قلت له: في المنعرجات الصعبة.. تظهر شكيمة مجتمع الهلال.. والهلال مجتمع يتمثل بسنة نبيّنا (محمد) صلوات ربي وسلامه عليه.. حيث نتسابق في الملمات.. نتسابق في الحوبات لنقف كالبنيان المرصوص لاننا مثل الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو.. تداعينا جميعا بالسهر والحمى وتلك الهموم المشتركة.
اليوم الثلاثاء.. هو يوم (حوبة) جماهير الهلال التي ستحضر الى استاد الخرطوم… لتجدد بيعتها.. وتؤدي واجباتها وفروض التزامها في الدفاع عن حقوق الهلال وكذلك لتقطع الطريق امام المتربصين.. وهم معلومون لدينا.. نملك عناوينهم فردا.. فردا.. من لجنة التحكيم وافرادها الى منسوبي المريخ الذين كانوا (يحجون) الى حي الصحافة والخرطوم اتنين.. و(مقهانا) العامر (تفاحة كافيه سبورت).. ولكن بحمد الله هناك اهلة قادرون على وضع الامور في نصابها بقيادة (برجاس ودكتور شاذلي هاشم وياسر الجعلي وايمن جكسا وود البدري وبشير امواج).
أمة الهلال كلها.. ستقف اليوم على اطراف الاصابع.. لتتابع واحدة من اخطر مباريات هذا الموسم واصعبها.. على الإطلاق.. حيث يواجه الهلال فريق الوادي نيالا الذي نتوقع منه أن يستعير قوة هدير (وداي برلي) ليصبغ على لاعبيه الكثير من عوامل الخطورة والصعوبة وذلك بسبب وضع الوادي المتأزم في روليت المنافسة.. والذي ربما يشكل له هذا الخطر.. دافعا إضافيا لتعطيل مشروع الفريق الذي يبحث عن البطولة.. وذلك بالانتصار أو التعادل.. كواحدة من الصدف التي قد ترافق احيانا كثيرة.. رحلات هذه الساحرة المجنونة المستديرة..
ننتظر من الهلال اليوم.. كلمة واحدة لا ينبغي أن تقال الا بلغة واحدة.. هي لغة الانتصار.. لن تقبل جماهير الهلال أن يكرر الفريق رحلة نزيق النقاط التي ينبغي ان تدفعنا لكي نفيق.. وان نعمل كمنظومة واحدة بكل طاقاتها التي تتفجر لخدمة مشروع الانتصار..
هذه هي اللفة الاخيرة التي لا تحتمل اي تفريط.. الانتصار اليوم يعني بأن الهلال قطع 90% من انجاز المحافظة على اللقب المحبوب.. هناك حقيقة يجب ان يعلمها لاعبو الهلال.. وهي انهم أفضل من غيرهم في كل التفاصيل.. والاميز.. لذلك لابد أن يدخلوا إلى ارض الملعب على أساس أن مباراة اليوم هي مباراة البطولة.. هاهو المحك الصعب يتجدد حتى يثبوا للكافة أنهم الأحق بالبطولة والاحق بالانتصارات وإعتلاء المنصات.. لانهم الفريق الاكثر استقرارا والفريق الاكثر شعبيا في السودان.
اعود واقول ان للفانلة الزرقاء سحرها الاخاذ.. وروحها الوثابة.. وطابعها الخاص الذي يجعل الخصوم يرتعبون.. بل يجعلهم يجتهدون من اجل المحافظة على شباكهم والخروج بأقل الخسائر.. اعيدوا هذه السيرة الهلالية العطرة الباذخة… وحافظوا على ما تبقى من ذكريات الهلال الجميل..
الرسالة من هنا نبعث بها الى قلوب اللاعبين وعقولهم قبل اقدامهم ورؤوسهم.. الى (الفتى الذهبي) محمد عبد الرحمن و(الجسور) ابوجا وابراج المراقبة (بانغا وفارس عبد الله والطيب عبد الرازق وعيد مقدم) وفيلسوف الكرة ومستنطقها بوغبا وحسين النور والرهيف الحريف عثمان ميسي واجاقوووون والسلطان عبد الرؤوف والثعلب وليد الشعلة والبرق الخاطف ياسر مويس ومحمد المنذر.. نطالبهم جميعا بان يكونوا جدرانا تتكئ عليها افراح الجماهير الهلالية التي تحب فريقها بصورة جنونية وهستيرية تجعلها دائما لا تعرف من الالوان.. الا لون الانتصار ولون الجسارة.. فلا تتقبل الخسارة.. ننتظركم في نهارية اليوم.. وننتظر كذلك (قدلة) اخوة (الصحاف وسليم ابو صفارة ومجموعة الامواج الهلالية) وفي مقدمة ركب المدرجات الشمالية تتعالى اهازيج فتية التراس الاشاوس.. ثم نغني جميعا ونحتل الخرطوم بمعزوفة (السيرة مرقت عصر يا عديلة).. اللهم اعدل مسيرة الهلال.
