مقالات

ايمن كبوش يكتب : لا لعصر الانحطاط..

قلت له: لا اريد ان اقول ان الكرة السودانية… رغم ما فيها من اشراقات… واجتهادات جادة في سبيل التطوير… سواء على مستوى الاتحاد الوطني.. او ناديي القمة، الا ان هناك بعض الجوانب المهمة التي توحي باننا نعيش تلك التفاصيل المملة التي تعبر عن عصر الانحطاط.. هذا الذي اكتبه هنا اليوم.. يمثل نوبة صحيان او جرس انذار مبكر قبل وقوع الكارثة.. اقول بهذا لان البعض منا وفينا… لا يريد ان يعرف ان كرة القدم… سوف تظل مجرد لعبة.. والتنافس حولها ينبغي ان يهذّب الانسان… وان يعلي من قيمة الانسان… وليس نشر خطاب الكراهية الذي لا يصلح الا لسيادة حياة الغاب.

لا اتوقع ان تعود الامور الى طبيعتها بذلك الاحترام القديم بين الناديين.. الا بوجود قيادة (محترمة) هنا وهناك وهي في ذات نفسها… لا يمكن ان تخرج الكلمة من فاهها الا بمقادير موزونة ومحسوبة مثل موازين وحسابات ميزان الذهب، هذا الاحترام يجب ينبع من احترامنا الكامل لمؤسساتنا الكبيرة.. الهلال والمريخ هما اكبر مؤسستين في بلاد ملتقي النيلين… وآن لقيادتهما ان تنتبه لهذا الحال البائس، اذ لا يصح ان يفكر الاداري في النادي الكبير… بعقلية ذلك المشجع الذي ينظر الى الامور بعاطفة ذات اتجاها واحد، ينبغي ان نترك عنتريات حازم والجكومي جانبا وان يراعي الجانبين لمصلحة الكرة السودانية.. وان يبحثا معا عن سلامة الوسط الرياضي الذي يمضي بسرعة الصاروخ الى براثن الحقد والكراهية… نحن اذ نخاطب الهلال والمريخ هنا.. نريد ان نبعث برسائل واضحة الى العقلاء في الطرفين وذلك لقيادة خطاب جديد مبني على الاحترام.. على ان ينشغل كل منهما بالشئون التي تخصه… دون التقليل من قيمة الآخر… وان يظل التنافس بينهما شريفا في الملعب بعصبيته المحببة لا عصبيته السالبة التي ستقود الناديين الى الحريق ان لم يكن الى الجحيم.. نرفض تماما سيادة خطاب (ما بنطير برانا) لان الناديين يخوضان في هذا الوحل طوال سنوات متتالية ولم يكسب احدهما بضرب الاخر (حبة خردل) بل نمضي في كل سنة الى الدرك الذي سيفقد الوسط الرياضي قيمته وهو الوسط الاكثر تماسكا وترابطا لدرجة انه عند المحن والملمات الكبيرة يتداعى ويتسابق ويحتشد بعيدا عن الالوان والكيانات الضيقة ليظل وسطا واحدا (يشيل بعضه بعضا).. لذلك نطالب بان يخرج من بين وسطنا الحالي صاحب فكر مهذب يشبه جمال الوالي في سماحته واخلاقه، وهشام السوباط في ابتعاده عن سفاسف الامور او البابا الطيب عبد الله، رحمه الله، في قوة قراره.. ذاك زمان لم تكن فيه جيوش للواتساب والقروبات ولكن كان الاداري.. اداري.. واي امرئ يعرف كيف يحتل مكانه ويعرف كيف يلزم حدوده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى