مقالات

كمال الهدي يكتب : انطباعيون في بي إن سبورت

. كثيراً ما أسمع في قناة الرياضة الأولى بي إن سبورت تحليلاً وتعليقات حول فريق برشلونة وأداء مدربه تشافي لا تطابق ما نتابعه ونشاهده.

. وفي بعض الأحيان ينتابني احساس بأن الانطباعية تلعب دوراً في ذلك.

. وفي أحيان أخرى تشعر وكأنه رأي فرد منهم تبنته الجماعة دون تفكير متروٍ أو إجراء إحصائيات أو لجوء للأرقام.

. فأغلب محللي ومعلقي القناة واسعة الانتشار يرددون أن تشافي يجامل بيكيه وبوسكتس وألبا ولذلك يتراجع أداء برشلونة لأن هذا الثلاثي في نظرهم أس بلاء هذا النادي العريق.

. لكن الحقيقة التي تؤكدها الأرقام غير ذلك تماماً.

. فمشكلة تشافي في برشلونة أعقد من هذا التبسيط الذي يعبر عنه محللو ومعلقو القناة كل يوم.

. أولاً الأرقام تقول أن تشافي أجلس بيكيه وألبا على دكة البدلاء طويلاً لدرجة أنني كنت أتساءل في قرارة نفسي ” هل يا تري هناك مشاكل أو حساسية قديمة بين تشافي وزميليه السابقين” وذلك لأنني رأيت أن مشاركة ألبا في بعض المباريات كانت أجدى من مشاركة لاعب مثل ألونسو الذي جربه انريكي مع المنتخب قبل سنوات حين بدا في الأفق مؤشر توتر في علاقته مع ألبا وبعد فشل ظهير تشيلسي وقتها أعاد إنريكي البا للمركز فأجاد.

. لم يشرك تشافي بيكيه والبا إلا بعد أن ضربت الإصابات عدداً من لاعبي البرسا.

. ولو أراد تشافي أن يجامل زميليه السابقين لما تعاقد أصلاً مع عدد من لاعبي الدفاع بينهم من ليسوا صغاراً.

. ظني شخصياً أن بيكيه وإن لعب على الواقف فوجوده في الدفاع أفضل من مشاركة مدافعين في الظهير وقلب الدفاع يلعبان بقدم واحدة.

. في حالة مشاركة أروخو وكوندي فهما الأصلح والأكثر جاهزية بلا شك.

. أما ألونسو واحتياطي سيتي السابق جارسيا الذي يدخل الملعب (متأبطاً) ضربة جزائه فأفضل منهما بيكيه بالرغم من تقدمه في السن وبطء حركته.

. أما ألبا فكان من الطبيعي والمفهوم أن يلعب دقائق أقل مشاركة مع بالدي، لكن الحاصل أن بالدي نفسه عاد للدكة وصارت مشاركة ألونسو أكبر مع إنه ليس أفضل من ألبا.

. ما تقدم (بالأرقام وليس بكلامي) يؤكد عدم صحة ما يروج له بعض محللي ومعلقي بي إن سبورت.

. أما مشاركة بوسكيتس فتبدو طبيعية جداً مع عدم وجود بديله الناجح والجاهز مثل بعض النظراء في ريال مدريد من شباب يؤدون في الوسط بالمهارة والقوة اللازمتين.

. لذلك قلت أن مشكلة تشافي في برشلونة أعقد مما يصور محللو القناة.

. فالإختيارات منذ البداية لم تكن موفقة بنسبة كبيرة.

. وكيسي الذي يكثر المحللون من الحديث حول ضرورة تواجده في أرض الملعب لن يكون بديلاً لبوسكيتس ولو استمر الأخير في اللعب على الواقف.

. كل الضجيج الذي صاحب انتدابات برشلونة لم يتضمن لاعباً سوبر بإستثناء ليفاندوسكي.

. رافيينا فتىً موهوب لكنه يخطيء كثيراً في التمرير والتصويب كأي لاعب كرة ما يعني أنه ليس باللاعب السوبر.

. وواحدة من مشكلات تشافي في الاختيار اعجابه الشديد برافيينا وديمبلي واستمرار مشاركتهما دون أن يحسب لهما الكم الهائل من أخطاء التمرير التي يرتكبانها، وهو ما يبدو أنه انتبه له بالأمس بعد أن كثرت عليه الاخفاقات.

. ما كان منطقياً أن يظل فاتي حبيس الدكة ليلعب هذا الثنائي كل إسبوع مع قلة فعاليتهما من ناحية التسجيل والتمريرات الحاسمة.

. صحيح أنهما يتحركان ويزعجان المدافعين (خاصة ديمبلي) لكن حتى الأمس القريب ومع دخولهما المتأخر للملعب فقد مررا وصوبا خطأً في أكثر من مناسبة.

. برشلونة لم يلعب بطريقته المعهودة في محاصرة الخصم بملعبه إلا في الشوط الأول من مباراة الأمس أمام فيا ريال، ولذلك سجل رماته ثلاثة أهداف.

. مشاكل الدفاع امام الانتر والريال ما كانت تتعلق بأسماء المشاركين بقدر ارتباطها بالطريقة، وهو ما لم يفعل تشافي تجاهه شيئاً.

. بالأمس حين أجرى تشافي تغييرات في الشوط الثاني فهمتها ضمن سياق إراحة البعض بعد تأمين النتيجة، لكن معلق البي إن قفز سريعاً لذات (فرمالتهم) قائلاً أنه لا يوجد سبب للتغييرات وأن تشافي يفعل ذلك لكي يشرك بيكيه وبوسكتس!

. والغريب أن تشافي أدخل أيضاً ديمبلي ورافيينا ومررا خطأً أكثر من مرة كما أسلفت لكن المعلق لم يتطرق لذلك.

. وفي الجانب الآخر لم أقف على تمريرة خطأ واحدة لبيكيه أو بوسكيتس منذ دخولهما.

. وقال دراجي أن خروج ديونج ليس صحيحاً فهو الأفضل، وأن أداء برشلونة تغير بمجرد دخوله وخروج بوسكيتس من التشكيلة.

. أتفق مع دراجي في أن ديونج بالأمس كان أحد أفضل اللاعبين لكن أختلف معه في بقية الفكرة.

. فقد شارك ديونج في مباريات عديدة قبل الأمس ولم يكن جيداً اطلاقاً.

. إذاً أداء الأمس لم يتحسن فقط لأن ديونج شارك بدل بوسكيتس وإنما حدث ذلك لعوامل عديدة.

. لاعب مثل أوبميانغ غادر بهدوء وهو أحد أخطاء تشافي.

. وبديل بوسكيتس الذي اقتربت لحظة مغادرته لم يتوفر وهو ما كان من المفترض أن يكون أولوية.

. فأحد أكبر الأخطاء التي وقعت فيها إدارات برشلونة السابقة هي عدم توفير بديلين لتشافي نفسه وإينيستا قبل رحيلهما.

. وكثيراً ما توقعت أن يعاني برشلونة طويلاً لو لم يوفر بديليهما ليلعبا بجوارهما قبل الرحيل.

. لهذا توقعت مع قدوم تشافي أن يكون بديل بوسكيتس أولويته بإعتباره لاعباً مؤثراً وغير عادي.

. إلا أن ذلك لم يتحقق ربما لظروف النادي، لكن كنت أتوقع من المحللين والمعلقين التركيز على جملة الأخطاء بدلاً من الحديث المتكرر عن افتراض مجاملة تشافي للثلاثي المذكور الذي أختلف معه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى