مقالات

عبد العليم مخاوي يكتب : صناعة الأزمات في الهلال

*في مسارات الدول هنالك صنف ممن يتم منحهم الثقة لادارة مؤسسات الدولة صغيرها وكبيرها، لديهم القدرة على صناعة عوامل التعثر لدولهم او مؤسساتهم من خلال اختراع الازمات او الضعف الذي يحول القضايا والمشكلات العادية الى ازمات او على الاقل الى مشكلات بجذور راسخة وعميقة قادرة على افشال مؤسسات او بعثرة جهود الدولة، او قطع اوصال علاقاتها الداخلية وصناعة الغضب والمشاعر السلبية بينها وبين الناس.
*والفساد يصنع الازمات، والفاسدون مهما كانوا متقنين للمجاملة والنفاق وارضاء المسؤول الا انهم من اهم الاصناف التي تهدم قواعد المؤسسات والدول، ويصنعون باحتراف فقرا مؤسسيا في الاماكن التي يعملون بها.
*لكن الى جانبهم ايضا الضعفاء في القدرات والامكانات الوظيفية والقيادية الذين يحملهم الفساد او الهوى او المصالح او شطار التجارة او العلاقات الاجتماعية الى مواقع المسؤولية، والمسؤول الضعيف دائما خطرعلى البلاد والعباد.
*والمسؤول صاحب الامكانات الضعيفة تنمو حوله بؤر الشللية والفساد وكل الامراض، وبضعفه تمر السنوات على الدولة او المؤسسة دون أي خطوة ايجابية وتذهب الامور نحو الاسوأ.
*لعل ما قادني الى الحديث عن هذا الموضوع هو حرص “بعض” قادة مجلس ادارة نادي الهلال “المنتخب” على صناعة الازمات التي من شأنها ان تقود النادي الى إفشال مشروعه الذي بشر به الناخب الهلالي الذي منح المجموعة الحالية التي تقود النادي فرصة التربع على عرش حكم النادي الكبير.
*فريق الكرة الاول بالهلال يعيش استقراراً كبيراً على كافة الاصعدة الفنية والمالية والمعنوية والالتفاف والوقفة الجماهيرية خلفه وليس ادل من ذلك الوقفة المشرفة لشعب الهلال خلف اللاعبين في مباراتهم الصعبة امام سانت جورج الاثيوبي حتى الدقيقة الاخيرة من عمر المباراة وهو ما يعزز الثقة الكبيرة التي توليها الجماهير لفريقها وهو يتأخر في الوصول الى شباك الفريق الاثيوبي طيلة 85 دقيقة من عمر المباراة فرأينا الاهازيج وسمعنا الهتافات المدوية التي ارتجت لها جنبات الجوهرة الزرقاء حتى تمكن الهلال من خطف ورقة العبور الى الدور المقبل من البطولة الاولى بالقارة الافريقية.
*تبقت ايام قليلة لمجابهة الشباب الافريقي التنزاني في ذهاب دور الـ32 للبطولة لنتفاجأ بتسريبات عن تغييرات في المكتب الاعلامي لنادي الهلال وما راج عن احاديث حول هذا الصدد والتي يقف خلفها الامين العام للنادي الدكتور حسن علي عيسى ونائبه المهندس رامي كمال بالاضافة الى الدكتور هيثم السوباط “شقيق الرئيس” ورئيس الالية الاعلامية وعزمهم على تغيير طاقم المكتب الاعلامي بقيادة المنسق الاعلامي للنادي الزميل والاخ الاصغر أنس محمد أحمد والمصور المبدع محمد دفع الله “العالمي”.
*للاسف ما نُسب للدكتور هيثم السوباط من انه قال بأنه يسعى لتغيير الزميل أنس لانه “ما قاعد يرد على مكالماتي” يجب ان نقف عنده ملياً فهل هكذا يدار مشروع الهلال ؟؟
*ما علاقة الدكتور حسن علي عيسى والمهندس رامي كمال بتغيير طاقم المكتب الاعلامي وهل بالامكان ان يدار الهلال بهكذا مستوى ؟؟ اين المؤسسية ؟ اين مشروع الهلال ؟؟
*ظل الهلال دائماً كلما اقترب من تحقيق شئ يسعد انصاره يقوم بعض ابنائه بافتعال مثل هذه الازمات التي تتسبب في تشتيت الجهود والتركيز على “المواضيع الجانبية” التي لا تفيد الهلال ولا تصب في مصلحته بل تعمل على احداث انقسام كبير يدفع ثمنه غالياً فريق الكرة الاول بالنادي والامثلة “على قفا من يشيل”.
*ارجو من الاخوة في مجلس ادارة نادي الهلال اتباع منهج المؤسسية في “حلحلة” كل المشاكل لا ان يكونوا جزءً من “صناعة الازمة” فالجميع استبشر خيراً بـ”الهلال الجديد” إلا ان مثل هذه الاشياء من شأنها ان تخصم من رصيد المشروع الذي تم التبشير به.
*مشروع الهلال لا يقتصر فقط على بناء فريق كرة قدم قوي ومهاب يقارع الاقوياء بل يقوم في الاساس على إنزال النهج المؤسسي في كيفية ادارة النادي على كافة الاصعدة ، او هكذا يجب ان يكون هذا المشروع.
*اللهم ارحم أمي عشة والسر واغفر لهما واجعلهما منه اصحاب اليمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى