في الثلاثين من اغسطس المنصرم… كتبت عن الاجراءات الجديدة التي تتعلق بالامن والسلامة لبطولتي (كاف)، دوري الابطال والكونفدرالية، بل انفردت بها في هذه الزاوية… وقلت ان المنظومة الدولية والافريقية باتت تحرص على تطبيق اقصى الوسائل التي تحافظ على سلامة عشاق اللعبة الجماهيرية الاولى في العالم… لذلك سعى الكاف مبكرا لاطلاع منسوبي الجهات ذات الصلة، بالاجراءات والتعديلات الجديدة ومن ثم التشديد على تطبيقها بحذافيرها.
في ذات التاريخ، وذات المقال، اضفت ان الاجراءات الجديدة، على سبيل المثال لا الحصر، تتمحور حول عدم بيع تذاكر المباريات الافريقية في نفس يوم المباراة، على ان يتم طرحها في منافذ خارج الاستادات.. ثم عرجت الى القول بان هذا مطلب عادل لجماهير شعبنا التي تدفع اثمانا باهظة في سبيل الحصول على التذكرة، وذلك بالوقوف الطويل على الصفوف بجانب الزحام والتدافع في هذه البيئة القاسية، ولكن ما نود الاشارة اليه، ان بلادنا بظروفها الحالية، لابد ان تجهز لهذا المطلب من خلال تأهيل المنافذ او ايجاد الشركات المتخصصة في هذا المجال، اسوة بشركة (تذكرتي) التي تعاقد معها الاتحاد المصري..
قلت بهذا في ذلك التاريخ على سبيل الانفراد، وهاهو الهلال، رائد الكرة السودانية في كل خطواتها وسكناتها، يبدأ التطبيق من خلال منافذ البيع المعلنة في المدن الثلاث، وقد شهدت المراكز تدافعا كبيرا يؤكد بان لقاء العودة امام سان جورج الاثيوبي، سيعيد الى الاذهان ذكريات تلك الملاحم الكبيرة التي كانت فيها الكلمة العليا، لجماهير الهلال التي لا تحتاج لتحريض، ولكننا دائما نذكر من باب التذكير بما ينفع ويفيد، ونقول الكاف يتشدد جدا في مسألة استخدام الشماريخ والالعاب النارية، وهي ضوابط ليست جديدة، وياما دفع الهلال ثمن وجودها في بعض المباريات غاليا من خلال غرامات دولارية تسدد لصالح الكاف بسبب تقارير المراقبين والحكام، علما بان الكاف يرى ان الاستادات في حاجة لتقليل الكثافة فحرص على مطالبة الاندية المعنية بطباعة تذاكر بعدد اقل من سعة الاستاد بعشرين بالمائة من السعة الكلية.. كما تم التشديد كذلك على عدم تواجد القوات النظامية داخل الملعب بالزي الرسمي اثناء المباريات.. وهذه ظاهرة مستشرية عندنا بصورة مربكة، علاوة على اهتمام النظاميين بما يجري داخل الملعب اكثر من المدرجات، كما وجهت الضوابط لكمة قوية لبعض الغبش المستفيدين من اقتصاديات الرياضة عندما تم حظر الباعة من داخل الاستادات.. ستكون الجراحة قاسية ومؤثرة على الكثيرين ولكنها ملزمة ومطلوبة من منطلق حضاري.
نتمنى ان ينجح نادي الهلال عبر امانته العامة ومكتبه التنفيذي ولجانه المساعدة، واهمها الرابطة المركزية، في تطبيق الشروط والاحكام، وان تساعد الجماهير على ذلك بوعيها المعروف وحرصها الشديد على مصالح الهلال وسلامة اجراءاته التي تقدم جماهيرنا بتلك المثالية التي يعرفها الكاف تماما مثل معرفتنا بان الجمهور الهلالي سيكون هو اللاعب رقم واحد في لقاء العبور، وذلك بمساندة اللاعبين، وارهاب الخصم بالهتافات الداوية والاغاني الحماسية.
