مجرد رأي

وائل عبدالخالق يكتب : الجزيرة ساحة لتنفيذ مخططات الانقلابيين والمخابرات الإقليمية

 

ما حدث في الجزيرة خاصة منطقة المناقل وتخومها ليس مجرد صدفة ويقينا فإن له ما بعده..
النظام الانقلابي ومراكز القوى داخله لديهم العديد من المصالح المتناقضة، وكل طرف لديه تحالفاته الداخلية والخارجية، يختلفون حول ملفات عديدة تتعلق جميعها بمن يمسك بتلابيب السلطة والثروة، فهناك تحالف المليشيات الغير نظامية يقوده حميدتي ويتبعه قادة حركات دارفور المسلحة ولهم هدفان فيما يتعلق بالجزيرة.
اولا إعادة توطين ساكني الكنابي واعطاءهم اراض سكنية وزراعية وهو ما يصب في ثانيا على المدى البعيد أحكام السيطرة على النشاط الزراعي وترسيخ تمدد أسرة ال دقلو الاقتصادي والطبع ما سينوب حلفائهم سياسيا واقتصاديا خاصة حليفتهم الإمارات، مع تقوية مراكزهم العسكرية كضامن لا بد منه للحكم والاقتصاد.
بالمقابل فإن الجيش ممثل في قيادته الحالية وتحالفه مع أركان النظام البائد وبدعم مصري سياسي ومخابراتي يعمل على السيطرة على الأنشطة الزراعية أيضا بالبلاد لتوسيع مظلته الاستثمارية من جهه، ومن جهه أخرى استمرار ارتباطه بشكل لا فكاك منه بالسلطة في مستقبل البلاد، كما أن الجيش أيضا يسعى للسيطرة على النشاط الزراعي بايعاز من المخابرات المصرية ضمن خططها لاستمرار سيطرتها على الري بالبلاد وعملية تدفق المياه بما يحقق لمصر عدم تأثر حصتها من مياه النيل خاصة مع التحديات التي يفرضها سد النهضة في هذا الصدد.
مع اختلاف الأهداف والمصالح بين مراكز القوي داخل النظام الانقلابي فالمليشيات من ناحية يبدو انها تسعى الي تهجير وتغيير ديمغرافي لتنفيذ مخططها، والجيش مدفوعا من مصالح قادته ومصر الرسمية يعمل على ضمان فشل المواسم الزراعية وعدم الاستفادة من مياه النيل زراعيا لمصلحة مصر وتكثيف الضغوط الاقتصادية على المزارعين للاستحواذ على اكبر قدر من الأراضي بواسطة شركاته واذرعه الراسمالية.

نواصل

وائل عبد الخالق مالك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى