مقالات

ايمن كبوش يكتب : الى حسن برقو.. وبعض حرائر بلادي.. !

قلت له: اصبح السودان (سجن كبير) نتحرك فيه كلنا ب(تمام العُهدة) وحساب الرؤوس وطوابير الخراب، ولكن، يا عزيزي، رغم ما فينا من تعب وانكسارات وفشل ممتد بلا ضفاف، مازلنا (نعافر) ونقاتل ونجادل في السياسة والادب والكورة والمزيكا و(نهتز) لغناء (القونات) مثل اهتزازنا امام زلازل المطالبات.. !

مازلنا، يا سيدي، نسبح في ذلك النهر الانساني السوداني الموشى بالعطاء التكافلي المتجاوز لكل عثرات الطريق، لاننا، بكل فخر، نمثل ذلك الشعب الذي ينسل من ركام ابتلاءاته الكثيرة، ويأتي مليون منفق ومحسن ومُدّرج حوبات ومقنع كاشفات، لكي يمسح دمعه أو يوفر لقمة أو يدحرج جرعة في اوردة المرض والسقم، والكوارث، حيث تحفظ (ايام العُثرة) تلك النُصرة السودانية والاستغاثة المجدولة كفاحا وفلاحا على كرامات الوطن الجريح.

اليوم تقف الحروف احتراما للاخ الدكتور (حسن برقو) قائد تنظيم (النهضة)، الرجل الذي اراد ان يمثل الرياضيين خير تمثيل باعداد نفرتهم ونصرتهم لاهلنا الكرام في الجزيرة ونهر النيل.. فكانت هناك ملايين الجنيهات السودانية التي بذلت باسم اهل الرياضة لكي تسد ثغرة في محليتي المناقل وبربر… وما بين المدينتين تمتد وشيجة الكارثة وحبل الفاجعة.. فشكرا لك يا اخي وانت تتقدم الركب الذي يسد الثغرات ويجبر العثرات ويمسح دموع الخاطر الكسير بتسيير القافلة التي تشرح النفس وتؤكد بأن الخير في أمتنا الى ان تقوم الساعة.. انتقدناك عندما دعوت لنفرة (الجيش) لان (الجيش) يملك من المال والرجال ما لا تملكه بنية الرياضة المتصدعة، واليوم نشيد بك لانك اخترت المكان الصحيح والمريح للجلوس على مقاعد اهل الهمة والفزع والنجدة.

تسابقنا العفوي الى عمل الخير من خلال منصات مختلفة، يجعلنا ننظر للجانب الاخر الذي يمكن ان يعيد الينا سودان الاشياء الجميلة.. ليالي القمر والنهر والسمر.. ونهارات العافية والنفس الصافية.. بحق البساطة والاناقة والسمو الروحي وغسل الاخلاق في مسامات الطيبة.. فنهتف في سمو: نحن سودانيون بطبيعتنا.. متكافلون بالنية السليمة والخير الباسط فينا محبة وبشاشة.. منصات العير والنفير والجهد المتدفق في كل شارع.. في كل زقاق.. في كل ناصية، مجموعات مختلفة تتقدم الصف.. (شدي حيلك يا مناقل) و(المناقل تنادي) و(كباية بتفرق).. فكانت هناك (عروس الموسم) والمواسم المطيرة (سوهندا عبد الوهاب).. وشاعرة الناس والاشياء والحكايات المعطرة (نضال حسن الحاج) او (نضال حسن عبد الله).. وصاحبة الحروف النضيرة (صفاء الاصم).. و(لينا زين العابدين).. و(ريم المامون).. و… كلهن.. كلهن.. حرائر في عمر الرحيق والندى يقدمن مجهودات في حجم تلك الدولة التي كان من ابسط واجباتها.. ان تبسط الطريق وتعبد المسار لتحقيق مجتمع الكفاية والعدل… و…

ايها الجمّال خذني كرفيق
ليس لي مال.. ولكن لي حداء
يستحث الركب عذب..
ومهارات أخر..
ايها الجمّال هل حان ارتحال القافلة.. ؟
اوقد النار.. واسقي الزاملة..
ولابائي في الملمات دليل
وعند المساءلة..

لله دركم.. لله جهدكم.. كنتم ومازلتم (وسائد) يرتاح عليها (وجع الوطن) و(قلايد) على جيد وغناء ونشيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى