مقالات

ايمن كبوش يكتب : بالشوكة والسكين.. حبيبنا لامين

يعجبني جدا ويطربني… ذلك اللاعب الذي يمارس كرة القدم بكثير خيال..

ويستخدم عقله وكل حواسه.. مثل استخدام الخواجات الزمااان للشوكة والسكين بلا ادنى معاناة..

والشوكة والسكين عندنا هنا في سودان الجدب والقحط، ترف غير مرغوب… ولكنه عند البعض (برستيج)..

وانا هنا، بكل صراحة، اريد ان اكتب عن اللاعب صاحب (البرستيج).. دخل بملابسه نظيفة.. الفانلة زرقاء مكوية، والرداء الابيض ناصع ولامع، هادئ الطبع لدرجة الايحاء بان (الغنماية ممكن تأكل عشاهو).. بل يمكن لاي (حبشي) ان (يدوس له على طرف) بسبب الذلة والمسكنة، لذلك لم استغرب عندما خرج نظيفا، لا لشيء سوى انه استخدم كل وسائل الاناقة في تعامله مع الاحباش..

اهدى الباك الشمال (منديل معطر).. وقدم للارتكاز (بوكيه ورد) وطبع قبلة حنان على (خد تسفاي).. ثم سأل متوسط الدفاع (انت اسمك منو ؟ قرمة !! وساكن وين ؟ دبرزيت !).. فعل كل ذلك في لمحة.. نظرة.. نظرة غير حالي.. حتى حسبنا انه يريد ان يناسبهم.. مكررا تلك المحاولات فسجلت تلك المنطقة التي استباحها طولا وعرضا… بإسمه (لامين جارجو).

الفتى القادم من بلاد الشمس، مازال صغيرا على الحكم النهائي، ومازالت كنانته تضج بالكثير لكي تتفجر امكانياته لصالح المجموعة، ولكن مع كثير اهتمام، وكثير انسجام، سيكون له شأنا كبيرا تتحدث عنه افريقيا من اقصاها الى ادناها.. لاعب يملك الحلول.. ولا يلقي بالا لحسابات واحد في مواجهة واحد لكي يمر او يعبر، بل يأتيهم جملة، ولا يبالي، يملك خفة الفراشات… وينفذ نفاذ النسمات.. ثم يمرر ويبهر.. وقد شكل وجوده طوال التسعين دقيقة.. مفاجأة غير سارة للاحباش.. الذين اصيب بعضهم بماء في الظهر وبينهم من يشكو الان من مبادئ غضروف.. لمسات جارجو تحتاج لمهاجم من مواليد منطقة الجزاء.. والغربال لها.. اللهم احفظ جارجو من عيون الشياطين اياهم… واجعله امتدادا ليوهانس ووالي الدين في محبة هلال الملايين.. امييين.

فيء اخير

كانت ليلة الاحد، الموافق الثامن عشر من سبتمبر، ليلة حالمة وواعدة بذلك الفرح الهلالي المتجاوز لعباءة المألوف، صحيح ان عبور الهلال من هذا الدور يدخل في باب (العادات والتقاليد)… ولكن على غير العادة كان الخصم مختلفا هذه المرة.. يحمل عنادا وشكيمة وصلابة (تورت) انفاس الهلاليين اجمعين.. ولكنه غير محظوظ فقد كان يستحق الاستمرار في البطولة لولا مواجهته للهلال.

جاهزية سانت جورج وقوته.. منحت الهلال قوة اضافية للتعامل مع المحكات الصعبة بجاهزية مختلفة، اتوقع ان يمضي الهلال بعيدا في المنافسة بعد ان تجاوز عقبة الاثيوبي المغامر الذي تجرأ كثيرا على الهلال بثبات وصلابة وخبرة كبيرة.

التحية لاشاوس الالتراس الذين لم يخيبوا ظننا فيهم يوما، والتحية لجماهير الهلال قاطبة بعد ان صبرت وتحملت الى ان نالت مرادها واحتفلت بالعبور الى الدور الاول، والتحية اخيرا لرابطة الهلال المركزية التي استعانت بخبرات بعض الروابط وقدمت عملا متفردا بقوة دفعها الذاتية… حيث وفرت الزاد والعتاد من مال افرادها الخاص.. فجاء العمل على احسن ما يكون وننتظر منهم المزيد، اما من تولوا عملية بيع التذاكر فسوف نفرد لهم مساحة خاصة لكي نقول لهم شكرا والقادم احلى حيث تتجاوزن به حمى البدايات.. وتدعمون الايجابيات حتى نصل الى مرحلة الكمال، والكمال لله وحده مالك الموت والحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى