مقالات

عبد العليم مخاوي يكتب : الشغيل .. وترجل جمل الشيل (1_2)

*الوفاء سمة محمودة لها آثار إيجابية كبيرة على حياة الفرد والمجتمع، فعند معاملة الناس بخلق حسن يكسب الإنسان ودّهم ويأمن شرّهم، فتزيد المحبّة في قلوب المحبّين، ويُنزَع الغلّ من قلوب المبغضين، الأمر الذي يجعل العلاقات بين الناس متزنة، كما أن الشخص الذي يتصف بالوفاء يكون قدوة لغيره.. إذ يتعلّم الطلاب من معلّميهم، والأبناء من والديهم، كما يتعلّم الصغار من الكبار فيكونوا بمثابة ملهمين للآخرين بحسن خلقهم.
*ولعل نجم الهلال المخضرم نصر الدين الشغيل الذي دافع عن ألوان الهلال في عديد المناسبات قبل نحو 10 سنوات تقريباً تزيد قليلاً او لا تنقص نجح في اقتحام قلوب عشاق الهلال باخلاقه العالية وادبه الجم وتعامله المثالي مع كل مكونات نادي الهلال من لاعبين واداريين ومدربين وجماهير واعلاميين لينال الاشادة من الجميع وهو القادم من الند التقليدي المريخ عقب استغناء الهلال عن خدمات قائده التاريخي هيثم مصطفى.
*ظن بعض الاهلة ان تسجيل الشغيل في الهلال عبارة عن رد على توقيع هيثم مصطفى في المريخ ، لجهة ان الشغيل كان “يشعل” الديربي بمراقبته اللصيقة للبرنس ويحد من خطورته في “بعض” المباريات.
*في اول حصة تدريبية يخوضها الشغيل مع الهلال عقب توقيعه بصورة رسمية كنا مجموعة من الزملاء “محرري الميدان” وقتها وقمنا بتقديم انفسنا للشغيل الذي كنا نجده في تغطياتنا للمنتخب الوطني الاول ، فتوثقت العلاقة بيننا واللاعب الذي ادهشنا بسرعة انسجامه مع رفاقه اللاعبين مبكراً لدرجة انه اقتحم التشكيل الاساسي من اول مباراة رسمية للفريق في ذلكم الموسم.
*دافع الشغيل عن ألوان الهلال دفاعاً مستميتاً وكبر في نظر الاهلة باخلاصه ووفائه للهلال حيث لم يتذمر او يتمرد او يتغيب عن مران او مباراة إلا بعذر منطقي يضطره الى ذلك.
*سنوات حافلة بالبذل والعطاء قدمها نصر الدين مع الهلال الى ان تقلد شارة القيادة واحسن قيادة زملائه داخل وخارج الملعب كيف لا وهو الملهم الذي “يحل المشاكل” بل ويحتويها قبل ان تستفحل بل كانت بعض الاشكالات لا تخرج الى الملأ لان هناك من يقوم باحتوائها قبل حتى ان تصل لدائرة الكرة.
*في فترة من الفترات تعرض الشغيل لـ”التهميش” وكان قريباً من مغادرة النادي إلا انه صبر وتعامل مع الامر باحترافية عالية ليتم خروجه من باب الاعارة لنادي هلال الابيض الذي قدم معه ايضاً موسماً متميزاً اهله ليعود بقوة الى كشوفات الهلال مجدداً .
*خرج معاراً ولم يحتج ، وعاد معززاً مكرماً.
*علاقاته الاجتماعية مع زملائه اللاعبين ولا اعني فقط لاعبي الهلال بل كل لاعبي الاندية الاخرى تمتاز بالمتانة حيث يجد التقدير والاحترام من الجميع ، فالشغيل عمل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : “إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا”.
*اعلن الشغيل اعتزال كرة القدم وذهب الى قاعات الدراسة ليدرس علم التدريب بالامارات العربية المتحدة مع رفيقه في الهلال والمنتخب محمد احمد بشة ليفقد الهلال قائداً حقيقياً ولاعباً محترماً وانساناً ملهماً ، تعرض لموجة من الانتقادات طيلة السنوات الثلاث الماضية إلا انه لم يلتفت اليها ولم تهز هذه الانتقادات ثقته بنفسه.
*وعندما تيقن من انه لن يقوَ على تقديم افضل ما عنده فضّل الابتعاد عن المشهد وتعليق قميصه لينال احترماً اضافياً من جماهير الهلال
*نتمنى من المجلس الحالي بقيادة هشام السوباط ان يحيي سُنة هلالية “مندثرة” وهي تكريم من اجزل العطاء وقدم كل الممكن وبعض المستحيل للنادي..فتكريم الهلال للشغيل من شأنه ان يرسل العديد من الاشارات والرسائل لكل اللاعبين بأن الهلال لا ينكر مجهودات ابنائه .
*واواصل إن كان في العمر بقية.
*اللهم ارحم أمي عشة والسر واغفر لهما واجعلهما من اصحاب اليمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى