مقالات

عثمان عجبين يكتب : معتز صباحي اختراقات وفتوحات عظيمة

من اختراقات معتز صباحي و فتوحاته العظيمة كمغني سوداني انه قادر علي وضع كمية هائلة من الجمال في عبوة صغيرة ، في فد اغنية.

هل تعلم ان جميع رواد الغناء السوداني كان بالامكان ان يكونو مغني واحد ، ما من داعي اصلا لوجود ود اللمين بمعزل عن وردي و الكاشف وعثمان حسين و حتي ام بلينة السنوسي ، هولاء القوم في الحقيقة تقاسمو اغنية واحدة ، وزعوها بينهم كما يتقاسم الفقرا النبقة وكأن الابداع يعيش مسغبة ، جاء معتز صباحي وقال لهم لا ، كل هذا لا يساوي نصف اغنية في احسن تقدير.

اتعلم ماالذي حدث لاغنيتنا عزيزي القارئ الطيب ، ما حدث ان كل واحد من رواد الاغنية اخذ تكنيك معين وبني عليه ليس اغنية كاملة ،لا ، بني عليه كامل تجربته الغنائية حتي الممات ، خذ مثلا احمد المصطفي ، هذا الرجل اعتمد البحة كتكنيك الي مماته ، لم يخرج صوته اي تعبير اخر غيرها ، خذ محمود عبد العزيز مثلا آخر ، الرجل كان يغني بقوة لم يعرف الخفوت ابدا ، لم يعرف السر والجهر ، و هكذا قس علي البقية ، هناك شخص بائس اخبر هولاء القوم في زمان ما وبطريقة ما استطاع اقناعهم بان الاستايل الجامد افضل من التنويع المستمر ، لذلك انت تسمع الان عزيزي القارئ صوت واحد لكل مغني ، صوت واحد وتقنية واحدة لا يستطيع ان يعطيك اكثر منها.

ثم جاء معتز صباحي ،في هذه اللحظة تفتحت الازهار ، واكتشفنا ان الاغنية يمكن ان تكون حديقة متنوعة الازهار ، يمكن بكل يسر ان تكون الاغنية رحيق ، يمكن ان تكون الاغنية نفسها هي الحديقة وليس البنت.

معتز يغني بلا مسغبة ولا خشية من فقر ، ينهال علي الاغنية بفأسه حتي تئن و تحن و تبكي و تفرح و تغضب و تحبط وتتفائل والي اخره من المشاعر المنثورة في حديقة صوته العظيم.

شكرا معتز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى