مقالات

عبد العليم مخاوي يكتب : هي مجرد 90 دقيقة

*علمتنا الحياة قبل أن تعلمنا كرة القدم أن التواضع هو الطريق الوحيد للنجاح والاستمرار في النجاح.. وأن الثقة إذا زادت عن حدودها تتحول إلى غرور وتكبر.. وكل الأخطاء تبدأ دائماً من خانة التكبر.
*لهذا فإن معظم إن لم يكن “كل” المدربين يوصون لاعبيهم في كل المستويات بضرورة وضع الاحترام المناسب للفريق المنافس وعدم الركون الى نتيجة المباراة في اية منافسة حتى يتمكنوا من التفوق على المنافس وتحقيق النتيجة التي تكفل لهم التفوق او التقدم في البطولات.

  • وكم أخشى على فريق الهلال الآن (لاعبون ومدربون وإداريون، بل وجمهور) من الغرور والتكبر بعد النتيجة الايجابية الجيدة التي انتهت عليها مباراة الفريق الاولى امام الشباب الافريقي التنزاني على ملعب بنجامين مكابا بالعاصمة التنزانية دار السلام ، وأذكّر الجميع بما حدث معهم قبل سنوات فقط عندما اعتبرنا ان الهلال قد قطع ورقة العبور الى مجموعات الابطال حتى قبل دقائق قليلة من نهاية صافرة مباراته امام سيوي سبورت سان بيدرو العاجي في العام 2013م و الذي باغت الجميع واحرز هدفاً قاتلاً كفل له العبور للمجموعات في مباراة مثلت صدمة كبيرة لجماهير الهلال بعد ان اقتنع معظم الاهلة ان نزال سيوي سبورت في أم درمان مجرد نزهة مضمونة النتائج.. بعد ان كان الهلال متقدماً على مستوى النتيجة في لقاء الاياب بثلاثية بيضاء لتنتهي المباراة بفوز الهلال بثلاثة اهداف مقابل هدف ليودع البطولة بعد ان استفاد الفريق العاجي من فوزه في لقاء الذهاب باربعة اهداف مقابل هدف.
    *ولعل ما ذكرته آنفاً يجعلني من المطالبين بتناسي نتيجة مباراة الذهاب والتي تمكن من خلالها الهلال من العودة الى اجواء المباراة بادراك التعادل عن طريق القائد الغربال محمد عبد الرحمن الذي حل بديلاً في شوط اللعب الثاني ، مع الاعتبار ان الفريق التنزاني لن يكون صيداً سهلاً للهلال وسيقاتل من اجل المحافظة على حظوظه في خطف ورقة العبور الى المجموعات.
    *وهذا ما يجب ان يعيه لاعبو الهلال ومديرهم الفني “الواقعي” فلوران ايبينجي الذي صبت كل تصريحاته في الايام التي اعقبت مباراة ملعب بنجامين مكابا بأنهم لم يتأهلوا بعد وينتظرهم شوط حاسم في أم درمان.
    *فالحسم الذي يعنيه المدرب الكنغولي ان نتيجة مباراة الذهاب لا تعنيه في شئ لان فريقه لم يحقق الفوز في ملعب بنجامين مكابا وهو الشئ الذي اتمنى ان يكون قد “تصدّر” للاعبين ليقاتلوا بقوة ويعرفوا بأنهم لم يتأهلوا بعد الى المجموعات.
    *هي مجرد 90 دقيقة يجب علينا ان نبذل فيها اقصى ما عندنا من جهد وعرق حتى نحقق الهدف المنشود ونفرح بعبورنا الى المجموعات للمرة الرابعة توالياً بإذن الله.
    *اعباء كبيرة تقع على عاتق جماهير الهلال التي يجب عليها ان تتحلى بأقصى درجات الصبر وتساند اللاعبين طيلة شوطي المباراة وان لا تستعجل احراز الاهداف حتى لا يتضرر اللاعبون من إحساس الشفقة والتسرع القادم من المدرجات ويفقدون تركيزهم وتهرب المباراة من بين ايديهم وهذا ما لا نتمنى حدوثه.
    *الانضباط التام والالتزام واحترام خيارات المدرب فلوران ايبينجي من ضروريات مباراة اليوم فالمدرب هو صاحب القرار في من يجلس على دكة البدلاء ومن يشارك منذ البداية فهي خيارات فنية يجب علينا احترامها الاحترام التام.
    *كما ان على الجمهور الهلالي ان يعي ويعرف تماماً بأن الهلال تحت انظار لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الافريقي لكرة القدم وان اي “خروج عن النص” من شأنه ان يسهم في تحريك العقوبات على الهلال بحرمانه من قاعدته الجماهيرية التي تعتبر سلاحه الامضى في دوري الابطال.
    *ألتراس الاسود الزرقاء ننتظر وقفتكم القوية والمشرفة فأنتم عودتمونا على الابداع والتفاني والاخلاص ودعم الهلال في السراء والضراء ، فالهلال يحتاج لهتافاتكم واهازيجكم التي تحرك الساكن وتشحذ همم اللاعبين ليقدموا كل ما عندهم داخل ارض الملعب.
    *اللهم ارحم أمي عشة والسر واغفر لهما واجعلهما من اصحاب اليمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى