مجرد رأي

وائل عبد الخالق يكتب : الجزيرة ساحة لتنفيذ مخططات الانقلابيين والمخابرات الاقليمية (٢)

من البديهي ان خطر الانقلاب وانعكاسات حكمهم وتناقض مصالحهم لن يكون حصرا على الجزيرة وانسانها فقط، وليس اراضي الجزيرة وحدها ما تزخر بالثروات، فإن كانت للجزيرة الأفضلية في النشاط الزراعي فإن بقية ثروات السودان في مختلف الاصقاع أيضا تظل محل استهداف ومحور اهتمام لمراكز القوى المليشياتية ومن يقف خلفها من محاور ومخابرات إقليمية.
وقد تابعنا جميعا بدايات انفجار مخطط الشرق وصراع المصالح حول اراضي الشرق وميناء بورتسودان وضلوع الاريتريين من جهة والاماراتيين من جهة أخرى عبر حلفائهم في الجبهة الثورية ومسار الشرق بالنسبة لارتيريا، وعبر تحالف الجيش والدعم السريع في ذلك الوقت لمصلحة المخطط الإماراتي وجميعهم ضد الحكم الانتقالي والقوى المدنية حينها واستخدام النزاع والتناقض القبلي في شرق السودان ثم فجأة ذهاب كل ذلك ادراج الرياح عقب انقلاب ٢٥ أكتوبر المشؤوم.
ان ما ظل يحدث بدارفور أيضا من هجوم مسلح متكرر بواسطة حلفاء وقوات الدعم السريع في عدة مناطق وتجاه مكونات اثنية واجتماعية محددة واعادة توطين مكونات أخرى في مناطقهم – هذه السياسة — التي لطالما انتهجها النظام البائد يبدو أنها ما زالت مستمرة لتحقيق نفس المصالح التي ورثها الجيش والدعم السريع مع رمي الفتات للحركات المسلحة التي تبدو قانعة به.
جميع هذه المؤشرات وغيرها الكثير تشير الي ان طبيعة القوى المتحكمة والممسكة بتلابيب السلطة قد تغير وعيها ومصالحها بشكل كبير جدا مما كانت عليه، وبالتالي فمن الخطل تحليل طبيعة الانقلاب والقوى المتحالفة والمتناقضة داخله بأنه مجرد سعي للحفاظ على كراسي السلطة او من أجل عودة النظام البائد بوجه وشكل جديد، فمن ناحية هناك الجيش وما تمثله مصالحه الاقتصادية والاستثمارية ووجوده في الحكم بالوكالة عن حلفائه الاقليميين حفاظا على مصالحهم وخدمة لأمنهم القومي، ومن ناحية أخرى فهناك تحالف الدعم السريع والحركات المسلحة الذي يحافظ أيضا على مصالح ال دقلو الاقتصادية والفتات الذي يحصل عليه قادة الحركات إضافة إلى حمايتهم وسعيهم الدؤوب للحفاظ وتحقيق مصالح محور الإمارات بالتحديد غير أن هذا التحالف المليشياتي بالذات يتفوق على الجيش بأنه يستند على قاعدة اجتماعية وقبلية تجد في القوة الاقتصادية والعسكرية فرصة وسانحة تاريخية لحكم البلاد لذلك لا بد من إعادة ترتيب وتغيير الخارطة الديمغرافية للبلاد ولا مكان انسب لذلك من أرض الجزيرة لوجود ظهير وحليف متمدد بها سلفا وهو ما يعرف بمؤتمر الكنابي.

نواصل

وائل عبد الخالق مالك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى