مقالات

ايمن كبوش يكتب : لقاء السحاب والدعاء المستجاب

اكمل فريق كرة القدم الاول بنادي الهلال.. تحضيراته الجادة لمنازلة الشباب التنزاني.. وذلك بمران ساخن تحسس خلاله ملعب المباراة التي تجمع الفريقين في ذهاب الدور الاول لدوري ابطال افريقيا.. شارك جميع اللاعبين المتواجدين مع البعثة في المران الختامي.. وحاول مدربهم (فلوران ابينيجي) اخفاء التشكيل بعملية احلال وابدال هنا وهناك.. الا ان المنافسة كانت حامية بين المرابط والمرشح.. وشهدت التقسيمة تسجيل عدد من الاهداف.. ابرزها من ياسر مزمل الذي اتعب فوفونا بانفراداته المتلاحقة.

عقب انتهاء الحصة التدريبية تحدث الكابتن (خالد بخيت) مساعد مدرب الهلال نيابة عن المدير الفني، وقال للصحفيين انهم سيتعاملوا مع الخصم كوحدة واحدة.. مثل تعاملهم مع فريقهم كمجموعة واحدة.. ليس هناك تركيز على لاعب بعينه الا من خلال التكتيك الذي تتطلبه مجريات المباراة.

الظروف مواتية لتقديم مباراة ملحمية على حساب فريق جاهز من كل النواحي.. ولكن يظل الرهان على اخوة الغربال كبيرا.. لذلك ننبهم ونطالبهم بالحذر من المفاجآت… والتعامل مع المباراة بنفس واحد حتى نهايتها لان الشباب ينشط في الحصة الثانية ويراهن دائما على تراجع اللياقة البدنية لدي خصومه.

نعايش الهدوء الشديد هنا.. حركة افراد البعثة محسوبة ومحددة.. الا ان ما يحدث احيانا في الميديا الجديدة لابد ان يجرفنا معه الى ما يعكر الصفو.. وان ينقلنا الى محطة اخرى يتكاثر فيها القلق.. ولكن.

بعض السودانيين لديهم ازمة كبيرة في تقدير الامور.. ممكن عادي الواحد يتعامل معاك بحسن نية ويقول ليك كلام ما مفروض يتقال.. لكن لانو الواحد ما بفكر الا من خلال احساسو الحاسيهو.. تلقاهو برمي ليك الكلام زي الدُراب ولا يحفل كثيرا بالعواقب.

يحدث هذا بشكل مستمر في حياتنا السودانية.. صحي ومؤكد: (نحن ناس بنعيش حياتنا الغالية بالنية السليمة وكلو زول عايزين سعادتو وتشهد الايام علينا).. لكن رغم وجود الاغنية الجميلة ذات المضامين النبيلة دي… تلقانا لما يمرض لينا واحد بنعزوا ونحترموا بنمشي ليهو زيارة في المستشفى.. ما بنكتفي اننا سجلنا اسامينا في كشف الزيارة او كشف الواجب.. بل نصر اصرارا مميتا على مقابلة المريض.. وكذلك الحديث معه مع بعض المؤثرات البصرية ولا نتورع كذلك من مجادلته حول حقيقة مرضه ومآلاته.. دون ان نراعي لحالته النفسية.. لذلك تجد في بعض الغرف الخاصة بالمرضى عبارات ذكية على شاكلة: (هذا المريض ممنوع من الزيارة بأمر الطبيب) لان هناك من يقوم برفع كثافتك: (مرضك ده يا هناي.. هو نفس المرض الكتل هناي قريب هنا).. و(هناي) هذا يا سيدي ان كان ذكيا لرد على مثل هذا السؤال بطريقة مختلفة: (ابوك ده جاتو بواسير وين.. ؟! قال ليهو: في ركبتو).. وعلى ذلك يمكن ان نقيس الحال.. هذا يذكرني بذلك الهلالي المشفق على هلاله.. وكان ينبغي على ان يشفق على نفسه الامارة بالسوء.. من هناك في الخرطوم البعيدة.. يبعث لي برسائله المحبطة: (الهلال بخسر بفارق اكتر من هدفين).. عندما (احس بغضبي منه) برر لذلك: (ده كمان احساسي.. اعمل شنو) ثم يعتذر.. !

اعود واقول ان الهلال يبدو بحالة معنوية ممتازة.. اللاعبون في قمة جاهزيتهم.. والحظوظ متوفرة.. ولكنهم في حاجة للدعاء بالتوفيق افضل من تصدير الاحساس الذي يرفع نسبة (الادرينالين) في الدم.. (يا الما عندكش دم).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى