مقالات

كمال الهِدَي يكتب : صعد الهلال ولكن..!!

. نبارك لجماهير الهلال والمريخ صعود الناديين لمرحلة المجموعات.

. ما أسعدني أكثر من فكرة الصعود نفسها هو مساهمة عدد من لاعبي الهلال الوطنيين في الفوز وبلوغ مرحلة المجموعات.

. وأتمنى أن يستفيد البعض من الدرس الذي قدمه لهم ياسر والغربال للمرة الثانية على تعجلهم في الأحكام ومن الأداء المُبهر الذي سمعت أن الطيب عبد الرازق قدمه أمام الشباب التنزاني.

. لم أنس ما تابعناه في الآونة الأخيرة من آراء اانطاعية وأحكام غير مؤسسة وهجوم شرس على لاعبين بعينهم وتفضيل آخرين دون مسوغ منطقي أيضاً.

. فمع (هجمة) مجلس الهلال الحالي على المحترفين بطريقة استوقفتني أكثر من مرة طالعنا شتائم واستهزاء بجل لاعبينا الوطنيين حتى قبل أن يقف الناس وقفة حقيقية على مستوى الأجانب الجدد الذين لو قال أياً منا حتى يومنا هذا إنه يستطيع تقييمهم كما يجب يكون (ما زول كورة عديل).

. ولهذا ظللت أكتب أن ما يجري في الهلال وما يصاحبه من ضجيج يبدو لي كأمور مفتعلة.

. صعود الهلال و المريخ لمرحلة المجموعات يسعد مشجعي الناديين بلا شك.

. لكنه ليس بالأمر الجديد ولا المستغرب، بل المستغرب هو أن يصارع الهلال للحصول على بطاقة صعود لهذه المرحلة التي ظل يتعداها لما هو أبعد بكثير في زمن مضى، قبل أن تعيدنا فترة الكاردينال للوراء وتجعلنا نفرح بتخطي التمهيدي.

. ومهما يكن لا أظن أن الوضع يتطلب كل هذا الضجيج والاحتفالات الصاخبة كما جرت العادة مؤخراً لأشياء في أنفس من يديرون الهلال حالياً، ونزولاً عند رغبة من يوجهون بإلهاء المجتمع الرياضي وجمهور الهلال على وجه الخصوص بغية ترويض هذا النادي الذي ظل عصياً في السابق.

. كتبت أعلاه أنني سمعت عن الأداء المُبهر للطيب عبد الرازق وذلك لأنني لم أفرغ نفسي لمحاولة المتابعة باعتبار أن مشاهدة الهلال عبر التلفاز في الآونة الأخيرة صار حلماً بعيد المنال مع (حاكميه) الجدد الذين قلت في مقالي السابق أن الغرور قد أصاب بعضهم.

. وكنت قد حذرت الأهلة في مقالات عديدة من تسليم ناديهم بالكامل لهذه المجموعة وعبرت عن قلقي من سيل لعاب جماهير النادي (الذي كان وطنياً جداً) أمام الصرف (الظاهر) والتعاقد مع أعداد مهولة من اللاعبين الأجانب.

. وها أنتم يا أهلة تكتوون بنيران غطرسة بعض أفراد هذه المجموعة و(لسه الغريق قدام) إن لم تفيقوا.

. وقد أضحكني خبر مبكٍ قبل المباراة يقول أن المجلس سوف يوفر شاشات عملاقة بالاستاد (خدمة) لجمهور الهلال لمتابعة كلاسيكو الأرض.

. أضحكني الخبر لجهة أن شر البلية ما يضحك، فقد وجدت فيه تطبيلاً مبتذلاً بشكل مقزز للغاية واستصغاراً لعقول هي أكبر بكثير من أن يدخلها فارغ القول.

. فالمجلس ما (خدم) جماهير ناديه بتوفير تذاكر بأسعار في المتناول وإتاحة الفرصة للنقل التلفزيوني قبل أن يتوسله هذا الجمهور جاي (يخدمهم) بإتاحة الفرصة لمتابعة برشلونة وريال مدريد!!

. لم أكن مخطئاً أيام عمر البشير عندما كنت أكتب أن بعض المجموعات والأقلام وُظِفت لشغل الناس بالفارغة وتزيين الأخطاء وتجميل القبح.

. وبما أننا نعيش هذه الأيام مرحلة الإنقاذ (2) بعد أن فرط الشعب في ثورته العظيمة يبدو واضحاً أن مجموعات وأقلام هذه المرحلة قد بدأت في الظهور مجدداً والعودة لسابق عهدها بعد أن ركب بعضهم قطار الثورة لحين من الزمن.

. لا أنطلق في مقال اليوم من افتراضات وقراءة وتحليل واستنباط، فذلك زمن ولى وقد ظللت أنبه وأقرأ وأحلل منذ تشكيل لجنة التسير وقبل أن تصبح مجلساً (منتخباً).

. فقد تلقيت رسالة رقيقة من أخ كريم كان ينشر مقالي بمجموعة واتس أب (برغبته وليس بطلب مني).

. اعتذر لي هذا الأخ عن نشر المقال معهم مجدداً نزولاً عند رغبة مشرفين آخرين في ذات القروب.

. أولاً أشكره على رسالته واعتذاره وعلى أن رسالته أكدت لي المؤكد أصلاً.

. ولو كنت أحشد كماً من مفردات ساقطة أو عبارات مبتذلة أو شتائم وسباب في هذه الزاوية لعاتبت نفسي ولتفهمت الأمر.

. ومن يظن أن مثل هؤلاء يرفضون نشر الزاوية خوفاً على الهلال عليه أن يراجع نفسه جيداً.

. فالأمر واضح وضوح شمس الضحى.

. وهي ليست المرة الأولى على فكرة ولن تكون الأخيرة.

. فقد طالعت بأم عيني طلب أحدهم لشهاب مصطفى في تعليق بأن يمنعوا كاتب هذه الزاوية من نشر (تأملاته) بصفحة الهلال.

. لك أن تتخيل عزيزي القاريء هذا هو الهلال الذي كنا نفخر بوصمه بهلال الحركة الوطنية، فيه من يفكرون على هذا النحو ومن ينفذون أجندة لا علاقة لها بالكرة ولا بالرياضة.

. وليفهم هؤلاء (المساكين) أن كاتب هذه الزاوية اختار خطاً لا يمكن أن تثنيه عنه مثل هذه المحاولات البائسة.

. ولو كنا نسعى لتكبير كوم أو توسيع قاعدة قراء بأي يشكل كما يفعل من يصفق لهم بعض المغيبين لسايرنا نهج (بعض) الصحف الورقية منذ سنين عددا لكي نصبح من نجومها.

. أقول للأخ الكريم ” هون على نفسك” فأنا نفسي لا أسعى أصلاً لفرض المقال على الناس في قروباتهم إلا عندما يُطلب مني ذلك.

. لكنني لا أنفي أن الرسالة زادت وجعي على الهلال.

. فقد أكدت لي أكثر أنني عندما كنت أكتب عن خطورة ما يجري، وعن الزخم والهالة الإعلامية التي تحيط بهذا المجلس وتضخيم كل خطوة يخطوها ما كنت أكتب من فراغ.

. وها هي الأيام تثبت لي على الأقل أن تخذيراتي كانت في محلها.

. والأغرب أن هذا الأخ بدأ بنشر المقال قبل ثورة ديسمبر نفسها، يعني قبلوا بيه أيام البشير ويرفضونه في هذا الوقت بالتحديد فلماذا يا ترى!!

. هذا المجلس يؤدي عملاً سياسياً بالدرجة الأساس وأدواته في ذلك هي الأموال المنفقة واللاعبين الأفارقة والمدرب (العالمي)… الخ.

. وسأظل أعيد وأكرر أن من يملك دليلاً (بخلاف ما يكتب في أعمدة ومانشيتات الصحف) على حجم الصرف ومصدره فليأتنا به.

. وأعيد أيضاً سؤالاً طرحته في مقالات عديدة: انتو يا أهلة دايرين هلال أم وطن!!

. فلا هلال في رأيي بلا وطن.

. والوطن يجري اختطاف ثورته وموارده وإنسانه.

. أما الهلال فقد أُختُطِف وانتهي لكي يصبح أحد أدوات اختطاف هذا الوطن الجريح بيد أبنائه دائماً.

. فهل نتعشم في صحوة قبل فوات الأوان، أم ما زلتم تتلذذون بالتخدير وترون أن فلوران مدرباً لم تنجب قارتنا السوداء مثله، وأن محترفي العليقي والسوباط لم يسبقهما عليهما إداري في الهلال!!

. خوفي أن يفيق الناس من المخدر بعد فوات الأوان.

. وأتمنى أن يصدق كل هلالي مع نفسه ويسألها (بنقول للمريخاب انتو فريق حكومة علي شنو) ما دمنا نفرح بكل من يدفع لنادينا الأموال ونغض الطرف عن المؤشرات الواضحة!!

. وختاماً سأقول ما أعلم أنه سوف يغضب الكثيرين لكنني لا أكتب في هذه الزاوية سوى مواقفي وما أؤمن به حتى لو أغضب مني أقرب الأقربين.. ما أود قوله هو ” لو فاز الهلال غداً بكأس أفريقيا فقد أذهب لفرضية أن الإنقلابيين توافقوا مع بعض المفسدين في قارتنا – وما أكثرهم- لكنني لن أقنع نفسي بأن الكرة تطورت في الهلال وفي البلد بين عشية وضحاها لنبلغ مرحلة الظفر بالألقاب الكبيرة.

. وطن في مهب الريح لا يمكن أن يتحقق فيه نجاح جزئي، فأصحوا يا قوم قبل أن تحين ساعة الندم و (تنقطع) ألسنتكم و(تروح) ليكم عبارات من شاكلة ” هلال الحركة الوطنية ونادي الشعب”، فهو لم يعد كذلك وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر.

. ربما يصعد الهلال فنياً بدرجة ما لكنه يسقط أخلاقياً ووطنياً ومبدئياً وقيميياً، فهل من صحوة!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى