كمال الهِدَي يكتب : شكراً الغرايري، فقد صمت الرجل دهراً ونطق (حقاً).
. شكراً الغرايري، فقد صمت الرجل دهراً ونطق (حقاً).
. لم يصدق أصحاب الغرض أن المريخ انهزم في بنغازي فأستلوا سكاكينهم الصدئة سريعاً ليحمل بسرعة البرق كل واحد من أفراد الجوقة (طاره) ويعزف ذات اللحن الكئيب بالهجوم على المدرب التونسي مطالبين بطرده اليوم قبل الغد.
. أكثر ما أعجبني في الغرايري أنه فوت الفرصة على جماعة (الشتل) ولم يظهر أمام جماهير المريخ إلا صوت وصورة حتى لا يُحرف كلامه كما قال.
. وهذا التصرف ذكرني بمدرب أجنبي واعٍ أيضاً هو الإنجليزي قسطنطين الذي كان يدرب منتخبنا الوطني.
. فقد سمعته ذات مرة يقول عبر برنامج الرياضة أنه لا يتحدث للصحف حتى لا يُحرف كلامه وإن اُضطر للحديث فلابد أن يكون ذلك صوت وصورة.
. ما تقدم يؤكد أن الرجلين فهما تماماً البيئة المحيطة بهما ولذلك توخيا الحذر.
. ولا أخفيكم سراً أنني كلما تابعت هجمة شرسة وسريعة على مدرب جديد أبدأ في البحث والتقصي لقناعتي بأن كل من (يمشي عِدل) في بلدنا لابد أن يُهاجم من بعض (المصلحنجية) الذين لا تهمهم كيانات ولا مصلحة عامة وإن تظاهروا بذلك.
. ولعلكم تذكرون ذلك الهجوم الوحشي على مدرب المنتخب قسطنطين لدرجة أن البعض صاروا يقدمون (خطب جمعة) عبر أعمدتهم ويحرضون الجماهير بزعم أن قسطنطين (المسيحي) يمنع أولادنا الصلاة، لمجرد أنه فرض الانضباط وطالب اللاعبين باحترام المواعيد.
. والأعجب في الهجوم على الغرايري هو سعي بعض جماهير المريخ لتبرير تصريحات بكري المدينة المسيئة للمدرب والمُهينة للمريخ لو كانوا يعلمون.
. فبكري مجرد لاعب لا تتضمن مهامه في النادي اطلاق الأحكام على مدربه مهما كانت الأسباب والدوافع.
. وأي محاولة للتغطية على تصريحاته الهوجاء، أو صمت عليها يعد قلة احترام في نظري.
. بعض العاطفيين والمتهورين لا يفهمون دائماً أن الخلاف يكون على مبدأ ولا علاقة له بمحبة لهذا الطرف أو كراهية لذاك.
. لا يحق لأي لاعب كرة الإساءة لمن هم أعلى منه في هرم النادي ولابد أن يلزم كل حدوده.
. إن أخطأ إداري أو المدرب فهناك الجهات المسئولة عن محاسبتهم، أما تطاول اللاعبين وتعديهم لحدودهم فيفترض أن يُقابل بالرفض لو كنا نحترم كياناتنا حقيقة كما نزعم.
. الغريب أن الإداري والإعلامي والمشجع يحدثك عن عصر الاحتراف ولا أفهم أي احتراف يسمح بمثل هذا التطاول وعدم احترام النظم والتسلسل الهرمي.
. ما بدر من بكري المدينة سلوك مرفوض يستدعي إجراءات تأديبية عاجلة.
. وهي ليست المرة الأولى التي يأتي فيها بكري بتصرف غير ملائم.
. وهو يفعل ذلك لأنه وجد دائماً من يبررون له سوء سلوكه.
. لِم لا نسأل أنفسنا: لماذا بكري تحديداً وليس غيره من لاعبي المريخ الحاليين من يهاجم مدربه على الملأ!
. السبب في رأيي أن نوعية اللاعبين التي ترى في نفسها محوراً للكون (self-centred)، هم من يتصرفون على هذا النحو، سيما عندما يجدون دوماً من (يجوهم بالأعذار).
. أعود للحديث الرزين والرد الوافي للمدرب الغرايري الذي أوضح ما كان مخفياً عن جماهير المريخ لأقول أن أي عاقل وزول كورة لابد أنه مقتنع بأن التونسي قام بعمل جيد في الفترة الماضية.
. وإلا لما حقق المريخ انتصارات (بما فيها فوزه على نده الهلال) وهو في أسوأ ظروفه إدارياً وتنظيمياً ومالياً.
. تفتكروا يا مريخاب في تلك الظروف فريقكم كان بفوز بدعم عصافير الخريف مثلاً، عشان يطلع ليكم من يقولوا ” الغرايري فاشل” وطوالي ترددوا الأسطوانة المشروخة دي!
. أوجز الغرايري وأبان ما يخفيه دائماً حملة بعض الأقلام التي تعودت على الاستثمار في كياناتنا الكبيرة وفرض إرادتهم عليها.
. وموقف الغرايري من قائمة اللاعبين المرشحين لدخول كشف المريخ ذكرني بالهجوم على اللجنة الفنية التي شكلها الكاردينال من قامات هلالية في أول أيامه بالهلال.
. وما أن فشل بعض اللاعبين الجدد أخفى البعض الحقيقة متعمدين وهاجموا أفراد تلك اللجنة الفنية.
. ولعلمي واقتناعي بمؤهلات واستقامة أغلبهم استفسرت بعضهم حينها فأكدوا لي انهم قدموا مجرد ترشيحات بالترتيب في كل مركز وفي وقت ضيق للغاية، لكن لم يصل الكاردينال لإتفاق مع الاول في كل مركز ومضى للذي يليه ثم الأخير.
. كما أكدوا لي لاحقاً بانهم لم يوصوا بشطب أي لاعب وطني وهو ما حاول البعض تحميلهم له عندما استغنى مجلس الكاردينال عن المعز ومساوي وعمر وآخرين.
. أتمنى أن يدرك جمهور الكرة ويعي أن البعض يقدمون لهم دائماً جزءاً يسيراً من الحقيقة، وفي أحيان كثيرة يلوون عنق هذه الحقيقة لخدمة أغراض لا علاقة لها بمصلحة الكيانات حتى لا يحمل كل (طاره) بهذه السرعة ليخدم كمغفل نافع مصالح أفراد على حساب هذه الكيانات.
. شكراً الغرايري على الكلام الواضح المحترم فقد أوضحت ما كان مخفياً عن الكثيرين دون أن تسيء لأحد.