عبد العليم مخاوي يكتب : الكلام دخل الحوش عديييييل

*يعرف الانضباط الذاتي بأنه القدرة على الصبر وضبط النفس والسيطرة عليها ومجاهدتها وقمعها وعدم تركها على هواها مع القدرة على القيام بالأعمال المعتادة مهما كانت الظروف لمواصلة العمل وتحقيق الأهداف المطلوبة..ولهذا الانضباط الذاتي انواع عديدة منها التوجيه الذاتي وهو الذي يساهم في اتخاذ القرارات الصحيحة في الأوقات المناسبة دون تدخل أو استعانة بالآخرين وإنما يكون بتوجيه داخلي من الشخص نفسه.
*ولعل القرار الذي اصدرته لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الافريقي لكرة القدم “كاف” بالامس والقاضي بوضع الهلال تحت المراقبة لمدة عام كامل تقودنا للحديث عن جزئية مهمة من شأنها ان تعيق مشروع الهلال الذي بدأت ملامحه تظهر في شكل الاداء العام للفريق في مستهل الموسم التنافسي الجاري من خلال التفوق الكبير للفريق على سانت جورج الاثيوبي في تمهيدي ابطال افريقيا والنتيجة الجيدة التي عاد بها الازرق من امام 57 الف مشجع من انصار الشباب الافريقي التنزاني في ملعب بنجامين مكابا بالعاصمة دار السلام في ذهاب الدور الاول من ذات البطولة فضلاً عن العرض الراقي الذي قدمه الهلال في مباراته الاولى في بطولة الدوري الممتاز امس على ملعب الجوهرة الزرقاء بأم درمان وفوزه الباهر على ود نوباوي برباعية بيضاء مقرونة بعرض كروي جميل امتع من شاهد المباراة داخل الملعب او عبر الشاشات البلورية.
*وخطورة قرارت لجنة الانضباط في ان الهلال بات مهدداً اكثر من اي وقتٍ مضى بحرمانه من جماهيره التي تعتبر كلمة السر في تفوقه خاصة على الصعيد القاري ، فالمنظومة القارية اعتمدت في قراراتها على ما بدر من “فئة” من جمهور الهلال اقتحمت ارض الملعب عقب نهاية مباراة سانت جورج الاثيوبي في اياب التمهيدي والتي كسبناها بهدف مكابي ليليبو للاحتفال باللاعبين.
*الجمهور وفي غمرة نشوته بالفوز الغالي الذي تحقق في الدقائق الاخيرة من عمر تلكم المباراة يبدو انه “نسي” نفسه وتعامل مع الامر وكأن هذه المباراة يشرف عليها الاتحاد السوداني لكرة القدم فكان ان نزل بعض الانصار الى ارض الملعب للاحتفال مع اللاعبين وهو ما دونه مراقب المباراة واعتبره “خروج عن النص” في حين ان الجمهور لم يقصد اي شئ سوى الاحتفال بالعبور الى الدور التالي من البطولة الاولى بالقارة السمراء.
*على الصعيد الشخصي تابعتُ في الايام الماضية العديد من “هاشتاغات” في عدد من الصفحات الجماهيرية في مواقع الترابط الاجتماعي المختلفة وهي تناشد الجماهير بالاحتفال في المدرجات دون النزول الى ارض الملعب حتى لا يتعرض الهلال لعقوبة الحرمان من جمهوره واللعب خلف الابواب المغلقة في دوري الابطال وكلنا نعرف ان جمهور الهلال يعتبر هو الوقود المحرك للاعبين ويدفعهم لتقديم افضل ما عندهم بالهتاف والاهازيج والاغاني التي تمجد الهلال وتشعل جذوة الحماس في اوساط اللاعبين.
*الان الهلال بات تحت رحمة المراقبة من الكاف لمدة 12 شهر بالتمام والكمال حيث ان نزول اي مشجع الى ارض الملعب من شأنه ان يجعل الكاف يقوم بتطبيق عقوبة الحرمان على الهلال الذي يحتاج الى مجهودات كل قاعدته الجماهيرية حتى يتمكن من الوصول الى اقصى نقطة ممكنة من دوري الابطال في نسخته الحالية.
*الكلام دخل الحوش كما يقولون وبالتالي الكرة الان باتت في ملعب الجمهور الذي عليه ان يبرهن للكاف ولكل القارة الافريقية انه الجمهور المثالي الملتزم المنضبط والذي فاز بجائزة الجمهور المثالي في نسخة العام 2009م من خلال التزامه بتطبيق موجهات الكاف بحذافيرها.
*على الجمهور ان يكون هو “الحارس الامين” على الهلال لان الامر خرج من يد الادارة وبات في يد الجمهور الذي عليه ان يتحلى بالصبر وان يحتفل في المدرجات دون ان ينزل الى ارض الملعب حتى لا تطبق عقوبة الحرمان على الهلال ليفقد احد اسلحته المهمة.
*اللهم ارحم أمي عشة والسر واغفر لهما واجعلهما من اصحاب اليمين