مقالات

أيمن كبوش يكتب : سيد البلد نادي الهلال

 

في الطريق.. من قلب الزحام الى المحلية رقم سبعة في خرطوم السموم.. كان اللحن المموسق بلسان (محمد فيصل الجزار) يتوقف عند النقطة الفاصلة التي تنتهي في ذلك المثلث الجميل الذي ينده ل(جبل اولياء الحبيبي غشا).. فكانت اجمل (غشوة ومقيل) واحتفالية صادحة مع بقايا (مغيب) وبدايات مساء يحلو فيه الاجترار، السهر، السمر مثل (ساعة بقرب الحبيب).. كنا نستدعي الكثير من الحكايات.. البطولات.. ومناسباتنا الهلالية الكبيرة، وراحلتنا تقطع المسافة ما بين زحام الخرطوم والكلاكلات ما بين الحفر وشمولية المطبات.. هانحن نرتدي ملابس الخروج الزرقاء.. تعطرنا بعطور الهلال البيضاء لأجل تلك الحسناء التي دعوناها للعشاء.. كان الهلال هو “سينما دور تاني” في بلد إزالت كل دور العرض ومحت باستيكة عدم “الفهم” أساطير الفن السابع، مثلما إزالت المحليات “أكشاك الجرايد” لكي تحارب الصحف فأقامت في مكانها مهرجان الـ”فريشة وبائعات الفكس الصيني وبائعات شارع عبيد خطف”.. لم يعد هناك اي محفل سوداني يقدم فرحا بطعم الحكايات، ولكن مازال فينا وفيكم، أيها السادة، هذا الهلال، بدر السماء.. وزينة أرضنا البكر ويقين الاكتمال.

مع اهازيج شباب الالتراس استعدنا اهزوجة (سيد البلد نادي الهلال) وكتبنا على صفحة الزمان أغنية جديدة باوركسترا (الغربال والشعلة وعثمان مختار)، ثم وضعنا آلة القانون تحت أنامل واقدام (ابو عشرين وبانغا وفارس وارنق والطيب والشغيل وعيد والمنذر وصلاح واجاجوون).. “ضبطنا” الايقاع والكمان على نغمات (البلد الليلة هلالابي)، ثم تركنا “عصا المايسترو” بطرف الكابتن (خالد بخيت) واركان حربه (عبد المهيمن الامين والفاضل حسين وخيمينيز والجعلي ومهند وعوض حمدي وشيخ محمد وعبد الله وطمبل) لتدوزن لنا تلك الفرقة الماسية اجمل الحانها الهلالية فلم نندم ابدا على ذلك المشوار الذي يشبه معزوفة (من الاسكلا وحلا) و(يا سايق الفيات).

بالامس غنينا مع فتية الهلال، ألحان الصباح والمساء أمام (توتي).. حيث كانت (التراس) في كامل زينتها تقود صهيل المدرجات الداوي، ثم نحتفل جميعا بالتتويج وسط فرحة العليقي ووقار الجنرال يحيى محمد خير والجنرال الصادق يوسف والمهندس الفاضل التوم التهامي الذي كاد (يعرض بعصاه وسط الدايرة) مع ابتهاج السفير الجميل عبد العزيز حسن صالح وخالد هداية الله.. كان هناك المهندس رامي كمال وعلم الدين وشباب المكتب التنفيذي (عن بكرة ابيهم) بقيادة البروف محمود وشاكر علي الطاهر.. فكان شاعرنا الراحل محمد الحسن سالم حميد في عليائه حاضرا في ملعب جبل اولياء.. والغربال يرفع كاس الممتاز عاليا مع دق الطبول..

الشعب الليلة هلالابي.. ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻫﻼﻻﺑي
ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻧﺸﻮﺍﻥ
ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﺃﺑﻴﺾ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺎبي
ﻳﺎﻣﺸﺮّﻑ ﻛﻞ ﺍﻷﺗﻴﺎﻡ
في ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﻌﺪ ﺍلإفريقي
ﻳﺎ ﻣﻔﺮّﺡ ﻛﺒﺪ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ
ﺑﺎﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮسيقي
ﻳﺎ ﻫﻼﻝ في ﺟﺒﻴﺮﺓ ﺳﻮﺩﺍﻧﻚ
في ﺟﺒﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺤﺒّﻮﺏ
ﺃﺑﺸﺮ ﻻ ﺑﺎﺷﺮ ﻭﺃﻗﻮﺍﻧﻚ
ﻳﺎﻋﺮﻳﺲ ﺍﻟﺴﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ
تعجبني ﺍﻟﺮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺰﻧﺠﻴﺔ
لي ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺤﺮﺑﺔ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﺔ
بي ﺧﻔﺔ ﻟﻤﺴﺔ ﺑﺠﺎﻭﻳﺔ
ﺗﺘﺴﺎﻣﻰ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻭﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻧﺴﻤﺔ ﺻﻌﻴﺪﻳّﺔ
ﺗﺴﻜﻦ بي ﻛﻞّ ﺃﺭﻳﺤﻴّﺔ
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺼﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴّﺔ
ﻭﺯﻏﺮﻳﺪﺓ تبقى ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ
لي ﺃﺭﻭﻉ ﺩﺧﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﺔ
لي ﺃﺭﻭﻉ ﺩﺧﻠﺔ ﻫﻼﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻫﻼﻻبي
ﺍﻟﻤﻄﺮ..
ﺍﻟﺤﺠﺮ..
ﺍﻟﺸﺪﺭ ﺍﻟﺸﺎﻳﻞ ﻣﺘﻜﺎبي
ﺍﻟﺴﺎقي ﻋﺮﻭﻗﻮ ﺍﻟﺤﻄّﺎبي
ﺍﻟﺸﻮﻗﻮ ﻋﻨﻘﺮﻳﺐ ﻫﺒّﺎبي
ﺍﻟﺸﺎبي ﻣﺮﻭﻗﻮ ﻫﻼﻻبي
ﺍﻟﻮﺳّﺎﺭ ﺫﻭﻗﻮ ﻫﻼﻻبي
ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﺒﻴﺘﻮ ﻗﺼﺎﺩ ﺑﺎبي
ﺣﺒﻴﺘﻮ ﻻﻧﻮ ﻫﻼﻻبي
ﻭﻳﻦ تمشي ﺍﻟﺮﺍضي ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺎبي
ﺑﺎﻟﺸﻤﺶ ﺍﻟﻔﻮﻗﻮ ﻫﻼﻻبي
ﻳﺎ ﻟﻴﻢ ﻳﺎ ﺍﻟﻜﻮﺭﺓ ﻭﻛﺖ ﺗﺒﻘﻰ
ﺃﺧﻼﻕ ﻣﻮﺭﻭﺛﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻠﻘﺔ
ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺣﺎﺿﻨﻮ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺏ ﺑﻤﻮﺩﺓ
ﻭﺣﻨﻴﺔ ﻭﺭﻗﺔ
ﻭﺟﻤﻬﻮﺭ ﺑﻴﺸﺠﻊ ﻣﺼﺤﻮﺏ
ﺑﺎﻟﻨﻐﻢ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﺼﻔﻘﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺷﻌﺐ ﻳﺎﺣﺒﻮﺏ
ﻣﺎ ﺃﺣﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻗﺔ
ﻳﺎ ﻓﺮﻳﻖ ﺑﻴﻄﻠﻊ ﻛﻢ ﻓﺮﻗﺔ
ﻳﺎﻣﺎﺭﻕ ﺑﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻧﻘﺔ
ﻭﺣﺪﻧﺎ ﺷﺒﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ
ﺟﺪﺩﻧﺎ ﻋﺸﺎﻥ ﻧﺒﻘﻰ ﻭﺗﺒﻘﻰ
ﻳﺎﺭﻳﺖ ﺍﻟﻄﺎﻟﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺔ
ﻟﻮ ﺗﻘﺮﺍ ﺑﻴﺎﺿﻚ ﻭﺍﻟﺰﺭﻗﺔ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى