون فيها السيد الرئيس.. هو البطل الأوحد في تجسيد ممعن في الديكتاتورية ومسرح الرجل الواحد.. عندما يحكي السيد الرئيس “نكتة” في أي وقت من الأوقات، فإن جميع أعضاء المجلس، مطالبون بالضحك لحد “القهقهة” حتى وإن كانت هذه النكتة الرئاسية “ابيخ” من أن يتذكرها التاريخ.. وهي نكات في الغالب كتلك التي يرتجلها نجوم الاضحاك والكوميديا السودانية.. واغلبها مسند لابي داوود وود نفاش وكمال سينا.. والهادي نصر الدين.. كان رئيس الهلال هو محور الكون الذي تدور حوله “ونسة” أعضاء مجلسه.. ينسجون حوله الكثير من المواقف الخاصة التي لم يسمع بها السيد الرئيس ولم يكن بطلا فيها.. كما “يشتلون” الكثير من الأقوال التي لم يقلها.. ولكنه في الغالب يؤمّن ب(كيفه ومزاجه) على كل ما يأتي من محاسيبه وحاشيته من اكاذيب.. الرئيس الحالي السيد هاشم السوباط.. جاء بشكل مخالف ومختلف لتلك “الدقة القديمة”.. لم يسع لتكوين حاشية ولم يعين شلة محددة على الرغم من أن هناك فئة في الهلال ظلت متبرعة على الدوام لكي تمشي في ركاب اي رئيس قادم، تستلمه عند الباب بعد الانتخاب.. وترمي شريحته في أقرب مكب زبالة عندما يصل إلى باب الخروج.. بينما يتسابق أعضاء المجلس في التقرب الى السيد الرئيس بوسائل شتى.. يضحكون على نكاته.. ويكونوا في استقباله ووداعه عند أي ملمة.. ولكن السوباط هجر كل تلك البهارج ولم يبد اي اهتمام حتى في متابعة فريق الكرة الأول بنادي الهلال، تدريباته.. مبارياته ومعسكراته وسفرياته.. هذه اشياء فيها السلبي… وفيها الايجابي.. ولكن افضل ما تحقق في عهد السوباط، غير الاستقرار المالي وانتفاء سطوة واخطبوطية الرئيس الممسك بكل الملفات، ذلك التعاون الذي قدم لنا اكثر من رئيس داخل لجنة التطبيع الحالية..)

انتهى ما كتبته فأعود واقول ان لجنة التطبيع بكل ما فيها من سلبيات وايجابيات، نستطيع ان نقول انها تمتعت بقدر معقول من (الهيبة الادارية) التي لم تكن تتمتع بها معظم المجالس المنتخبة طوال سنوات ماضية الا من خلال (هيبة الرئيس وكاريزميته)، وهذا امر سوف اعود اليه بالتفصيل الخطير خصوصا وان رؤساء كثر في الهلال كانوا يتعاملون مع زملاءهم في المجالس، على اساس انهم (مراسلات) لا اعضاء كاملي الاهلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى